يبدو أن بوكو حرام لن تتردد في اقتحام تراب النيجر، هذا ما أشار له رئيس بلدية ديفا القريبة من حدود الجارة نيجريا، حيث قال "أننا أصبحنا نرى العلم الأسود للجهاديين، كما أن أثر أفكار الجماعة بدأ يظهر على السكان". قلق رئيس بلدية ديفا متأت من كون "كل المدن القريبة والواقعة في الجزء الآخر من الحدود قد افتكته قوات بوكو حرام، ونحن نعيش على وقع الخوف من هجومهم المتوقع في أي وقت".

لا زلت جماعة بوكو حرام تتوسع منذ اشهر حيث انتزعت من الجيش النيجري السيطرة على عدة مدن في المنطقة الحدودية مثل مدن مالام فاتوري وداماساك الواقعة في شمال شرق نيجريا. بالنسبة لوزير الدفاع في النيجر، كاريدجو موحامادو فهو يعتقد ان "الأولوية اليوم بالنسبة لدولة النيجر هو خطر بوكو حرام"، وبخصوص مدينة ديفا قال "لقد زرت المنطقة قرابة 3 مرات وشجعت الجنود الواقفين في الميدان، نحن في عملية عسكرية في ديفا".

ما يزيد من المخاوف هو تمكن مسلحي بوكو حرام من السيطرة على قاعدة عسكرية في نيجريا قريبة من حدود النيجر يوم السبت 3 جانفي الجاري، وهو ما يعزز من قوتهم النارية.نقطة أخرى تثير مخاوف رئيس بلدية ديفا وهي أنه "حين سيقدم جهاديو بوكو حرام على مهاجمة مدن في النيجر سيستطيعون التعويل على العديد من الأنصار من داخل هذه المناطق" في اشارة لانجذاب الشباب لبوكو حرام، وخاصة للإغراءات المادية التي تقدم لهم حيث يوعدون بمرتب بقيمة 300 ألف من العملة المحلية تعادل 500 يورو شهريا. "البعض من هؤلاء يذهب للقتال في نيجيريا ويعودون لأهاليهم بالكثير من الأموال والأسلاب، أعتقد انهم سيمثلون خطرا كبيرا علينا لأنهم يعرفون المنطقة جيدا".في نهاية السنة الفارطة، كانت الحكومة في النيجر قد وضعت شرق البلاد كمنطقة عمليات عسكرية، للتصدي لمثل هذه الأخطار. غير أن رؤية المشهد من الداخل يجعلنا نتساءل هل لهذه القوات العسكرية القدرة على التصدي لبوكو حرام؟