أشرف السفير الفلسطيني بتونس هائل الفاهوم على إحياء الذكرى الثانية والثلاثين للمجزرة الصهيونية التي جدت في الفاتح من أكتوبر العام 1985 في منطقة حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، وسط غياب شبه رسمي للمسؤولين التونسيين الكبار في الدولة.

المناسبة حضرتها منظمات وأحزاب وطنية ومواطنون تونسيون تعودوا الحضور إلى النصب التذكاري الذي يرمز للغارة الصهيونية وعبر أغلبهم على لومهم للمسؤولين الكبار في الدولة عن تعاملهم الباهت مع مناسبة تعتبر انتهاكا صارخا للسيادة التونسية من عدو كان قبل أشهر قليلة قد نفذ عملية اغتيال في حق المواطن التونسي محمد الزواري.

وقال السفير الفلسطيني خلال إحياء الذكرى التي حضرها معتمد منطقة حمام الشط، إن الحادثة فرصة لتذكير الفلسطينيين والتونسيين بالدماء المشتركة التي سالت في الغارة الوحشية، والتي ساهمت في تمتين علاقات الشعبين عكس ما كان يتصور العدو الصهيوني.

وأضاف الفاهوم، في تصريح لوكالة إفريقيا للأنباء أن العدو الصهيوني "أراد من خلال تنفيذ غارة جوية على مقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في حمام الشط ،"معاقبة تونس على احتضان الفلسطينيين وقيادتهم، إلا أنه فشل فشلا ذريعا، لتتحول تونس إلى عنوان في تاريخ القضية الفلسطينية"، وهو ما قوى نسيج الإلتفاف حول هذه القضية ورسخ فكرة المصير المشترك.

وتابع القول "إعتقدوا أنهم قادرون على إنهاء هذا الفكر المقاوم، الذي إحتضنه شعب شقيق، منح للفلسطينيين حرية التحرك والفعل، إلا أن النتائج كانت عكس التوقعات، حيث تراكمت إنجازات القضية إنطلاقا من أرض تونس".

وكان الهجوم قد نفذ يوم 01 أكتوبر 1985 غرب تونس العاصمة استهدف فيها سلاح الجو الصهيوني مقر منظمة التحرير الفلسطينية مما أسفر عن استشهاد 68 شخصا بين فلسطينيين وتونسيين بالإضافة إلى جرح أكثر من 100 شخص وتدمير عدد من المنازل القريبة.