تصاعدت أسعار النقد الأجنبي بالسوق الموازي بالسودان بصورة سريعة خلال الأسبوع الماضي وسط توقعات باستمرار ارتفاعها خلال الأيام المقبلة.وبلغ سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني اليوم السبت 9.6 جنيه مقارنة ب 9.3 بداية الأسبوع الماضي فيما سجل الريال السعودي 2.49 جنيه والدرهم الإماراتي 2.52 جنيه فيما ارتفع سعر اليورو إلى 12.65 جنيه.وحدد بنك السودان المركزي السعر التأشيرى للدولار اليوم السبت ب5.7075 جنيه ليكون أدنى سعر هو5.4792 جنيه والأعلى 5.9358 جنيه وحدد سعر الريال السعودي  1.5225 جنيه   والدرهم الإماراتي 1.5546 جنيه.وقال تاجر عملة بالسوق الموازي إن أسعار النقد الأجنبي أصبحت تتصاعد بشكل مريع نتيجة للطلب العالي على النقد من عدد كبير من الجهات في ظل محدودية العرض.

ويعاني السودان من أزمة حادة في النقد الأجنبي إبان انفصال الجنوب في يوليو/ تموز 2011 وفقدان موارده من النفط مما أدى إلى انخفاض احتياطياته  من النقد الأجنبي.وأشار  التاجر لوكالة الأناضول إلى وجود هلع في سوق النقد الأجنبي بعد أن اتخذ المواطنون السودانيون النقد مخزنا للعملة بعد تدهور العملة الوطنية.وتوقع سمير احمد قاسم نائب رئيس الغرفة التجارية، الوحدة الفنية المسئولة من قطاع التجارة بالسودان، ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية في ظل الارتفاع المستمر للنقد الأجنبي.

وقال إن ارتفاع أسعار النقد الأجنبي يؤثر سلبا على مجريات الاقتصاد من خلال ارتفاع معدلات التضخم والتأثير على حركة الاستثمار.وأكد قاسم لوكالة الأناضول على انحسار حركة الاستيراد في ظل الارتفاع المستمر للنقد الأجنبي وعلى موارد الدولة من جمارك وضرائب.وبلغ حجم استيراد السلع الغذائية في العام الماضي 2013 وفقا لإحصائيات بنك السودان المركزي 3 مليارات دولار منها 800 مليون دولار للسكر والقمح.

وطالب قاسم بنك السودان بضخ مبالغ كبيرة من النقد الأجنبي وتمويل المستوردين بواسطة المصارف للحد من الارتفاع المستمر لأسعار النقد الأجنبي.وأوضح قاسم أن الحل الوحيد لبناء احتياطيات من النقد الأجنبي يكمن في زيادة الإنتاج والإنتاجية ودعم الصادرات غير البترولية.وتتفاقم مشكلة النقد الأجنبي بالسودان مع العجز المستمر للصادرات السودانية في شغل أماكن متميزة في الأسواق العالمية ووقوع معظم الصادرات غير النفطية تحت رحمة البورصات العالمية التي تتأرجح أسعارها بين الارتفاع والانخفاض.