أعرب خبير سياسي تونسي، عن خشيته من استمرار عزوف الشباب عن المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 21 من الشهر الجاري، محذرا من أن ذلك "سيحدث خللا".

وفي حديث له مع وكالة الأناضول، قال إبراهيم العمري، أستاذ جامعي في العلوم السياسية، إن "عزوف الشباب وإحجامه عن المشاركة في الانتخابات هو ناجم عن إحباطه لما كانت لديه من طموحات في الثورة التونسية والتي كان أساسها القضاء على البطالة والرغبة في التشغيل".

وأضاف "بعد 3 أو 4 سنوات لم يتحقق التشغيل بالقدر الكافي، إذ أنه كان محدودا مقارنة بحجم البطالة مما عمق الإحباط "، مشيراً إلى أن "هيمنة الكهول على السياسية في الأحزاب والنقابات وفي هياكل الدولة تمثل أيضاً سبباً هاماً في عزوف الشباب وإحباطه".

حديث العمري جاء على هامش احتفال نظمه القطب المدني للتنمية وحقوق الإنسان (غير حكومي) اليوم الجمعة، بالعاصمة تونس، حول تعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية والشأن العام.

ورأى الخبير السياسي، أنه يجب على من أسماهم "الكهول والشيوخ المهيمنين على الحياة السياسية، استيعاب الدرس، والعمل على تشجيع الشباب، وتوسيع مشاركته في الحياة السياسية عامة، وفي الانتخابات خاصة، وذلك عبر تفعيل وتدعيم مؤسسات التأطير الحزبي والمدني".

وقال إن ما أخشاه هو أن يتواصل عزوف الشباب عن الاقبال على مكاتب الاقتراع وهو إن لم يحدث سيؤدي إلى وقع خلل، على اعتبار أن الشباب يجب أن يكون شريك فاعل في بناء دولة المستقبل كما أنه هو من قام بالثورة ضد نظام زين العابدين بن علي.

وأهرت الاحصاءات ضعف مشاركة الشباب في الانتخابات التشريعية الأخيرة والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين ثان الماضي.

وتشير إحصاءات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس إلى أن الفئة العمرية بين 18-40 عاما تمثل نسبة 67 % من الناخبين المسجلين، أي حوالي 3.4 مليون ناخب من إجمالي 5.2 مليون، ما يعني أن فئة الشباب الواسعة، هي الأكثر تمثيلا في صفوف الناخبين المدعوين