كشفت مصادر أمنية، تفاصيل العملية الإرهابية، الذي وقعت، يوم أمس الجمعة، واستهدفت نقطة تفتيش عسكرية، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

الروايات التي أوردتها صحف مصرية للعملية الإرهابية، التي تعد الأكبر في سيناء منذ قرابة 4 سنوات، تشابهت إلى حد كبير مع بعضها، وكذلك مع رواية المصادر الأمنية التي تحدثت لوكالة الأناضول، عن أنها عملية مركبة من تفجير انتحاري وإطلاق نار ونصب كمائن، في الوقت الذي لم تتحدث أي جهة رسمية عن تفاصيل الهجوم حتى الساعة.

وكان الرابط الأساسي بين رواية المصادر والصحف المحلية، هو أن عملية الهجوم جرت على مرحلتين؛ الأولى: قيادة انتحاري لسيارة استهدفت نقطة التفتيش، الثانية: قيام مجموعة إرهابية بإطلاق نار على الناجين من التفجير، وتزامن مع ذلك قيام مجموعة إرهابية ثانية بنصب كمائن لمواجهة قوات الأمن والإسعاف التي هرعت إلى موقع التفجير.

ووفق روايات المصادر الأمنية لـ"الأناضول"، فإن تفاصيل وقائع الهجوم المركب كانت على النحو التالي:

- في الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي (11:00 ت.غ) أمام نقطة تفتيش كرم القواديس التابعة لمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء: اقتحمت سيارة مسرعة نقطة التفتيش أثناء توزيع طعام الغداء على الجنود.

- السيارة كان يقودها "انتحاري" وانفجرت محدثة حالة كبيرة من الدمار، وأسقط التفجير عددا كبيرا من القتلى والجرحى على الفور، وأحدث تلفيات هائلة فى مدرعات خاصة بالجيش كانت مصطفة أمام نقطة التفتيش، والتحريات الأولية أشارت، حسب المصادر، إلى أن السيارة كانت محملة بنحو طن ونصف الطن من مادتي "تي إن تي" و"سى فور" شديدتي الانفجار.

- عقب التفجير هاجمت مجموعتان من المسلحين (لم يحدد عددهما المصدر) نقطة التفتيش؛ المجموعة الأولى قامت بإطلاق النار باتجاه النقطة بغزارة للقضاء على أي مصابين أو ناجين من التفجير.

- في الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي (12:00 ت.غ)، بدأت سيارات الإسعاف (مدنية وتابعة للجيش) فى التوافد، ففجر المتهمون عبوتين ناسفتين تم زرعها في وقت سابق في الطريق المؤدي لموقع الهجوم، وقام آخرون باستهداف سيارات الإسعاف بقذائف "آر بي جي"، ومدافع "جرينوف".

في الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي (13:00 ت.غ)، وصلت تعزيزات أمنية والتي لاحقت المهاجمين الذين فروا بعربات دفع رباعي فى المناطق الجبلية ودخلت فى اشتباكات مباشرة معهم.

- قامت القوات الأمنية (من الشرطة والجيش) بإغلاق مداخل ومخارج المنطقة المحيطة بموقع الهجوم لسرعة القبض على الجناة، وجرى تمشيط جميع المناطق بواسطة مروحيات "أباتشي"، مع رفع حالة الطوارئ.

- في الرابعة والنصف عصرا بالتوقيت المحلي (14:30 ت.غ)، مع استمرار المواجهات، حاول المسلحون استهداف مروحيات عسكرية بقذائف "آر بي جي"، دون إصابتها.

- امتدت المواجهات بين المسلحين وقوات الأمن إلى نقطة تفتيش "أبو طويلة" التي تقع ضمن زمام قرية تحمل ذات الاسم، والمعروفة بأنها أحد أوكار المسلحين، الذين بادروا بإطلاق الرصاص باتجاه النقطة، وهو ما أسفر عن سقوط مصابين (لم يحدد عددهم).

- في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (15:00 ت.غ)، أغلقت القوات محيط المنطقة، ودارت اشتباكات عنيفة بين مجموعة مسلحة وقوة أمنية بمنطقة كرم قواديس، حيث مقر التفجير الأول، قبل أن يتم الدفع بتعزيزات أمنية بالمنطقة وإغلاق كافة الطرق وسط حالة من الاستنفار الأمني.

ما ذكرته المصادر الأمنية لوكالة الأناضول، تشابهت إلى حد كبير جدا مع الروايات التي نشرتها ثلاث من كبريات الصحف المصرية الخاصة، حيث نقلت صحيفة "الوطن" عن مصادر عسكرية لم تسمها، قولها إن "العملية جرى تنفيذها على مرحلتين، أولهما باستهداف كمين (نقطة تفتيش) كرم قواديس باستخدام سيارة بها مادتي "تي إن تي" و"سى فور" شديدتي الانفجار، ثم واجهت مجموعة إرهابية أخرى قوات الأمن التي هرعت إلى موقع التفجير عبر زرع عبوات ناسفة على الطريق المؤدي للكمين بهدف استهداف القوات قبل وصولها إليه".

ومتماثلة معها، نقلت صحيفة "المصري اليوم"، عن مصادر وشهود عيان أن سيارة ماركة "هيونداي فيرنا" محملة بأكثر من طن ونصف الطن من المتفجرات من مادة "تي إن تي"، يقودها انتحاري انفجرت بنقطة التفتيش، ثم قامت العناصر الإرهابية بإطلاق القذائف الصاروخية ونيران الأسلحة الثقيلة على الكمين من اتجاه الجنوب.

ثم أضافت المصادر أن المسلحين قاموا بزرع عبوات ناسفة محلية الصنع بالطرق المؤدية للكمين، وجرى تفجيرها عن بُعد خلال عمليات إجلاء الضحايا، مستهدفين سيارات الإسعاف ومدرعات الجيش التي هرعت لموقع الحادث، ما أسفر عن ارتفاع عدد الضحايا.

كما قالت صحيفة "الشروق"، إن العملية تمت على مرحلتين، ونقلت عن مصدر عسكري، لم تكشف عن هويته، قوله إن الأولى بسيارة يستقلها انتحاري اقتحمت الكمين وانفجرت لتفخيخها بأكثر من 200 كيلوجرام من مادة "تي إن تي".

أما الثانية فكانت أثناء وصول قوات الأمن لإخلاء الكمين فوجئت بسيارتين دفع رباعي تطلقان قذائف آر بي جي على نقطة التفتيش وليس زرع عبوات ناسفة كما قالت صحيفتا "الوطن" و"المصري اليوم".

وفيمل لم تعلن السلطات الرسمية عن حصيلة نهائية لضحايا الهجوم في الجانبين، ووسط تضارب للأنباء بشأن أعداد القتلى، قال مسؤول بوزارة الصحة المصرية، لوكالة الأناضول، في وقت سابق، إن 26 قتيلا وأكثر من 28 مصابا وقعوا خلال الهجوم.