قررت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي التي يوجد مقرها بالرباط تنظيم الملتقى الأول لاتحاد الجامعات المغاربية في أبريل 2015 بمدينة "قسنطينة" الجزائرية تزامنا مع احتفال المدينة بالانطلاق الرسمي لتظاهرة " قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" تكريما لها ولعطائها الفكري والحضاري والعلمي المشهورة به.
وقد كلفت لتحضير هذا الموعد الأول لهذه الهيئة لجنة تحضيرية مختلطة تضم "جامعة الأمير عبد القادر" بقسنطينة (الجزائر) و "جامعة محمد الأول" بوجدة (المغرب)، وهذا عقب تنظيم المنتدى الثاني بالتنسيق مع الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي و وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و تكوين الكوادر المغربية إضافة إلى ندوة رؤساء الجامعات المغاربية المنعقد نهاية الأسبوع بمدينة وجدة شمال شرق المغرب، بمشاركة الدكتور "عبد الله بوخلخال عميد" جامعة العلوم الإسلامية "الأمير عبد القادر" بقسنطينة الجزائرية و الأستاذ "محمد الطاهر عبادلية" عميد جامعة "سعد دحلب" بالبليدة (50 كلم جنوب العاصمة الجزائر) بالإضافة الى فاعلين اكادميين من المغرب وتونس وليبيا.
و يهدف إنشاء هذا الاتحاد إلى المشاركة في تطوير التعليم العالي و البحث العلمي و كذا تعزيز التعاون و الشراكة بين هذه المؤسسات الشريكة. كما شرع المشاركون في هذا المنتدى عقب أشغالهم في التوقيع على ميثاق الاتحاد كإطار قانوني يحدد آلياته و مجالات صلاحياته و أهدافه. و يتعلق الأمر أيضا بترقية التعاون بين الجامعات الأعضاء، و كذا مع الجامعات و المؤسسات على الصعيد الإقليمي و الدولي و تسهيل تنقل الأساتذة و تبادل التجارب العلمية و التقنية و إنجاز أبحاث و دراسات مشتركة و تشجيع التميز و الإبداع العلمي و تثمين الموارد البشرية. كما تم الاتفاق أيضا على اعتماد خارطة طريق خاصة بإنشاء فضاء التعليم العالي المغاربي تتضمن أهداف الفضاء وآليات عمله. و قد كلفت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي بعرض هذه الوثيقة على الجهات المعنية بدول الاتحاد قصد دراستها و ذلك تمهيدا لعرضها على المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي.
وتشجع خارطة الطريق على وجه الخصوص على تدعيم البعد المغاربي و التاريخي و الاجتماعي و السياسي في برامج التعليم و التعاون و تشجيع البرامج الخاصة بتنقل الباحثين و الطلبة. كما تهدف إلى تدعيم التعاون المغاربي في مجال التربية و تحسين التنافسية بين الجامعات الشريكة و تنسيق برامج التعليم بين البلدان المغاربية و كذا تسهيل اندماج الطلبة في المؤسسات التعليمية بمختلف بلدان المنطقة.
نحو بعث هياكل الإتحاد وتعزيزها
يبدو أن هياكل الاتحاد المغاربي المجمدة أو الغائب دورها بدأت بالعودة تزامنا منع احتفال الاتحاد المغاربي بالذكرى الـ 25 لتأسيسه. وبالإضافة إلى قطاع التعليم العالي الذي يجتهد القائمون عليه في كل بلدان المغرب العربي لتفعيل روابط بينهم لتفعيل العمل الاكاديمي في محور اقليمي هام ومنه الولوج الى تعاون دولي منظم على غرار انشاء هيئة اتحاد الجامعات المغاربية والتحضير للملتقى الأول لها العام المقبل. وكان الفاعلون الاقتصاديون قاد شاركوا في أشغال المنتدى الثالث للمقاولين المغاربيين بمراكش المغربية تحت شعار "التكامل الاقتصادي: عقد ازدهار متقاسم" من خمس منظمات أرباب عمل لبلدان ليبيا تونس الجزائر المغرب وموريتانيا وخلص لقاؤهم إلى طرح قضايا متنوعة مرتبطة ببعث التكامل الاقتصادي المغاربي في محاولة للتقدم خطوة إلى الأمام في مسار كامل عرف عرقلة بسبب اختلاف وجهات النظر السياسية بين بعض بلدان المغربي العربي، فقد وجدت بعض هيئات الاتحاد كالهيئة القضائية لاتحاد المغرب العربي نفسها حبيسة هيكل التأسيس ولم تستطع التدخل كما هو موكل لها في قضايا قضائية خلافية بين بلدان. ولكن ورغم ذلك يبدو الأمل نحو ولوج اتحاد مغاربي قائم وبدايات بعثه جاءت من القاعدة من خلال إعادة وبعث هيئاته الركيزة بعدما عجز القرار السياسي في بلورة مهمة الاتحاد التي أسس من أجلها.