شكل التمدد الكبير لتنظيم الدولة الإسلامية – داعش على شبكات التواصل الاجتماعي و خاصة التوتير،هاجسا كبيرا لدى جميع الحكومات المستهدفة من التنظيم.فقد كشفت العديد من التقارير عن استعمال التنظيم للتوتير في الاتصالات و تجنيد الشباب و الإعلان عن عملياته الدامية في ليبيا و سورية و العراق.

لكن التحليل الهام لبيانات تويتر العامة حول داعش – الذي صدر الأسبوع الماضي- يُظهر أن الشركة حققت نجاحا كبيرا في زيادة التكاليف التنظيمية لداعش في عملها على تويتر. كما كشف عن بعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن يتخذها تويتر الآن لجعل الحياة الإلكترونية أصعب بكثير بالنسبة لداعش.والتقرير الجديد الذي كتبه "جي إن برجر" وعالم البيانات جوناثان مورجان، من مجموعة استخبارات بيانات الجمهور أوشاهيدي، يبين أن حجم عالم داعش على تويتر كان ما يقرب من 46 ألف حساب موالي لداعش بين شهري أكتوبر ونوفمبر. وقد ناقش برجر ومورجان التقرير هذا الاسبوع في مؤتمر "جنوب في جنوب غربي" التفاعلي الشعبي، أو SXSW، في أوستن، تكساس.

بدأوا بعينة من 450 حسابا استطاعوا تحديدهم كمناصرين لداعش. ثم تتبعوا تفاعلات تلك الحسابات مع حسابات أخرى، واكتشفوا شبكة من 46 ألف (ولكن ربما يصلوا إلى 90 ألف حساب كحدٍ أقصى) مرتبطة بداعش ويرجح أنها تمثل أنصارًا لداعش.كما أنهم أخذوا عينة عشوائية من 2 مليون حساب. ولاستكشاف هذه البيانات، استخدم الباحثون تكتيكا مختلفا يقوم على تعلم الآلة ، الأمر الذي أسفر عن نتائج أكثر إزعاجا.الباحث الامريكي، باتريك تاكر،و في مقالة له نشرت في موقع "الدراسات الدفاعية" وضع دليلا للقضاء على داعش في التويتر من خلال التقرر المشار اليه سابقا. ثلاث خطوات لتدمير داعش على تويتر :

1. اتخذ نهجا شبكيا لتحديد الحسابات المؤيدة لداعش من أجل تعليقها. تشير البيانات إلى أن تويتر لا يزال يعتمد على تقارير المستخدمين لاستهداف الحسابات من أجل تعليقها بدلا من تحليل سلوك شبكة. والنتيجة هي نهج لإنفاذ شروط الخدمة يؤدي إلى موقف شبيه بلعبة ضرب الخلد، (كلما ضربت واحد ظهر غيره): علق حسابا ثم شاهده يطفوا للسطح مرة أخرى تحت اسم مختلف.يقول برجر إن الاعتماد على تقارير المستخدمين لإنفاذ شروط الخدمة قد أثبت فاعليته إلى حد ما. فعندما يتم اغلاق حسابات لها عدد كبير من المتابعين، فالحسابات التي تأتي لاستبدالها لا تستطيع أن تجمع هذا العدد الكبير من المتابعين، وتقضي مزيدا من الوقت في الحديث عن عملية تعليقها بدلا من الدعاية لداعش وإرسال رسائل التجنيد ، وما إلى ذلك. إن كثرة الوسوم المتعلقة بتعليق الحسابات يشير إلى أن التعامل مع شرطيو تويتر قد أصبح نشاطا ذو تكلفة عالية بالنسبة لداعش، فيجبرهم على القفز من حساب إلى غيره، "بدلا من عرض صور لقطع الرؤوس، وهو الأمر الذي يفضلون فعله،" حسبما قال برجر. وقد لاحظ أيضا أنه بعد عملية تعليق واسعة لحسابات داعش في سبتمبر "بدأ عدد حسابات [داعش] الجديدة التي يتم إنشاؤها في أن يقل بشكلٍ كبير."إلا أن مورجان يقول إن تويتر "تعثر" في النجاح الذي حققه. إذا أجرى تويتر مسح واسع لسلوك تلك الحسابات، ليصنع نموذجا يبين من على الأرجع سيتفاعل مع من (وغيرها من العوامل أخرى) بدلا من الاستجابة لتقارير وتغريدات محددة، فإن تويتر ستكون لديه فرصة أفضل بكثير لتحديد الحسابات المؤيدة لداعش في وقتٍ مبكر وعلى نحوٍ فعال. هناك احتمال تصنيف بعض الحسابات بشكلٍ خاطئ على أساس التشابه بدلا من وجود أدلة دامغة، ولكن مورجان ذكر أن معدل الايجابية الكاذبة لنموذج الشبكة الخاص به كان 6 إلى 7 في المئة.

2. إعهد بعملية مكافحة الرسائل إلى جهة بوسعها بالفعل أن تكون فعالة. لم يمض وقتٌ طويل بعد أن أصبحت داعش نشطة للغاية على تويتر حتى أطلقت وزارة الخارجية (الأمريكية) حملة لمكافحة الرسائل باللغتين العربية و الأردية في عام 2011 بعنوان " فكر مرة أخرى .. غير وجهتك." وكانت إصدارات البرنامج باللغات الأجنبية، والتي لم يعرف بوجودها على نطاق واسع، ناجحة بشكل جيد، وفقا لبيرجر.المشكلة الأساسية تكمن في حقيقة أن وزارة الخارجية، بحكم كونها ذراعٌ رسميٌ لحكومة الولايات المتحدة، محدودة في الطريقة التي يمكنها بها التواصل مع جماعات مثل الدولة الإسلامية على منصات مفتوحة مثل تويتر. الجانب السلبي المحتمل يفوق بكثير الجانب الإيجابي. قال برجر "هناك الكثير من الناس يشاهدون لمعرفة ما اذا كنت ستخسر النقاش." إلا أن المشاركة والتفاعل الفعلي هو هدف وسائل التواصل الاجتماعي. لذا فدور وزارة الخارجية مقتصر على إرسال رسائل غير فعالة في اتجاه واحد. لدرجة أن غيرها من مراقبي داعش الغربيون مثل ريتا كاتز، مدير مجموعة "سايت" للاستخبارات، قد وصفوا مبادرة وزارة الخارجية بأنها "مثيرة للحرج" في أحسن الأحوال ودفعة محتملة لإضفاء الشرعية على داعش في أسوء الأحوال.واقترح مورجان: "اعتقد انه من الجدير أن يأخذ تويتر في الاعتبار الدخول في شراكة مع المنظمات المستعدة لبدء نوع من الخطاب المضاد. فالآن، هذه النُهُج من الخطاب المضاد تحدث بطريقة مجزأة."انه أمر بوسع تويتر أن يقوم فيه "بأخذ زمام المبادرة" من خلال تحديد شركات تسويق وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكنها أن تشتبك مع داعش بفعالية أكبر على تويتر.

3. ينبغي أن يشبه تويتر فيسبوك ويوتيوب بشكل أكبر. يشير التقرير إلى أن كلا من فيسبوك ويوتيوب "قد أجريا بالفعل تغييرات في سياستيهما خصيصا من أجل مواجهة التطرف". وقد أثبت كل منهما أنه أكثر استعدادا لمواجهة الجماعات المتطرفة على مستوى المجتمع والتابعين، بدلا من المستوى الفردي فحسب.