يعد الشاعر مولود سليم ابوديب، المولود سنة 1949 في مدينة زواره ، أحد الشعراء الذين كانت له لمسة في تاريخ ليبيا .

 فقد تحصل "ابوديب" على الشهادة الثانوية العامة وألتحق بجامعة قاريونس ، ولكنه لم يستكمل دراسته لظروف أجتماعية .

وقال الشاعر "مولود سليم ابوديب" في لقاء صحفي اجراه معه مراسل بوابة افريقيا الاخبارية ( هوايتي للشعر كانت منذ الصغر وفي المرحلة الإعدادية ، حيث لي ميول للشعر وقد بدأت في ترتيب الكلمات وانطقها مع اقرانى وأستمريت في ذلك إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية ، حيث بدأت الكتابة الحقيقية للشعر .

وأضاف " ابوديب" الشعر يحتاج الى عنصرين مهمين هما الموهبة في الأساس ثم المتابعة وخاصة فيما يتعلق بالكتابة ، فلا يمكن أن تكون شاعر دون موهبة وأيضا مع التدريب والمطالعة ، وضروري القراءة للشعر الجاهلي ، لأنه شعر رصين ويقوى اللغة العربية .

 واستطرد الشاعر" ابوديب" في حديثه بالقول استمريت في تطوير نفسي من خلال القراءة والمتابعة مع الموهبة استطعت أن أخطو خطوات جيدة.

وفي سؤاله عن اللون الذي يفضل في الشعر ؟ .

قال " ابوديب" انا في اعتقادي ان اللون يكون مرتبط بعمر الشاعر ، وبأن سن الشباب يكون فيها اللون المفضل هو الغزل ، وانا  اتجهت للوصف ثم للمدح ثم حب الوطن ومدينتي زواره .

وفي معرض رده على سؤال مراسل البوابة عن  السنوات التي قضاها كشاعر، كم عدد الدواوين ؟ أوضح " ابوديب" بانلديه ما يقارب الأربعين عاما في مجال الشعر ، وانه ليس لديه مادة جاهزة لتكون ديوان شعر أو مادة تستحق للطبع ، ولكنه بصدد القيام بإعداد ذلك مستقبلا .

وحول مااذا كان هناك تأثير مباشر على اللون الذي يريده الشاعر " ابوديب" من خلال الأنظمة السياسية السابقة ؟.

قال " ابوديب "نعم في فترة النظام السابق كان لابد أن تقدم قصائد شعرية تمجد هذا النظام ، إن كنت تريد أن تكون في الواجهة ، وخاصة كنا في رابطة الأدباء وكتاب ليبيا نقيم أمسيات وخاصة أثناء المناسبات ، كان لابد منك أن تقدم على الأقل قصيدة تمجد تلك المرحلة من تاريخ ليبيا .

وحول ما اذا كانت للشاعر ابوديب مشاركات على المستوى المحلى والدولي ؟.

 قال " ابوديب" لقد كانت لي مشاركات في عدة مناسبات كوني عضو في رابطة أدباء وكتاب ليبيا ، فقد شاركت بقصيدة في رابطة الادباء والكتاب العرب في مناسبة اقيمت في ثمانيات القرن الماضي بطرابلس ، وبالتحديد بقاعة الشعب .

 وحول ما اذا كان هناك  تواصل لـ( ابوديب) مع شعراء المنطقة الغربية ؟.

 قال أنا كوني شاعر فصيح كانت علاقتي بالشعراء في المنطقة محدودة ، ولكن كنت اعرف الشاعر المرحوم " فتحي عريبى دهان" ، وهو  من شعراء الفصيح بالمنطقة وكان له صدى عند الكثير عندما يلقى قصائده ، أما بخصوص شعراء الشعر الشعبي بالمدينة لدينا قامات كبيرة ولهم تاريخ ولمساتهم موجودة ، منهم الشاعر زايد صمامة رحمه الله ، والشاعر يونس أبوخريص ، وأيضا الشاعر عمر الدبرز  ومحمد شعيلى وناجية الهاميسي هؤلاء كلهم شعراء ولديهم إمكانيات كبيرة جدا ، ولمساتهم واضحة في الشعر الشعبي .

 وفي رده على سؤال حول ماهي القصيدة الاقرب الى  الشاعر " ابوديب"؟.

