قال مكتب حقوق الإنسان، التابع لبعثة الأمم المتحدة، بجنوب السودان إن القوات التابعة لنائب الرئيس المقال، ريك مشار، قامت بارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان أثناء هجومها الأخير علي مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي "قد ترقى إلى جرائم حرب".

وأضاف المكتب، في تقرير له، صدر اليوم الجمعة، وحصلت الأناضول علي نسخة منه، أن "قوات التمرد أقدمت علي قتل 11 من المدنيين العزل إلي جانب القيام بانتهاكات فظيعة في المدينة".

وأشار التقرير إلى أن" بعثة من المكتب قامت بإجراء 21 مقابلة مع الضحايا وشهود العيان وبعض المصادر الأخري بعد الهجوم الأخير الذي شنه المتمردون علي مدينة بانتيو ومقاطعة ربكونا جنوبي المدينة".

وأوضح أنه "من خلال الأدلة وجد أن قوات مشار قد ارتكبت انتهاكات ضد القانون الدولي والإنساني بما قد يرقي إلي جرائم حرب".

وتابع: "قوات المعارضة قامت باختطاف نساء واغتصابهن في بانتيو بعد انسحاب القوات الحكومية منها في الـ29 من شهر أكتوبر (تشرين أول) المنصرم".

وأشار التقرير إلى أنه "بناءً علي شهادات شهود العيان فإن قوات المعارضة المسلحة قامت بقتل امرأتين وطفل رضيع بالقرب من مقر الكنيسة الكاثولكية بمنطقة ديري، القريبة من بانتيو".

وفي مقدمة التقرير، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بجنوب السودان، مارغيت لوج، إن "استهداف المدنيين العزل في الصراع الجاري أمر غير مقبول".

وأضافت: "هذا التقرير هو للتنبيه بتبعات الحرب التي دارت في مناطق الوحدة (غربي جنوب السودان)، وجونقلي (شرق)، وأعالي النيل (شمال)".

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من قوات ريك مشار على ما جاء بالتقرير.

وحاولت قوات المتمردين السيطرة على بانتيو 3 مرات قبل أن تنسحب منها الحكومة تحت ضغط من المتمردين نهاية أكتوبر/تشرين أول لثلاثة أيام وتحدثت وسائل إعلام محلية عن وقوع العديد من "الانتهاكات" من قبل المتمردين، قبل استعادتها مرة أخرى من قبل الحكومة في الثاني من نوفمبر/تشرين أول حتى اليوم.

ومنذ 15 ديسمبر/ كانون الأول 2013، تشهد جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية، التابعة للرئيس سلفاكير ميارديت، ومعارضة مسلحة يقودها النائب السابق للرئيس، ريك مشار.

ولم تفلح مفاوضات أطلقت المرحلة الأولى منها في أديس أبابا في يناير/ كانون الثاني الماضي، واتفاق لوقف إطلاق النار وقعه الطرفان في مايو/أيار الماضي، تلتها مرحلة ثانية في سبتمبر/أيلول الماضي انتهت بانعقاد قمة رؤساء إيغاد الأخيرة في الـ7 من نوفمبر/تشرين ثان الماضي في وضع نهاية للصراع حتى اليوم.