حذر حقوقيون عرب من تداعيات تصاعد أعمال العنف والهجمات الإرهابية في المنطقة العربية، على الوضع الحقوقي للنساء والأطفال، وتعرضهم لانتهاكات جسيمة بسبب الأوضاع المضطربة في عدد من الدول العربية، واستغلالهم من قبل جماعات مُسلحة دينية في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.واعتبرت خلود خريس رئيس جمعية نساء ضد العنف الأردنية (غير حكومية)، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء، بالعاصمة المغربية الرباط، للإعلان عن الندوة الدولية المرتقب إقامتها غد الخميس حول "دور المرأة في مواجهة فكر التطرف والإرهاب"، أن "النساء يعدن أول ضحايا العنف أحداث العنف والعمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة العربية مؤخرا".

وقالت إن "النساء يدفعن ثمنا باهظا جراء النزاعات الطائفية والمذهبية المتصاعدة في الشرق الأوسط".وأضافت أن "اتساع سيطرة تنظيم داعش وامتداد نفوذ التنظيم إلى عدة مناطق، رافقه أيضا اتساع لثقافة الاغتصاب وقتل وتهجير النساء، وتفكيك أسرهن وخطف أطفالهن القاصرين وتجنيدهم في معسكرات التنظيم، والعمل على حشو عقولهن بثقافة العنف والقتل وتلقينهم تعاليم إسلام مشوه".وأشارت إلى أن "الواقع الحالي الذي تعيشه المنطقة، يسهم في تطبيع عقول فئات واسعة من أبنائها مع هذه الانتهاكات، خاصة في غياب التأطير الديني  واستغلال الخطابات الدينية لأغراض سياسية إجرامية من قبل هذه الجماعات".

وقالت إن "هناك دورا رئيسيا يجب أن تلعبه المؤسسات الرسمية بالتعاون مع هيئات المجتمع المدني ورجال الإعلام من أجل محاربة غزو الفكر المتطرف، وتسلله إلى وعي فئات واسعة من الشباب العربي، ودفعه إلى إحباط حلم الوطن العربي في التغيير من خلال تكريس العنف والإرهاب كثقافة شائعة في المنطقة، وأسلوبا للحوار والتخاطب".من جانبه، حذر محمد النشناش الرئيس الأسبق المنظمة المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة)، من استغلال جماعات متطرفة للدين لدفع أطفال قصر لارتكاب جرائم مروعة، كالمشاركة في عمليات حرق الأحياء، وقطع الرؤس 

واعتبر النشناش أن "التهديد الإرهابي تصاعد بوتيرة مُطردة في المجتمعات العربية، ليدخل في نطاق الحدث الروتيني والعادي"، على حد تعبيره.وتحدث نشناش عن خطورة ما ارتكبه الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية ومنطقة الساحل والصحراء، ضد النساء من انتهاكات وأعمال اغتصاب وحشية، كاحتجاز جماعة "بوكوحرام" النيجيرية المتشددة لمئات الفتيات، بالإضافة إلى ما يقوم به تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا  من جرائم إبادة وتقتيل جماعي بحق النساء والأطفال، واستغلالهم لأغراض إرهابية.

ومن المقرر أن تعقد يوم غد الخميس، في العاصمة المغربية الرباط، ندوة دولية حول "دور المرأة في مواجهة فكر التطرف والإرهاب" لمناقشة تداعيات الجرائم "الإرهابية" التي تشهدها المنطقة على استقرار النساء وسلامتهن البدنية والنفسية، وأثر عمليات الاغتصاب والعنف الجنسي الذي يمارس على المرأة من قبل "الإرهابيين"، إلى جانب تسليط الضوء على خطورة تجنيد الأطفال من قبل بعض المجموعات "الإرهابية" وانخراطهم في العمليات العسكرية.