اوضح " مولود ابوديب"  قائلا : بصراحة الشاعر يحب كل قصائده ، لأنها هي في الواقع تعبيرات عما يختلج بداخله ، ولكن أيضا  ربما  يحن أو يميل لقصائد بعينها .

 فأنا أحب قصيدة عن مدينتي زواره ، عنوانها أجمل الأسماء تقول لو ترحلينا إلى سماء العليائى .... في ذالك الأفق البعيد النائي لاخترت في سفري إليك ياحبيبتى .... غواصة صنعت لقعر المائي لكنك لست البعيدة مزاره... لولا سمو عقيدتي وحيائي لا دخلت ستركى عنوة وقت الضحى ....لكنني لست من السفاهئ ياوحي شعري ، ياعبير مشاعري ... ياسر إلهامي ياحورائ يامن بك ولك تضاء قصائدي ... ياحلمي المنشود ياسمرائى ما غايتي فى الشعر وصف محاسن حتى تهيم الفاتنات ورائى ... فلولا هواكى ما نسجت قصائدا ولا طربت لأبدع الشعرائي ... وتسأليني هل أميل لغيرك أم هل قرضت الشعر في حسنائ ... فاجيبكى أنى أهيم بغادة هيفاء بادلتها الأشواق همت بحبها ولها كتبت قصائدي العصمائى ... لأنها تسبى العقول بسحرها ودلالها وجمالها الوضائى ... فلو أردت أن أبوح باسمها أن اسمها من أجمل الاسماء...حروفها عدد الجوارح خمسة في أعين الحساد مثل الطعنة النجلائى ... زاء وواو وألف وراً وتنهى بالهائي ... أحبها وتحبني وحبها مصاحبا حتى إلى مثواي ... عشقت في زيتونها ونخليها وكروهما وهضابها ورمالها البيضائى ... أحببت فيها كل ما فوق الثرى بحرها ونجومها وسمائها الزرقائي أم البنين لا تهزك غيرةُ ... لأنني أحبك وأحبها ... فأنتما مثل الهواء والمائي ... عاشت زواره عزيزة آبية ما أشرقت شمس على البيداء

 كما نوه الشاعر "مولود ابوديب"بان له ايضا قصيدة لوالدته رحمها الله. 

وقال لقد احببت أمي كثيراً وتألمت لوفاتها حيث تقولقصيدتيتجاهها : من عادة البدء بذكر خليلتي ووصف أشواقي ولو تنويها ولم أفتح هذا القصيد مشببا ،، فلم أجد لمن أحببت تشبيها فأبت القوافي أن تجاريني ،، لذا حتماً عليا أن أجاريها وسألت ماذا القوافي عصيننى ،، أم القريحة تاهت عن مراسيها فرددنا يامولود أين التي في كل بيت في قصائدك تناجيها ،، هل خفق القلب لفاتنة أنستك حاضر من تهوى وماضيها ،، قلت نعم ملك الفؤاد جميلةً أحببت فيها كل مافيها ،، تلك التي ولا إمراة فى الكون مهما سمت حسنناً تضاهيها ،، البدر طلعتها والفجر بسمتها والصبح ضحكتها درر حكاويها أراها كنوز لا مثيل لها ،، هي الفضيلة في أسمى معانيها أبكى تهزهزني أغفو تمددني تشقى لتسعدني،،  ايه كم سهرت وكم سالت دموع من معاقيها ،، أغضب تمازحني أحزن تفرحني أخطأ تسامحني ،، هي باب جنتي إن التقت نفسي ببارئها ،، الأم منزلة حباها الله بها ،، ياسعد من براها وخاب عاصيها ،، حملت أنجبت أرضعت حضنت أطعمت ربت نظفت ،، ياترى بأي شي أمي أكافيها ،، ريحانة القلب أنشودة الحب فأحفظها ياربى وحقق دعاويها ،، وللحنونة أمي قبلة معطرة على جبينها من ثنايا القلب أهديها.

 ودعا الشاعر " مولود ابوديب" في ختام اللقاء المبتدئين في مجال الشعر بأن يستمروا في القراءة والمطالعة باعتبارها مهمة لكل شاعر يريد أن يتعلم ويبدع .

 ونوه في هذا الصدد بانه كان متابع لكل الأدباء حيث قرأ كل كتب طه حسين ، وأيضا العقاد بالإضافة لنجيب محفوظ ، نظرا لكونه محبا للقراءة في تلك الفترة .