فتحت مصالح الأمن الجزائري تحقيقا موسعا في قضية اختفاء تسعة شبان من ضواحي العاصمة الجزائرية في ظروف غامضة , وسط تداول أخبار عن التحاقهم بتنظيم الدولة الإسلامية " داعش" في سوريا.حيث تلقت في هذا الإطار مصالح الشرطة بدائرة الكاليتوس شكاوي من عائلات وأسر هؤلاء الشباب للبحث عن أبنائهم المفقودين منذ عدة أيام.وحسب تقارير مقربة من بعض عائلات هؤلاء الشباب المفقودين المطلوبين للبحث من طرف ذويهم وكذلك الشرطة ,فإنهم سافروا في ظروف مشبوهة إلى تركيا , ثم انتقلوا بعدها برا إلى سوريا من اجل الالتحاق بصفوف تنظيم داعش.وبحسب التقارير الأمنية المرتبطة بهذا الموضوع ,فإن هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و19 و22 سنة فقط , وقعوا ضحايا لإغراءات خلايا الدعم والإسناد التي بدأت تنشط بقوة في عدة مدن جزائرية ,وتقدم إغراءات مالية معتبرة لفائدة الشباب الجزائري من أجل إقناعهم بالجهاد والالتحاق بمختلف التنظيمات الإرهابية.

و في سياق متصل،أفاد تقرير وزعه مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية أمس، بأن تنظيم “داعش” في ليبيا يتمدد بشكل مقلق للغاية في ظل تواصل الاقتتال العنيف بين الميليشيات والفصائل المسلحة وقوات الجيش الليبي”. وكشف التقرير أن التنظيم الإرهابي يديره قادة ليبيين وآخرين من جنسيات مغاربية بينهم جزائريون معروفون بنشاطهم الإرهابي في منطقة الساحل وآخرين عادوا من ساحات القتال في سوريا والعراق.

وأظهر تقرير وزعه مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية أنه منذ أواخر جانفي الماضي نفذ متشددو “داعش” هجمات شملت تفجيراً انتحارياً وهجوماً على فندق كورنثيا الفخم في طرابلس وهجوماً على حقل المبروك النفطي إلى الجنوب من سرت. ونشر المتشددون تسجيل فيديو على الأنترنت يظهر ذبح 21 مصرياً مسيحياً خطفهم التنظيم على أحد شواطىء ليبيا. وقالت وثيقة وزارة الخارجية إن تقديرات أعداد مقاتلي “داعش” الذين يعملون في ليبيا تتراوح بين ألف وثلاثة آلاف. وأشار التقرير إلى أن نحو 800 مقاتل يتمركزون في منطقة درنة وحدها بينهم ما يصل إلى 300 قاتل في وقت سابق في سوريا أو العراق.

وقال مسؤولون أمريكيون إن ليبيا أصبحت بفضل موقعها الاستراتيجي منصة انطلاق للمقاتلين المحتملين من مختلف أنحاء منطقة شمال إفريقيا الذين يسعون للانضمام إلى “داعش”. ويستطيعون السفر إلى سوريا للحصول على الخبرة القتالية. وأظهر تقييم وزارة الخارجية الذي كان موقع فري بيكون على الأنترنت أول من تحدث عنه أن تفكك السلطة المركزية في ليبيا “منح تنظيم داعش ثغرة لينشئ موطىء قدم شرعي”. وذكر التقرير أن “داعش” لم يحقق سوى نجاحا محدودا في السيطرة على أراض في ليبيا والاحتفاظ بها. وقال المسؤولون الأمريكيون إن جماعة “فجر ليبيا” وهي حركة إسلامية غير جهادية مقرها في مدينة مصراتة تشن هجوماً مضاداً ضد قوات “داعش” وهو تطور اعتبرته الولايات المتحدة مشجعاً. كما أيد التنظيم أو تلقى البيعة من جماعات متشددة أخرى منها فصائل تتمركز في نيجيريا واليمن وأفغانستان وباكستان وشبه جزيرة سيناء في مصر. وتعكف وكالات أمريكية على دراسة أدلة تربط تنظيم “داعش” على ما يبدو بمتشددين قتلوا 20 سائحاً أجنبياً يوم الأربعاء في متحف في تونس جارة ليبيا الغربية.