إلتقى المبعوث الأممي برناردينو ليون مع قائد عملية الكرامة اللواء خليفة خفتر في مدينة المرج شرث البلاد أيّاما فقط بعد إعادته رسميًا للخدمة العسكريّة بقرار من عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي المنتخب بصفته قائدا أعلى للقوات المسلّحة.

وإجتمع ليون مع اللواء حفتر الخميس الماض في مكتبه بمدينة المرج ،وتباحثا موقف الجيش من الأزمة الليبية.

ونجح المبعوث الأممي بعد عدّة لقاءات مع مختلف الفرقاء الليبيبن في تحقيق الإتفاق على عقد جلسة ثانية لحوار وطني ليبي بمدينة جينيف السويسرية.

وقالت البعثة في بيان لها أمس السبت بأن «الاجتماع الذي أعلن عنه بعد لقاء ليون مع الأطراف المتصارعة في ليبيا سيعقد خلال أيام بمقر الأمم المتحدة في جنيف».

ولم يوضح البيان من سيحضر المحادثات، ولم يعلن تاريخًا محددًا لها، لكنه ذكر أن الاجتماع سيبحث سبل تشكيل حكومة وحدة وصياغة مسودة دستور جديد وإنهاء الخلافات.

أمّا عن فحوى وتفاصيل لقاء برناردينو ليون مع اللواء خليفة حفتر ،فقد نقلت «الشرق الأوسط» في عددها الصادر اليوم الأحد نقلا عن مسؤول ليبي تفاصيل ما دار في هذا الاجتماع الذي عقد في مقر القيادة العامة للجيش الوطني الليبي في مدينة المرج بشرق ليبيا.

وقال المسؤول الليبي العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو إصطحب أعضاء وفد البعثة الأممية من أمام بوابة التفتيش الإلكترونية ،إلى مكتب خليفة حفتر، 71 عاما.

مضيفا بأن حفتر الذي يتقن بامتياز اللغة الإنجليزية أبلغ مضيفه أنه سيتحدث بالعربية.

بهذا المشهد أصبح أخيرا كما قال مسؤول ليبي مقرب من الفريق حفتر ممن حضروا اللقاء، «ها هو المبعوث الأممي في معسكر الكرامة للمرة الأولى منذ تسلمه مهام عمله خلفا للبناني طارق متري».

وقالت "الشرق الأوسط" في تقريرها اليوم عن اللقاء ،بأن المبعوث الأممي يكان وزع الابتسامات، وهو يقول إن «ليبيا في خطر كبير مما يعني ضرورة التوصل إلى حل سياسي عبر الحوار، والحوار فقط».

هنا قاطعه الفريق حفتر ليقول بلغة أقرب للعامية بلهجته الليبية «إحنا عارفين الوضع في ليبيا كويس وبشكل تفصيلي ويوميا تردنا التقارير ونعلم حجم المشكلة واضعين الخطط لمواجهتها، وقادرين على استعادة ليبيا» على حدّ قول الصجيفة

وحسب المصادر فإن حفتر أصر في حديثه على أنه «لا حوار مع الإرهاب.. والخلاف السياسي لا علاقة لنا به»، وقال لضيفه الأممي «اذهب وتفاهم مع السياسيين ومجلس النواب، فلا علاقة لنا بهذا، فنحن عسكريين».

ومن ورقة وضعت أمامه قال حفتر لاحقا «نؤكد له أننا على استعداد تام للمساعدة والتعاون في إيجاد أي حل يراه المجتمع الدولي مناسبا للأزمة الليبية، وأننا كجيش وطني يهمنا أن نكون طرفا أساسيا في وضع أي ترتيبات من شأنها إعادة الاستقرار والحياة الطبيعية لأهلنا في كل المدن الليبية دون اللجوء للقوة وبالطرق السلمية».

وتابع «ليس من المستغرب أن يكون لنا في ليبيا وكعسكريين تعريف مخالف لمعنى الإرهاب حسب التجربة التي مررنا بها، فنحن نعتبر أي شخص أو جماعة تحمل السلاح خارج إطار الدولة والمؤسسات المسموح لها بحمل السلاح كالجيش والشرطة إرهابيين».

واعتبر أن الذين هجروا سكان مناطق بأكملها بقوة السلاح إرهابيين ولا بد من إيقافهم.

والذين هاجموا مناطق ومدنا آمنة وأهانوا سكانها ونهبوا وأحرقوا البيوت في نظرنا هم إرهابيون ويجب معاقبتهم.

ومضى إلى القول «الذين قتلوا مواطنين عزلا في طرابلس (منطقة غرغور) إرهابيون ويجب أن يقدموا للعدالة، والذين أحرقوا مؤسسات الدولة مطار طرابلس الدولي وخزانات النفط في طرابلس هم إرهابيون. الذين هاجموا الموانئ النفطية وأحرقوا الخزانات إرهابيون».

وقال حفتر وهو يشد على مخارج الحروف حسب المصادر: «العالم ينظر إلى الإرهاب على أساس من يفجر ويخطف ويقتل ويقطع الرؤوس نحن في ليبيا تجاوزنا كل ذلك بفترة زمنية وهو ما دفعنا إلى التحرك والقيام بعملية الكرامة في بنغازي في مايو (أيار) 2014 بعد أن سقط أكثر من 700 شخص عسكري ومدني».

وأضاف: «سيد ليون نحن ذكرنا في مرات سابقة أننا نحارب الإرهاب في ليبيا نيابة عن العالم، لذا نطلب من المجتمع الدولي ومن خلالكم أن يرى هذه الحقيقة ويساعد الليبيين والجيش الوطني الليبي في هذه المهمة الصعبة».

وتابع قائلا: «بهذه المناسبة وفي إطار زيارتكم من أجل الاستقرار في ليبيا، نأمل أن تنظروا بعين الاعتبار إلى المساجين القابعين في السجون غير القانونية والتي تدار من قبل الخارجين عن القانون في طرابلس ومصراتة».

واستطرد: «هناك شيوخ أعمارهم تجاوزت 85 عاما وهم لم يحملوا السلاح وغير قادرين على حمله، نطلب بصفة شخصية أن يطلق سراح الشيخ المدني الشويرف مفتي الديار الليبية السابق، والشيخ فرج أبو معيز أحد شيوخ قبيلة الفرجان وهم موجودون في سجون مصراتة وكذلك أحد القادة العسكريين العقيد أبو عجيلة الحبشي الذي تم اختطافه في مدينة طرابلس ولم نعرف عنه شيئا منذ اختطافه».

وأعرب عن أمله في مساعدة الأمم المتحدة في تتبع ومعرفة مصير أكثر من 110 سجناء من النظام السابق الذين تم نقلهم من سجن أبو هديمة في مدينة بنغازي حيث من المرجح أنهم نقلوا إلى مدينة مصراتة وفق ما نقلت "الشرق الأوسط".