عنوان الكتاب: تحولات الخريطة السياسية في موريتانيا.. أبعادها ـ أطرافها ـ مآلاتها
الكاتب: السيد علي أبو فرحة
الناشر : المركز العربي للدراسات الانسانية
الطبعة: الأولى

 تمثل الحالة الموريتانية حالة بكر خصبة للدراسة والبحث السياسي؛ حيث إنه ليس من اليسير وجود دراسات غير موريتانية تُعنى بتحولاتها السياسية، إلا أنه في ضوء عدد من الاعتبارات:
أولها أن التحولات السياسية الراهنة على الساحة الموريتانية، والتي مثّلت فرصة سانحة بدرجة أو بأخرى لإحداث تغير ما تحفز كثيرًا من الباحثين على دراستها.
ثاني تلك الاعتبارات أن تلك التحولات ليست بمنأى عما يشهده العالم العربي والإسلامي من أسبابها أو تداعياتها، وإن اختلف ترتيب عناصرها من حالة إلى أخرى.
ومن ثم يضحى الاعتبار الثالث هو مدى إمكانية سحب خصائص حالة الدراسة ومآلاتها وسيناريوهات مستقبلها، ومن ثم محاولة تفادي مثالبها على حالات عربية وإسلامية أخرى كالباكستان والجزائر واليمن وغيرها، وكذا مدى إمكانية سحب خصائص نماذج إسلامية ناجحة بدرجة أو بأُخرى على حالة الدراسة كالحالة التركية على سبيل المثال.
لذا تسعى هذه الدراسة للإجابة عن تساؤل رئيس هو «ما هو شكل التحولات الآنية في الخريطة السياسية لجمهورية موريتانيا الإسلامية مع نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؟» وهو – أي هذا التساؤل الرئيس- ما يقودنا بالضرورة إلى الإجابة عن عدة تساؤلات فرعية حول أبعاد تلك التحولات وأطرافها وتجلياتها؟ ومن ثم محاولة تقييم تلك التحولات على الخريطة السياسية الموريتانية؟ وكذا مآلاتها؟ ومن ثم انعكاساتها وتأثيراتها على العالم الإسلامي والعربي؟
لذا فإنه على الرغم من اهتمام الدراسة بالتحولات التي تشهدها خريطة موريتانيا السياسية في الفترة منذ مطلع القرن الحادي والعشرين الميلادي وحتى نهاية العقد الأول منه، إلا أنها تهدف أساسًا إلى دراسة جدلية التغيير السياسي ومبرراته ومآلاته استنادًا لطريقة حدوثه.
وسيسعى الباحث عبر إمعان النظر في مناهج البحث في العلوم السياسية، وفي ضوء ما يتناسب مع الدراسة التي نحن بصددها، سيسعى الباحث لاستخدام منهج دراسة الحالة بنظرة تقييمية يمكن من خلالها تحديد كيفية إسقاطه على موضوع الدراسة؛ حيث يعد منهج دراسة الحالة أنسب المناهج في الاضطلاع بمهمة تناول وتحليل موضوع الدراسة عبر تحليل الحالة لوحداتها وعناصرها الأساسية، وتجاوز مرحلة وصف تلك العناصر إلى مرحلة التفسير المتعمق لحالة الدراسة، وبالتالي محاولة التنبؤ بمآلاتها المستقبلية وسيناريوهات حركتها المتصورة، وكذا الارتكان للمنهج المقارن في البحث والدراسة عن عناصر الاستمرار والتغيير في الحالة الموريتانية وتحولاتها السياسية كما أُشير سلفًا في خطة الدراسة.