إذا أراد مرضى السكري الحفاظ على مستويات السكر في الدم في إطار صحي، لا يجب عليهم الاعتماد على الزيارات الدورية للطبيب فحسب، ولكن أيضاً على الإدارة اليومية الحذرة لأدويتهم ووجباتهم والرياضات التي يمارسونها.

واشتمل هذا النظام لسنوات على اختبارات مستوى السكر في الدم التي يجريها المريض لنفسه، وحُقَن الأنسولين التي يعطيها المريض لنفسه أيضاً.

الآن، في المناطق الأفضل حالاً من العالم على الأقل، يمكن القيام بهذه الإجراءات تلقائياً، فهناك أدوات تراقب مستويات السكر ومضخات أنسولين مزروعة توصّل الأنسولين.

ولكن الطبيبان داميانو إد من جامعة بوسطن وستيفن راسل من مستشفى ماساتشوستس العام، يعتقدان أنه يمكن تحسين الأمور باستخدام برنامج لجعل هذه الأجهزة تعمل معاً فيما يمكن أن يشكّل، في الواقع، عضو بنكرياس اصطناعي.

وكان الدكتور داميانو والدكتور راسيل قد كشفا في اجتماع الجمعية الأمريكية لمرض السكري الذي عُقد في سان فرانسيسكو في 15 يونيو (حزيران) الحالي، عن ابتكارهما لبرنامج على جهاز أي فون يمكنه استقبال بيانات كل خمس دقائق من وسيلة مراقبة جلوكوز مزروعة في جسم مريض.

يقوم البرنامج بتحليل هذه البيانات، بالإضافة إلى وزن المريض (وهو أمر جيد بالنسبة لحجم دمه)، ثم يستخلص الاستنتاجات المناسبة، ويقوم الهاتف بعد ذلك بنقل تعليمات البرنامج إلى مضختين مزروعتين، أحدهما توصّل الأنسولين لتقليل نسبة السكر في الدم والأخرى توصّل الجلوكاجون بما يساعد على رفعه.

ونُشرت نتائج تجربة النظام الجديد، وفقا لموفع 24، على مجموعة من البالغين والمراهقين الذين يعانون من مرض السكري من النوع 1 في صحيفة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" بالتزامن مع كشف النقاب عنه، وبدت النتائج واعدة، ولا سيّما بالنسبة للبالغين.

إذ عملت توليفة جهاز الكشف والبرنامج الخوارزمي والمضخات، على تقليل الوقت الذي يقضيه المرضى الذين يعانون من انخفاض السكر في الدم، بمقدار الثلثين مقارنةً بالرعاية المعتادة.

يتسم النظام الجديد بالضخامة، لذلك يجري تطوير نسخة مبسّطة منه، وعلى الرغم من أن كافة الأجهزة من النوع القياسي المعتاد، فإن البرنامج نفسه يُعد وسيلة طبية، بمعنى أنه يجب أن يحظى بموافقة "وكالة الغذاء والدواء الأمريكية" قبل طرحه في الأسواق واستخدام المرضى له، وإذا اجتاز الاختبار، فإن حياة المصابين بالسكري الذين يستطيعون الحصول عليه ستكون أفضل.