أصدرت مجلة نيوزويك الأمريكية ،اليوم الجمعة، تقريراً عن قاعدة بحرية تابعة لفرع تنظيم "الدولة الإسلامية "أو ما يعرف بـ"داعش" تطل على البحر الأبيض المتوسط، حيث ينشط مقاتلو "مجلس شورى شباب الإسلام" في درنة، والذين أعلنوا ولاءهم للتنظيم الإرهابي ،وتصف المجلة درنة الواقعة شرق ليبيا بأنها "مدينة ذات ساحل رعوي يمتاز بمياهه الزرقاء اللامعة، وتقع عند سفح الجبل الأخضر، على مسافة غير بعيدة من شواطئ اليونان وأطراف إيطاليا. وهي تحفل بأسواق مزدحمة، وساحات استعمارية الطراز تقع في قلب المدينة القديمة، التي تلفحها شمس شمال أفريقيا اللاهبة".

ويوجد في درنة، وهي أيضاً ميناء يقع عند الشمال الشرقي للساحل الليبي، كنيس يهودي وجامع، وكنائس من الطرازين البيزنطي والكاثوليكي، وذلك خير شاهد على التنوع الديني الذي شهدته المدينة في تناقض تام لحالها الراهنة الصعبة. إذ في العام الماضي، سقطت هذه المدينة التاريخية، والتي لا يفصلها عن أوروبا سوى منطقة بحرية مفتوحة، تحت سيطرة داعش، عندما أعلن مجلس شورى شباب الإسلام بأن درنة أصبحت ولاية برقة، أي إمارة إسلامية، وبالتالي أصبحت امتداداً لتنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على مساحة كبيرة من أراضي العراق وسوريا.

وتشير نيوزويك في تقريرها إلى أن "اختيار اسم برقة يعتبر بمثابة إشارة تاريخية للاسم القديم لمنطقة شرق ليبيا، عند وصول القوات الإسلامية إلى المكان في عام 642 ميلادي. إذ ورد في بيان أصدره مجلس شورى شباب الصومال قبل أن يعلن ولاءه لداعش" من واجبنا دعم هذه "الدولة المظلومة"، والتي عاداها الأقربون والأبعدون، ومنهم الكفار والمنافقون، وأصحاب النفوس الميتة".

وتنتشر على جوانب طرق درنة بيوت متداعية تجسد إهمالاً عانت منه المدينة تحت سلطة القذافي، وتدهورها خلال السنوات التي أعقبت سقوطه، والتي سمحت لداعش وأمثاله بالانتشار فيها، وحيث يتنقل متشددوه اليوم في شوارعها لفرض إيديولوجية التنظيم الإرهابي، كما رفعوا علم التنظيم الأسود فوق المباني الرئيسية.

وتقول المجلة بأنه "بانتهازهم الفراغ الأمني الذي تولد بعد الإطاحة بالقذافي، تمكن متشددو داعش من السيطرة على درنة، ولكي يعلنوا عما حققوه نظموا في أكتوبر( تشرين الأول) الماضي استعراضاً بواسطة عربات رفعوا عليها راية داعش السوداء، وجالوا بواسطتها شوارع المدينة، وقبل ذلك أرسل زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، أحد كبار مساعديه، اليمني أبو نبيل الأنباري، من أجل الإشراف على تأسيس فرع داعش في شرق ليبيا، والذي تدعم بوصول ما لا يقل عن 300 ليبياً، كانوا يقاتلون لصالح التنظيم الإرهابي في العراق، ويعتقد أن عدد المتشددين الذين ينشطون في درنة لا يقل حالياً عن 800 داعشي.

وتلفت المجلة إلى أنه "بالرغم من احتلال التنظيم لعدد من المباني الحكومية في وسط مدينة سيرت المتنازع عليها، تبقى درنة المنطقة الوحيدة التي غزاها داعش في شمال أفريقيا، ويبقى هناك داخل المدينة منافس إيديولوجي لداعش متمثل بلواء شهداء أبو سليم المرتبط بالقاعدة، ولكن درنة، المتواجدة بين مدينتي طبرق وبنغازي، تمثل ما يشبه نبضة قلب عمليات داعش الإقليمية، وحيث يتقاطر المقاتلون الأجانب، ومعظمهم جزائريون ومصريون وسودانيون وتونسيون، للتدرب في ستة معسكرات تدريب أنشأت عند ضواحي المدينة".

وتشير نيوزويك إلى أن درنة والتي يقارب عدد سكانها 100 ألف نسمة، اكتسبت سمعة داخل ليبيا بكونها موئل المتشددين الإسلاميين. حيث خرج منها أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب المرتبطين بالقاعدة، والذين شاركوا في التمرد ضد القوات التي قادتها الولايات المتحدة في الحرب العراقية. وتم التأكد من خروج 112 مقاتل ليبي من مدينة درنة من إجمالي 696 مقاتل سجلت أسماؤهم في عام 2007، كما أصبحت المدينة محوراً للنشاط السلفي منذ بداية الثورة الليبية.