مع عودة انتشار فيروس كورونا بضراوة في أرجاء الولايات المتحدة، وجه الرئيس دونالد ترامب في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية لوماً لاذعاً للمسؤولين الحكوميين المعنيين بالتصدي للجائحة والعاملين في المجال الطبي.

وفي تجمع صغير في نيوتاون بولاية بنسلفانيا، سخر ترامب من بايدن لانتقاده سجل الجمهوريين في مكافحة كوفيد-19، الذي أودى بعدد كبير من الأرواح في الولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر في العالم.

وقال ترامب للحاضرين الذين لم يضع بعضهم الكمامات "شاهدت جو بايدن وهو يتحدث أمس، كل ما يتحدث عنه هو كوفيد كوفيد، ليس لديه أي شيء آخر ليقوله سوى كوفيد كوفيد".

وقال إن "الولايات المتحدة على بعد أسابيع فقط من التوزيع الشامل للقاح آمن للوقاية من كوفيد-19 الذي يدفع المستشفيات إلى العمل بكل طاقتها ويقتل ما يصل إلى ألف شخص في الولايات المتحدة يومياً"، ولم يذكر ترامب تفاصيل تدعم تصريحاته بشأن لقاح وشيك.

وتظهر استطلاعات الرأي أن ترامب يتخلف عن نائب الرئيس السابق بايدن على مستوى البلاد، لكن المنافسة محتدمة أكثر في الولايات التي ستقرر نتيجة الانتخابات، ويقول الناخبون إن فيروس كورونا هو مصدر قلقهم الأكبر.

وخلال حملته في الغرب الأوسط أول أمس الجمعة، ألقى ترامب اتهامات جزافاً فقال إن الأطباء يجنون قدراً أكبر من المال بموت مرضاهم، مواصلاً انتقادات سابقة لخبراء في المجال الطبي مثل الدكتور أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد.

وانتقد ترامب المسؤولين الديمقراطيين في مينيسوتا لفرضهم قواعد التباعد الاجتماعي، والتي جعلت تجمعه الانتخابي قاصراً على 250 شخصاً وقال "هذا شيء صغير لكنه شيء مروع".

ومن جهته، اتهم بايدن ترامب بالاستسلام في معركة التصدي للمرض الذي قتل ما يقرب من 229 ألف أمريكي، وأصدر الاقتصاديون بجامعة ستانفورد أمس السبت تقريراً يشير إلى أن تجمعات ترامب الانتخابية التي عقدت في الفترة من يونيو(حزيران) إلى سبتمبر(أيلول) الماضي، أدت إلى أكثر من 30 ألف إصابة إضافية بكوفيد-19 وربما ما يصل إلى 700 حالة وفاة".

واستندت الدراسة إلى نموذج إحصائي وليس إلى تحقيقات فعلية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، ولم تستشهد الدراسة بخبراء الأمراض من بين مؤلفيها ولم تخضع لمراجعة نظيراتها.

وحذر مسؤولو الصحة العامة مراراً من أن فعاليات حملة ترامب قد تؤدي إلى زيادة تفشي الفيروس، لا سيما تلك التي تقام في الأماكن التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالفعل، ومن الصعب تحديد التأثير الفعلي لتلك التجمعات على معدلات الإصابة بسبب الافتقار إلى تعقب قوي للمخالطين في العديد من الولايات.

ووصف أميش أدالجا، خبير الأمراض المعدية في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، التقرير بأنه "موح"، وقال "أود أن أقول فقط إنه موح ولكن من الصعب عزل التأثير المحدد لحدث واحد تماماً دون بيانات قوية لتتبع المخالطين للحالات".

وسرعان ما استحوذت حملة بايدن على نتائج ستانفورد وكانت الحملة قد حدت بشدة من حجم الحشود في التجمعات أو ألزمت المؤيدين بالبقاء في سياراتهم.

وقال أندرو بيتس المتحدث باسم حملة بايدن في بيان "ترامب لا يهتم حتى بحياة أشد مؤيديه"، ولم ترد حملة ترامب على طلب التعليق على التقرير.

وينظم ترامب أمس ثلاثة تجمعات أخرى في بلدات ريدينج وبتلر ومونتورسفيل في بنسلفانيا، ولم تشهد الولاية حتى الآن قفزات كبيرة في حالات الإصابة بكورونا كتلك التي تهدد قدرة المستشفيات في ويسكونسن وغيرها من الولايات الأخرى الحاسمة، ومع ذلك توفي نحو 8700 شخص في الولاية جراء المرض هذا العام.

وسيتوجه بايدن (77 عاماً) إلى ميشيغان برفقة الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان بايدن نائباً له خلال رئاسته، وكان ترامب (74 عاماً) قد انتصر في كل من بنسلفانيا وميشيغان بفارق ضئيل في فوزه المفاجئ بالرئاسة عام 2016، وتظهر استطلاعات الرأي التي أجرتها رويترز/إبسوس أن بايدن يتقدم على ترامب بخمس نقاط مئوية في بنسلفانيا وتسع نقاط في ميشيغان.

ويتوقع المحللون أن يكون إقبال الناخبين على التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية قياسيا، وأدلى أكثر من 90 مليون أمريكي بأصواتهم بالفعل سواء بالحضور الشخصي أو عبر البريد وفقاً لمشروع الانتخابات بجامعة فلوريدا، وهو ما يعادل نحو 65% من إجمالي الإقبال لعام 2016.

وزعم ترامب مراراً وتكراراً دون دليل أن بطاقات الاقتراع عبر البريد عرضة للتزوير وقال في الآونة الأخيرة إنه يتعين الأخذ بالنتائج المتاحة في ليلة الانتخابات فقط، وفي سلسلة من المقترحات القانونية سعت حملته إلى تقييد الاقتراع الغيابي في جميع أنحاء البلاد.

ويحذر مسؤولون في عدة ولايات منها بنسلفانيا وويسكونسن من أن فرز جميع بطاقات الاقتراع بالبريد قد يستغرق أياماً، مما يؤدي إلى احتمال أن تظل البلاد لعدة أيام في حالة من عدم اليقين إذا كانت النتيجة تتوقف على تلك الولايات.