تختلف آراء الخبراء عندما يتعلق الأمر بتمارين التمدد والإطالة ويرى خبراء رياضة ضرورة أن تصبح تمارين المرونة والإطالة جزءاً أساسياً في برنامج التدريبات الأسبوعي، بينما يرى آخرون أنها غير ضرورية إلا عند الحاجة إليها.

وقال الخبير الرياضي ومدرب اللياقة البدنية دانيال غارتنير: "إذا كان المرء يمارس الكثير من التمارين الرياضية، ولكنه لا يتمتع بالرشاقة والليونة الكافية، فسيشعر بالتعب بسرعة".

ويحتاج الذين لا يتمتعون بالرشاقة والليونة، إلى قوة أكبر لأداء التمارين الرياضية، لأنهم يعملون ضد مقاومة أكبر للتمدد والإطالة، على عكس المرنين.

ومع مرور الوقت تتواءم العضلات والأوتار، ويتحرك الجسم في وضع الحماية، ما يشكل ضغطا وعبئا على المفاصل، وتصبح اللفافات أكثر صلابة وتلتصق ببعضها البعض، ما يؤدي إلى الشعور بالآلام والإصابات المزمنة في الأوتار والعضلات.

وأوضح البروفيسور إنغو فروبوزه، من الجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولن، أن الأمر يختلف من مفصل إلى آخر، فمثلا الكتف يسمح بدوران الذراع 360 درجة، إلا أن كثيرين لا يتمتعون بالليونة الكافية لأداء ذلك، وفي مفصل الركبة يمكن تخطي تقييد الحركة حتى 10 درجات، لأن المرء لم يتدرب على ثني ركبته أكثر من 90 درجة في الحياة اليومية.

وأكد الخبير الألماني فروبوزه أن تدريبات الرشاقة والليونة يجب أن تهدف إلى الاستخدام الكامل لنطاق حركة المفصل، قائلاً إن الذين يتمتعون بالليونة المفرطة، قد يتعرضون لخطر عدم ثبات المفاصل.

وفيما يلي نظرة سريعة لكيفية إجراء تمارين التمدد والإطالة بصورة صحيحة وأفضل الأوقات لذلك.

قبل التمارين أم بعدها؟

ينصح دانيال غارتنير الذين يمارسون رياضة الهرولة أو المشي السريع "فقط"، بالتخلي عن التمدد والإطالة قبل الرياضة، لارتفاع خطر التواء الكاحل.

ويتعين على الذين يمارسون الكرة الطائرة، أداء تمارين التمدد والإطالة قبل اللعب، بسبب القفزات العالية أثناء اللعب، وشدد الخبير الألماني على أداء تمارين الإطالة بين 10 و 15 ثانية لكل وضع، وليس أكثر من ذلك.

وينصح الخبير الألماني إنغو فروبوزه بتجنب تمارين التمدد والإطالة قبل الرياضة، إذا كانت قوة السرعة مطلوبة، وعلل ذلك بقوله: "تؤدي تمارين الإطالة إلى نتائج عكسية، لأنها تسبب في إبطاء السرعة".

وبالنسبة للاعبات الجمباز فإن تمارين التمدد والإطالة تعتبر من الأمور الضرورية قبل أداء التمارين، وبعد الرياضة تعمل تمارين الإطالة على استرخاء العضلات والتجدد، غير أن هذه التمارين لا تحسن الليونة والرشاقة.

هل القفز مفيد؟

وأوضح دانيال غارتنير أن الجمع بين الحركات الديناميكية والثابتة عند إجراء تمارين التمدد والإطالة، يفيد هواة ممارسة الرياضة، وأضاف قائلاً: "يعمل الوثب الخفيف والقفز على تحسين اللفافات، في حين تعمل حركات التمدد الساكنة على تحسين العضلات العميقة".

وإذا رغب المرء في تحسين ليونته ورشاقته فلابد من إحماء قصير، وبعد ذلك أداءحركات التمدد الثابتة، بالحفاظ على كل وضع بين 30 و 40 ثانية، وفي النهاية يجب إجراء بعض حركات الوثب.

وأكد الخبير الألماني خطأ مقولة أن الوثب مضر أثناء تمارين التمدد والإطالة، حتى أنه يعد من التمارين المهمة لكبار السن، ولكن يجب الوثب والقفز بشكل محكم وببطء بدل القفز بشكل محموم وبأقصى قوة وسرعة.

الإطالة وكبار السن

أكد إنغو فروبوزه أن هناك مغالطة حول تمارين التمدد والإطالة التي لا تفيد في شيء مع التقدم في العمر، وأكد الخبير الألماني "لم يمض الوقت بعد لإجراء التمارين، إذ يمكن للجسم التكيف مع التمارين بشكل سلبي أو إيجابي".