يعتبر القطاع السياسي في تونس احد ركائز اقتصادها، غير انه وبعد اندلاع موجة الربيع العربي في انطلقت من تونس ، شهد نكسة غير مسبوقة خاصة سنة 2014.

وحسب مصادر رسمية تونسية فقد سجل العام المنقضي تراجعا في عدد السياح قدر بنسبة 3 % مقارنة بسنة2013 .

ولئن تعتبر تونس وجهة عدد كبير من السياح الفرنسيين فان عددهم تراجع وسجل انخفاضا كبيرا خلال العام المنقضي.

وتبلور هذا التراجع بنسبة 10 % لسنة 2014 مقارنة بـ 2013 وبنسبة 48 %مقارنة بــــ 2010.

نزول القطاع السياحي الى اقل مستوياته يبين مدى تدهور الاقتصاد التونسي ،حيث كشفت أرقام رسمية نشرتها وكالة النهوض بالصناعة والتجديد (حكومية) عن تراجع في الاستثمارات المعلنة في القطاع الصناعي بنحو 19 % مقارنة بسنة2013.

وقد شهدت التوازنات المالية العامة للبلاد في السنوات الأخيرة التي تلت الاطاحة بحكم الرئيس السابق "بن علي" اختلالا وعجزا كبيرين ، مما دفع بالحكومات المتعاقبة إلى التداين بشكل مكثف، حيث بلغت نسبة التداين ما يقارب 50 % من الناتج الداخلي الخام، وهو ما جعل الكثير من الخبراء الاقتصاديين ينبهون إلى خطورة الوضع الاقتصادي، وخلال السنة الماضية مرت تونس بوضعية اقتصادية لا تحسد عليها وصلت حد العجز على توفير الاجور .

الامر الذي ادى الى تراجع مرتبة تونس في تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس الذي يُعدّ من أهم المراجع التي يعتمدها صناع القرار الاقتصادي والسياسي في العالم.
ويقول خبراء الاقتصاد أن هذا التصنيف يعتمد على مؤشرات موضوعية وتتعلق بالوضع العام للبلاد على مختلف مستوياته.
ويعتبر الاستقرار الامني والسياسي من اهم مقومات استقطاب السياح ودفع عجلة الاقتصاد.
غير ان سنة 2014 كانت حافلة بالمواجهات الارهابية والتجاذبات السياسية، حيث اوردت وزارة الداخلية التونسية ان عدد القضايا الارهابية للعام المنقضي بلغ 1808 قضية مقارنة بـ 1078 قضية لسنة 2013، وقد سُجل ارتفاع العمليات الارهابية في شهر جويلية يوليو أي في ذروة الموسم السياحي .
وقد انعكست التهديدات الارهابية الداخلية و المحيط الجيوسياسي للبلاد والاوضاع في القطر الليبي سلبا على الاقتصاد التونسي .
ويمثل لملف الامني والاقتصادي من اوليات الحكومة التي بصدد التشكّل، ويؤكد قادة نداء تونس(الحزب الفائز بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية والذي سيتولى مهمة تشكيل حكومة)ان توفير الأمن ومجابهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس من اوليات الحكومة المنتظرة.