أعلن القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، مساء الخميس، بدء معركة الحسم لتحرير قلب العاصمة طرابلس، من الميليشيات الإرهابية المسلحة، التي تعمل تحت يد حكومة الوفاق.

وفي بيان صادر عن القوات المسلحة الليبية: "الشباب المغرر بهم والذين يتبعون لمجموعات الحشد الميليشياوي يقومون بتسليم أنفسهم للوحدات العسكرية بالقوات المسلحة بمحور صلاح الدين بعد أن تواصلوا مع القوات المسلحة وتم منحهم الأمان من قبل وحداتنا".

فيما أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، الجمعة، أن القوات المسلحة الليبية دمرت مقرات لميليشيات الجيش التركي في مدينة سرت والعاصمة طرابلس، مضيفًا: "ودمرنا عشرات الطائرات المسيرة التركية وقتلنا منهم الكثيرين".

وتابع قوله: "قوات الجيش دخلت إلى مناطق وأحياء رئيسية في العاصمة طرابلس".

وأوضحت قيادة الجيش الليبي أن العملية جرى تنفيذها بعد متابعة دقيقة لمعلومات استخبارية متواترة عن شحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدرعات والمعدات العسكرية المتنوعة من عدة منافذ تركية بحرية وجوية إلى المنافذ البحرية والجوية التي تسيطر عليها ميليشيات حكومة الوفاق.

وكانت القوات المسلحة الليبية، قد أعلنت في وقت سابق، رصدها وصول كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمدرعات والمعدات العسكرية المتنوعة التركية، إلى منافذ مدينة مصراتة البحرية والجوية، وأكدت القيادة العامة للجيش الليبي، أنه تم تتبع نقل هذه الشحنات العسكرية من هذه المنافذ إلى مواقع تخزينها المختلفة، بما فيها الكلية الجوية بمدينة مصراتة، التي تم تخزين الطائرات المسيرة فيها لاستخدامها ضد الجيش الليبي، انطلاقاً من مطار مصراتة، قبل أن تتمكن دفاعات الجيش الليبي من إسقاط طائرة مسيرة تركية في طرابلس، كانت قد أقلعت من مطار مصراتة، إلى جانب تدمير عدد آخر من هذه الطائرات قبل أن تعود للظهور مجدداً، في معركة تحرير طرابلس.

وقال بيان قيادة الجيش الليبي، إن سلاح الجو قام بالتخطيط الدقيق لاستهداف مواقع تخزين الطائرات المسيرة التركية بالكلية الجوية العسكرية بمصراتة، وتم تخصيص القدرات المناسبة من سلاح الجو الليبي اللازمة لتنفيذ هذه المهمة، ونجاح عملية استهداف هذه الشحنات بمواقع تخزينها وتدميرها بنجاح ودقة عالية. أعلن الجيش الليبي، أن قواته الجوية، دمّرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التركية ومواقع تخزين الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية، خلال قصف جوّي على الكلية الجوية بمصراتة.

في ذات الصدد، يرى متابعون للملف الليبي أن هذا الإطار يأتي في إطار  تنفيذ للاتفاق الموّقع بين تركيا وحكومة الوفاق بتعزيز التعاون العسكري، تحدث الجيش في بيانه، عن وصول ونقل وتخزين شحنات عسكرية تركية في مواقع مدنية غير ملائمه لتخزين معدات خطرة من الأسلحة والذخائر والمعدات، وقال إن بعضها يتبع مخازن شركات تجارية مدنية ويقع بعضها قرب المناطق السكنية، مشيرا إلى أنّ المشير خليفة حفتر أمر بعدم استهداف هذه الأهداف الخطرة في الوقت الحالي، وذلك حرصا على سلامة سكان ومرافق مدينة مصراتة على شرط نقل هذه الشحنات العسكرية التركية الخطرة من مواقع تخزينها الحالية المخالفة للأمان والسلامة ولقانون النزاع المسلح بعيدا عن أماكن السكان المدنيين.

في سياق متصل، حذرت رئاسة أركان القوات الجوية الليبية طائرات تركيا من محاولة اقتحام مجالها الجوي، مؤكدة أن ردها سيكون قاسيا، في ظل مساعي أنقرة لدعم الميليشيات في طرابلس. وكانت طائرة "إف 16" تركية حاولت، الجمعة، اقتحام المجال الجوي الليبي وعرقلة سير العمليات التي أطلقها الجيش لتطهير العاصمة من الجماعات الإرهابية المسلحة التي تدعم حكومة الوفاق غير الدستورية.

من جانب آخر، نظم أهالي مدينة درنة وقفة احتجاجية، لرفض التدخل التركي في ليبيا، ولدعم القوات المسلحة الليبية في حربها ضد الإرهاب، أمس الجمعة أمام مسجد الصحابة بالمدينة.

وخلال الوقفة، جدد الأهالي دعمهم للقوات المسلحة الليبية، كما رفع المتظاهرون شعارات منددة ومستنكرة لتصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان، كما أحرق المتظاهرون خلال المظاهرة صورا لأردوغان تعبيرا عن غضبهم من التدخل التركي في ليبيا.

ومنذ مطلع نوفمبر الماضي، خرجت العديد من المظاهرات في ليبيا لدعم القوات المسلحة الليبية في حربها ضد ميليشيات حكومة الوفاق والإرهاب في العاصمة طرابلس، ومنها مظاهرة في "الجميل "في 15 نوفمبر الماضي، منددة بالميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق التي يقودها المدعو اسامة جويلي، وأعلن قبائل وأهالي الجميل تأييدهم للقوات المسلحة العربية الليبية، ودعمها الكامل لعمليات التحرير التي يخوضها الجيش الليبي في العاصمة طرابلس ضد الميليشيات والجماعات المسلحة.

وفى طبرق، نظم الأهالي أيضا، وقفة احتجاجية لرفض الاتفاقية الموقعة بين حكومة الوفاق برئاسة فائز وتركيا، والتي تقضى بتعاون أمني وبحري بينهما، معلنين رفضهم لهذه الاتفاقية والتطبيع مع تركيا أردوغان، كما حرقوا العلم التركي، معتبرين أن تدخلهم في الشأن الليبي "سافرا".