شددت أجهزة الأمن الجزائرية، من إجراءاتها الأمنية حول مواقع تواجد مواطني دول غربية، ومصالح تخص هذه الدول على خلفية تهديدات لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حسب مصدر أمني.

جاء ذلك عقب تسجيل صوتي منسوب لأمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، عبدالمالك درودكال، نشر أمس، على مواقع مقربة من الجماعات السلفية الجهادية عبر شبكة الإنترنت، يهدد بالانتقام لمقتل زعيم تنظيم “القاعدة في شبه جزيرة العرب”، ناصر الوحيشي قبل أيام.

وقال مصدر أمني جزائري طلب عدم الكشف عن هويته، “إن أجهزة الأمن الجزائرية أخذت تهديد زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب المدعو عبدالمالك درودكال، على محمل الجد”.

وأضاف المصدر، أن “الإجراءات الأمنية المشددة شملت قواعد وحقول نفط بالجنوب الجزائري تعمل بها شركات غربية”.

ونشرت مواقع مقربة من التيار الجهادي تسجيلا صوتيا منسوبا لدرودكال، المعروف باسم أبي مصعب عبدالودود، نعى فيه زعيم “القاعدة في شبه جزيرة العرب” ناصر الوحيشي، المعروف بـ “أبي بصير”، الذي قتل في غارة أميركية باليمن.

وقال درودكال في التسجيل “إن هذا اليوم ليس للبكاء، وإنما لتجديد البيعة والعهد من الله، في الاستمرار على نهج من سبقوا، والذين ستكون دماؤهم وأشلاؤهم نورا يضيء الطريق، ونارا تؤجج الانتقام من أئمة الكفر”.

وتوعد أمير التنظيم الولايات المتحدة قائلا “لن يهنأ لنا عيش حتى نطهر أرضنا، ويخرج آخر جندي أميركي من بلاد الإسلام، ونقتلع جذور آخر قاعدة عسكرية أميركية، من ثرى أقطـارنا المكلومة من الرباط إلى جاكرتا”.

وكان تنظيم “القاعدة في شبه جزيرة العرب”، أكد الثلاثاء الماضي، مقتل زعيمه “ناصر الوحيشي” في غارة جوية أميركية في اليمن.

والوحيشي يعد الرجل الثاني في تسلسل القيادة في تنظيم القاعدة، وكان سكرتيرا شخصيا لأسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة السابق) الذي قتل في باكستان سنة 2011.

ولا تقتصر الجزائر في مواجهتها التهديدات الإرهابية المتصاعدة على تشديد الرقابة الأمنية في مختلف المحافظات وعلى الحدود وداخل المطارات والمنشآت الحيوية، بل رفّعت في حجم إنفاقها العسكري عبر اقتناء أسلحة متطورة.

وفي هذا الصدد، أكدت تقارير إخبارية أن الجزائر تتجه لتحديث منظومتها العسكرية من خلال اقتناء أحدث الأسلحة والمعدات في ظل الحرب التي تشنها على الإرهاب وشبكات التهريب.

وأعلنت الجزائر نيتها اقتناء الجيل الجديد من الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف “فيربا”، التي تعتد روسيا بصناعتها.

وتعد صواريخ فيربا من أكثر المنظومات الصاروخية تطوّرا في العالم، ويمكن لهذه الصواريخ أن تسقط أي شيء يطير بسرعة تصل إلى 500 متر في الثانية.

وسبق أن كشفت دراسة نشرها المركز الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، أن الجزائر تعتبر أول مستورد للسلاح في القارة الأفريقية، خلال الفترة بين سنوات 2010 و2014.

وذكرت الدراسة أن الاضطرابات التي شهدتها منطقة الساحل وتداعيات الفوضى في البلدان العربية في سياق الثورات العربية دفعت الحكومة الجزائرية إلى اتخاذ تدابير مستعجلة لتحديث تجهيزات الأسلحة التي يعتمد عليها الجيش الوطني الشعبي.

وتذهب الدراسة إلى أن نفقات الجزائر في المجال العسكري سترتفع في غضون السنوات الثلاث القادمة لتبلغ نسبة نمو تقدر بـ6 بالمئة سنة 2017. ويرجع المعهد هذا الارتفاع في النفقات العسكرية إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها دول المنطقة بسبب الفوضى المستشرية في ليبيا ومالي، وما نجم عنها من بروز لمجموعات إرهابية جديدة مزودة بأسلحة ثقيلة تهدد أمن دول الجوار.

ونقلت مصادر إعلامية محلية مؤخرا قرار السلطات في هذا البلد المغاربي تجميد صفقات الأسلحة الكبرى ابتداء من سنة 2017، في ظرف ثلاث سنوات المقبلة تحت ذريعة نهج التقشف المالي بسبب الأزمة.

وهذا القرار يعني أن الجزائر ستستمر في عقد صفقات متعددة خلال ما تبقى من السنة الجارية والسنتين اللتين تليها، وهو ما يفسر تخصيص عشرة مليارات من الدولارات على الأقل في الصفقات المقبلة.

وعملت الجزائر خلال السنوات العشر الأخيرة، حسب تقارير صحفية، على تحديث سلاحها الجوي من خلال اقتناء طائرات إفـ16 وطائرات ميـغ 29، وشراء سفن حربية متطورة من فرنسا وإيطاليا وهولندا، وتجديد أسلحتها من المدرعات والدبابات، وذلك في سياق مواكبة التطورات الجـارية في المنطقـة، خاصة بعد الحرب الفرنسية الأخيرة على مالي واضطراب الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحـراء برمتهـا، مـا جعـل ميزانية الجيش الجزائري تتفوق وبفوارق كبيرة، على باقي الميزانيات المُخصصة لقطاعات أخرى حيوية كالتعليم والمالية وغيرهما.

 

*نقلا عن "العرب" اللندنية