وصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج الأربعاء إلى طرابلس قادما من إنجامينا بعد زيارة عمل إلى جمهورية تشاد استمرت بضع ساعات، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس التشادي إدريس ديبى، تناولت العلاقات الثنائية التي تربط البلدين في مختلف المجالات.

وبين المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي انه حضر الاجتماع الذي عقد بالقصر الرئاسي أعضاء الوفد الليبي الذي يضم وزير الخارجية محمد سيالة ووزير الداخلية عبدالسلام عاشور، والمستشار الإعلامي للرئيس حسن الهوني، وشارك عن الجانب التشادي نائب الرئيس السيد كاسيري كاموجي، ووزير الخارجية شريف محمد زين، ووزير الداخلية أحمد باشر وعدد من الوزراء ومسؤولي الحكومة التشادية.

وأكد دبي أن البلدين تجمعهما علاقات دم وأخوة وجيرة، مجددا دعم بلاده للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، مشيدا بجهود السراج لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

وقال دبي إن الدور الليبي كان أساسيا وفعالاً في تأسيس الاتحاد الأفريقي، وإن ما يحدث في ليبيا يجد صداه في كل إفريقيا مؤكدا انه ليس لتشاد أية أجندة خاصة في اهتمامها بالشأن الليبي سوى الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في الدولة الجارة قائلا إن التشاديين يعرفون معاناة الحروب ولا يودون أن يتكرر ما عاشوه في ليبيا.

من جانبه أكد السراج على عمق العلاقات بين ليبيا وتشاد اللتان تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة، وقال إنه بالرغم من تأخر زيارته لتشاد، إلا أنه التقى دبي في العديد من المحافل الدولية، وكان هناك دائماً توافقاً في تقييم مجريات الأمور، وأكد على أهمية دور تشاد في دعم الاستقرار بليبيا، متطلعاً إلى تطوير التعاون بين البلدين.

وقدم السراج لمحة عن تطورات الوضع السياسي في ليبيا منذ التوقيع على الاتفاق السياسي، وجهوده لتحقيق توافق بين الأطراف السياسية عبر محطات مختلفة وصولاً إلى مؤتمر باريس، والذي أكدت مخرجاته على ما سبق وأن طرحه واقره المبعوث الأممي إلى ليبيا من اللجوء إلى الانتخابات كحل للخلاف السياسي.

وقال السراج إن مخرجات مؤتمر باريس شملت أيضا توحيد المؤسسة العسكرية وعدم التعامل مع الكيانات الموازية، لكن أطراف مشاركة في المؤتمر لم تلتزم بذلك، مشيراً إلى ما حدث من خرق في منطقة الهلال النفطي.

وقال السراج إن حكومة الوفاق الوطني أوفت بالتزاماتها تجاه العملية الانتخابية، برصد مخصصات مالية للمفوضية العليا للانتخابات كما وفرت جميع المتطلبات لتهيئة الأجواء لإجراء انتخابات آمنة وشفافة.

وتناول الاجتماع بالتفصيل التحديات الأمنية في المناطق الحدودية المشتركة وفي الجنوب الليبي واتفق الجانبان على التنسيق بين الأجهزة المعنية في البلدين عبر الحدود المشتركة للتصدى للإرهاب والمهربين والمرتزقة والمتاجرين بالبشر .

وأكد الطرفان التزامهما بتطبيق البروتوكول الأمني الذي وقع في شهر إبريل الماضي في نيامي عاصمة النيجر من قبل كل من ليبيا وتشاد والنيجر والسودان، الذي يعد إطاراً للتعاون في مواجهة التهديدات الأمنية الحدودية.

واتفق الجانبان على عقد لقاءاً مماثلا خلال شهر أغسطس المقبل في العاصمة السودانية الخرطوم لبحث المستجدات وسبل تأمين الحدود المشتركة ووقف عمليات الاختراق بانواعها.

وصدر عن الاجتماع بيان مشترك يتضمن ما اتفق بشأنه خلال المحادثات، كما أشار البيان إلى قبول الرئيس التشادي دعوة السراج لزيارة العاصمة طرابلس على أن يحدد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.