أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيدعم وزير الخارجية مايك بومبيو إذا استقال من أجل الترشّح لمجلس الشيوخ، في وقت يزداد تورّط الدبلوماسي في ملف التحقيق الذي قد يفضي لعزل سيد البيت الأبيض.

ويعد إعراب ترامب عن دعمه لاستقالة حليفه المقرّب المحتملة أول تأكيد علني بأن بومبيو يفكّر في خوض المنافسة للوصول إلى مجلس الشيوخ في ولايته - كنساس.

وكان بومبيو الذي يتجنّب دائمًا إزعاج ترامب خجولاً في تصريحاته بشأن مسعاه للترشح لمجلس الشيوخ رغم أن الأمر بات شبه مؤكد نظراً لزياراته المتكررة لكنساس ومقابلاته الدورية مع وسائل الإعلام في الولاية.

وخلال مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز"، ذكر ترامب أن وزير الخارجية قال له "أنظر، أفضّل البقاء حيث أنا" لكنه أكد له أنه "يحب كنساس".

وقال ترامب "إذا اعتقد أن هناك احتمالا بأن يخسر (الحزب الجمهوري) هذا المقعد، فأعتقد أنه سيقوم بذلك وسيحقق فوزاً كاسحًا لأنهم يحبونه في كنساس".

وتعد كنساس ولاية جمهورية تقليديًا ولم تنتخب ديموقراطيًا في مجلس الشيوخ منذ العام 1932، وهي أطول فترة امتنعت أي ولاية خلالها عن انتخاب ممثل عن أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.

لكن أي الحزبين لا يرغب بالمخاطرة في انتخابات العام المقبل التي يسعى ترامب خلالها للفوز بولاية ثانية.

وانتخبت كنساس ديموقراطيًا كحاكم لها العام الماضي. وبين المرشحين الجمهوريين لمجلس الشيوخ كريس كوباش -- وهو ناشط مناهض للهجرة يستبعد أن يجذب الوسطيين.

وفي أيلول/سبتمبر، برز بومبيو كسيّد السياسة الخارجية الأميركية بعد مغادرة مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون، الذي كان يعد عرّاب المناورات داخل واشنطن.

لكن نجاح بومبيو البالغ من العمر 55 عامًا في الوصول إلى مجلس الشيوخ سيضمن نوعًا من استمرارية نفوذه بغض النظر عن فوز ترامب أم لا العام المقبل أو حتى إذا غيّر الرئيس المتقلّب موقفه تجاهه.

ويُنظر إلى بومبيو، وهو مسيحي إنجيلي كان عضواً في الكونغرس له جذور في حزب الشاي الشعبوي، على أنه يطمح للترشح بنفسه للرئاسة سنة 2024.

وهناك كذلك ملف الفضيحة المرتبطة بأوكرانيا. وتعرّض بومبيو، الذي صوّر نفسه على أنه مدافع عن وزارة الخارجية عندما وصل إلى السلطة في آذار/مارس 2018، إلى انتقادات واسعة لعدم دفاعه عن الدبلوماسيين الذين كانوا على صلة بالفضيحة.

ورفض بومبيو مثلاً تقديم أي دعم للدبلوماسية ماري يوفانوفيتش التي أقالها ترامب من منصبها كسفيرة إلى كييف، وانتقدها خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهاجمها على تويتر عندما مثلت أمام الكونغرس خلال جلسة استماع علنية.

وتورّط بومبيو شخصيًا بشكل متزايد في الفضيحة، إذ أقر أنه كان طرفًا في اتصال 25 تموز/يوليو الذي طلب ترامب خلاله "خدمة" من الرئيس الأوكراني، وكان محور التحقيق الجاري باتجاه عزله.

وأفاد سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند تحت القسم أن بومبيو كان على علم بما اعتبرها السفير محاولة غير لائقة من ترامب لإجبار أوكرانيا على الإعلان عن فتح تحقيق بشأن منافسة السياسي جو بايدن.

واتّهم الكاتب الصحافي المعروف توماس فريدمان بمقال نشر في "نيويورك تايمز" بومبيو بالفشل في الاستفادة من الدروس التي تعلمها في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية النخبوية التي تخرّج منها الدبلوماسي وكان الأول على دفعته.

وكتب فريدمان "لا يمكنني إلا الافتراض بأن بومبيو رسب أو تخلى عن حضور (جميع الدروس) عندما نشاهد سلوكه الجبان والحقير كقائد وزارة الخارجية. لن أرغب في حياتي بأن أكون في ذات الخندق مع هذا الرجل".

وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" نقلاً عن مصادر لم تسمها مؤخراً أن الفضيحة تسببت بخلاف كذلك بين بومبيو وترامب، إذ انتقد الأخير عدم منع الوزير مسؤولي وزارة الخارجية من الإدلاء بشهاداتهم في جلسات الاستماع العلنية في الكونغرس بشأن القضية.

لكن ترامب أشار إلى أن بومبيو لا يزال يحظى بدعمه إذ قال في مقابلة "فوكس نيوز" إن "مايك أدى وظيفته بشكل مذهل".