في مشهد مأساوي متكررفي تونس، قررت أستاذة رفقة طفلها البالغ من العمر 4 سنوات الإنظمام إلى قوافل الهجرة غير الشرعية"الحرقة". انطلقت "رحلة الموت الجديدة" من شاطئ البقالطة بولاية المنستير بالساحل التونسين على الساعة العاشرة مساء يوم 14 أوت/أغسطس الجاري على متن قارب بحري مزود بمحرك خارجي انقلب بهم على بعد حوالي 35 ميل من سواحل ولاية المنستير بعد تسرب مياه البحر إلى داخله بسبب تغيير الأحوال الجوية.

غرق المركب الذي كان يقل 7 أشخاص، ونجا من المجموعة مبدئيا شخصان كانا يلبسان جمازات انقاذ واستعملا إضاءة الهاتف الجوّال للارشاد حول موقعهما، حيث أمكن بتاريخ 15 أوت/أغسطس الجاري لمركب صيد من انقاذهما والاتصال اللاسلكي بوحدات من الجيش البحري، لتتحوّل خافرة للجيش البحري على عين المكان وتتسلّم الناجيين الاثنين وتسلمهما إلى فرقة الارشاد البحري بالمنستير.

أما الأستاذة وابنها فمازلا في عداد المفقودين إلى حدود تاريخ اليوم. قالت عمّة الأستاذة المفقودة رفقة طفلها، في تصريحات إعلامية أن المفقودة متحصلة على الأستاذية لكنها عاطلة عن العمل، كما أنها في حالة انفصال عن زوجها الذي يقيم في اليونان. مفيدة أنها كانت تقيم رفقة ابنها البالغ من العمر 4 سنوات في منزل على وجه الكراء بمدينة منزل نور التابعة لولاية المنستير وتعيش ظروفا اجتماعية صعبة للغاية.

كما أوضحت أنها كانت تقدم دروس خصوصية في منزلها قبل أن تبادر بإحداث روضة أطفال لكن المشروع واجه عديد الصعوبات، مشيرة إلى أنها كانت قد أخبرت عائلتها عديد المرات بأنها تفكّر في الهجرة غير النظامية لتحسين وضعيتها، إلى أن تلقّوا الخبر الأليم.

وأضافت المتحدّثة أن الأستاذة المفقودة كانت قد غادرت منزلها يومين قبل عملية الهجرة غير النظامية وأن شقيقتها اتصلت بها هاتفيا، فأبلغتها بأنها غير موجودة ثم أغلقت هاتفها الجوال، قبل أن تعاود أختها الاتصال مجدّدا فأخبرتها بأنها على متن زورق وأن المياه تسرّبت له. وأشارت إلى أن الضحية شاركت في عملية الحرقة رفقة صديقة لها.