يعيش الجنوب الليبي منذ سنوات أزمات متتالية، وغيابا شبه تام لمؤسسات الدولة، ناهيك عن الوضع الأمني المتردي، والنقص في كافة مقومات الحياة، حيث ألقت الأزمات بكل ثقلها على سكان المناطق الجنوبية، من عجز عن توفير السيولة وتوقف دائم للكهرباء وخاصة غياب كل مقومات الظروف الصحية الملائمة.

إلا أنه في المدّة الأخيرة شهدت تحركات نشيطة للسلطة المركزية في طرابلس فضلا عن المساعي المتواصلة للبعثة الأممية لإيجاد مخرج لأزمة الجنوب الليبي.

مساعي داخلية

انعقد في طرابلس ملتقى آفاق التنمية في الجنوب الليبي بحضور عدد من الوزراء والوكلاء ورؤساء الهيئات وعدد من رجال الأعمال، لبحث سبل دعم المناطق الجنوبية من أجل ضمان أمنها واستقرارها.

وخلص الملتقى إلى ضرورة دراسة متطلبات قطاع الخدمات في الجنوب من أجل المساهمة في تنمية واستقرار المنطقة، والخروج برؤية مشتركة لتنمية الجانب الاقتصادي، وضمان أن يعيش أهالي الجنوب بأمن وسلام يساهم في بناء وإرساء دعائم الاستقرار.

في نفس السياق،أعرب رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عن إيلاء أوضاع المنطقة الجنوبية أهمية خاصة، وأنه يتابع شخصيا وبصفة يومية تطورات الجنوب، لما له من أهمية في استتباب الأمن والاستقرار في كافة ربوع ليبيا.

حيث دعا خلال اجتماع له الخميس في إطار الحملة الوطنية التي أعلنها في مؤتمر باليرمو لإنقاذ الجنوب،  كافة الفرقاء إلى تغليب المصلحة العامة وتكاتف جهود الجميع في مواجهة ما يتعرض له الجنوب من انتهاكات، وفق تعبيره.

يرى مراقبون أن أوضاع الجنوب لم تتحسن منذ 2011 و أن كل التحركات و الملتقيات التي تهدف إلى إنقاذ الجنوب لم تخرج عن طابعها الفلكلوري الإستعراضي البحت إذ أن الحل الحقيقي لا يمكن أن يكون إعتباطي إذ أنه لا يمكن أن تتحدث عن أمن و البلد يعيش حالة إنقسام سياسي متواصلة.

مجهودات أممية

قدّمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الاثنين، إحاطة للمجتمع الدولي والسفارات في مقريها في طرابلس وتونس، حول الأوضاع المتردية في جنوب ليبيا.

وقالت البعثة بحسابها في "تويترإن الإحاطة ناقشت الديناميكيات السياسية والاجتماعية والأمنية، وتردي مستوى الخدمات الأساسية والوضع الإنساني في الجنوب ودعم الأمم المتحدة.

من جهتها ركزت نائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية ستيفاني ويليامز، في إحاطتها على الوضع الأمني المتردي، وغياب الخدمات الأساسية في منطقة غنية بالموارد.

وقالت ويليامز إن هشاشة الوضع في الجنوب قد يزعزع استقرار ليبيا إن تُركت الأمور دون علاج، مؤكدة أهمية دعم المجتمع الدولي في هذا الجانب.

في نفس الإطار،استقبلت نائبة الممثل الخاص ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ماريا ريبيرو وفد قادم من الجنوب الليبي ووزارة شؤون النازحين وذلك في مقر البعثة بالعاصمة طرابلس.

هذا وناقشت ريبيرو مع الوفد الأوضاع في الجنوب وأهمية عقد لقاء تنسيقي خاص يجمع كافة الأطراف لدراسة الاحتياجات الإنسانية وسبل الاستقرار.

يشير متابعون للوضع الليبي أن البعثة الأممية تقوم بمجهودات حثيثة لحلحلة الأزمة الليبية إلا أنه في حالة غياب الإرادة الداخلية لا يمكن لأي كان أن يحدث تغييرات تذكر.