يتميّز المغرب بمعالمه الكثيرة التي تحكي تاريخا وحضارة لبلد كان على امتداد فتراته رمزا في احتضان الثقافات والأديان المختلفة ومركزا سياحيا بفضل موقعه الجغرافي الذي يمنحه مناخا استثنائيا جاذبا. وما يجعل المغرب في تلك القيمة هو وجود العديد من المدن التي تتميّز بفرادة مواقعها وجماليتها.


جامع القرويين بفاس

يعود تاريخ بنائه إلى العام 859 ميلاديا، تحت إشراف الملك الإدريسي يحيى الأول، بعد أن تطوّعت إمرأة قادمة من إفريقية (تونس) تدعى فاطمة الفهرية ببنائه، حيث تقول الروايات إنها هاجرت مع أبيها الرجل الثري، من مدينة القيروان التي تعتبر مركزا إسلاميا كبيرا في تونس إلى مدينة فاس أيام حكم الأدارسة بهدف رفع راية الإسلام عاليا. ورثت عن والدها ثروة طائلة اقتسمتها مع شقيقتها، ثم باعت كل ما تملك لأجل بناء الجامع، بعد أن اكتشفت أن المسجد الذي يؤم أهل المدينة يحتاج توسيعا بالإضافة إلى أن جزءا من المنصب الاجتماعي يكون عبر رفع راية الإسلام.

صومعة حسان

من بين أشهر المعالم التاريخية في الرباط، تم تشييدها في عهد الدولة الموحدية. بناها السلطان  يعقوب الموحدي سنة 593 هجريا بطول 180 مترا. يقع قربها مسجد كبير وضريح الملِكين الراحلين، محمد الخامس والحسن الثاني، اللذين يتم إحياء وفاتهما فيه كل سنة.

 صنفت "منظمة اليونسيكو" صومعة حسان "تراثا عالميا، نظرا لطبيعتها المعمارية الأصيلة، وتفرد الصومعة بالمقارنة مع غيرها من المآثر التاريخية".


مدينة شفشاون 

تعتبر من أهم المدن السياحية في المغرب. هي عبارة عن مدينة جبلية شمال البلاد، تتميز بناياتها القديمة بمزجها بين بالعمارة الإسلامية والأندلسية، ومازال اللون الأزرق طاغ إلى اليوم في العديد من المساكن، سواء في لون الأبواب والنوافذ سواء في شرفات البيوت. وتشتهر بعضه أرضيات شوارعها وأنهجها بلونها الأحمر اللافت، في حين يزيّن اللون الأزرق البحري مدارج الأنهج الأخرى.

كما تمتاز مدينة شفشاون بمقاهيها الجميلة، وبانتشار النباتات المتنوعة والأزهار الملونة في العديد من الأماكن والحدائق


 

مسجد الحسن الثاني

هو أكبر مساجد البلاد وأشهرها. تم بناؤه في العام 1993 على الطابع الأندلسي وبخصوصية مغربية، قرب المدينة القديمة فى الدار البيضاء على ساحل المحيط الأطلسي. يمكن أن يؤم حوالي 25 ألف مصلّ في داخلها و80 ألفا في باحته، بما يعني أنه أيضا أكبر  مساجد العالم. 

بني المسجد جزئيًا علىالبحربمساحة 9 هكتارات ويضم قاعة للصلاة، وقاعة الوضوء، ومدرسة قرآنية،ومكتبةومتحفًا. تم تلبسيه "بزخارف "الزليج" أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة وهامتها والحفر على خشب الأرز، الذي يجلِّد صحن المسجد وأعمال الجبص المنقوش الملون في الحنايا والأفاريز"

إلى جانب الدور الديني والثقافي والتعليمي الذي يلعبه مسجد الحسن الثاني، يعتبر أيضا معلما سياحيا يزوره مئات الألاف من الزائرين سنويا لاكتشاف زخرفه وفنون بنائه.