أثار قرار بريطانيا بالدعوة إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن لمنع تقدم قوات الجيش الوطني الليبي استغرابا واسعا في العاصمة الليبية التي تنتظر تحركا دوليا قويا لإنهاء سيطرة الميليشيات عليها بدل تعطيل محاولات تفكيكها، في وقت يقول فيه متابعون إن قائد الجيش المشير خليفة حفتر يعمل على استعادة طرابلس لمنع بريطانيا من إعاقة تقدم قواته كما فعلت في اليمن لمنع استعادة الحديدة من الحوثيين.

يأتي هذا فيما تتجمع مؤشرات كثيرة على أن قائد الجيش حسم أمره بدخول طرابلس، وهو ما عكسته تغريدة جديدة للأمين العام للمبعوث الأممي أنطونيو غوتيريش قال فيها بعد لقاء مع حفتر إنه يغادر ليبيا وهو مفطور القلب ويشعر بقلق شديد.

بالمقابل، أبلغ حفتر الأمين العام للأمم المتحدة أن العملية نحو طرابلس مستمرة حتى “القضاء على الإرهاب”، وسط تأكيدات على أن قوات الجيش دخلت العاصمة من محاور مختلفة، وأنها سيطرت على مناطق حيوية مثل مطار طرابلس الدولي.

وأعلن المتحدث باسم الجيش بدء العملية الفعلية في طرابلس، وحث المدنيين على الابتعاد عن مواقع الاشتباكات.

المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري: قوات الجيش سيطرت على مطار طرابلس الدولي وبلدتي ترهونة والعزيزية.

واتهم الناطق الرسمي باسم قوات الجيش أحمد المسماري بريطانيا بدعم الإرهاب، وذلك بعد دعوتها إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا لوقف هجوم قال إنه يستهدف جماعة الإخوان المسلمين والمجاميع المتحالفة معها.

وقال وزير خارجية بريطانيا، جيريمي هانت، إن بلاده تسعى “لزيادة تأثيرها والدول الأوروبية إلى أقصى درجة في حل أزمة ليبيا”.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي لهانت ونظيرته الكندية كريستيا فريلاند، الجمعة، بمنتجع “دينار” بمدينة سان مالو، غربي فرنسا، حيث اجتماعات وزراء خارجية وداخلية مجموعة السبع الكبرى، حسب موقع “يورونيوز” الأوروبي.

وأضاف “نتابع الوضع في ليبيا عن كثب، بكثير من القلق ونسعى لزيادة التأثير الأوروبي والبريطاني إلى أقصى حد”. كما أشار إلى أنّ تقدم قوات خليفة حفتر باتجاه العاصمة طرابلس “يبعث قلقا بالغا”.

وأعاد التحرك البريطاني إلى الأذهان موقف لندن من الأزمة اليمنية، والدور الذي يلعبه المبعوث الأممي مارتن غريفيث الذي يطبق أجندة بلاده الهادفة إلى تعطيل الحسم العسكري في الحديدة بالرغم من أهمية المدينة في ضمان أمن الملاحة الدولية التي تهددها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وتكافح بريطانيا لتأمين خروج بخسائر أقل من الاتحاد الأوروبي، وتعمل على صياغة سياسة خارجية تقوم على تسجيل مواقف صادمة في مختلف القضايا على أمل استعادة صورة الإمبراطورية القديمة التي تتصرف وكأنها الماسكة الوحيدة بالملفات، وهو أمر لم يعد ممكنا اليوم.

وكان الموقف البريطاني الحاد تجاه تقدم قوات حفتر باتجاه طرابلس بمثابة الصدمة خاصة أن مواقف مختلف الدول الأخرى المعنية بالملف الليبي ركزت على الدعوة إلى التهدئة والاحتكام إلى الحل السياسي من بوابة المؤتمر الجامع، وهي مواقف تفتح الباب أمام جهود الوساطة على عكس الموقف البريطاني الذي يعقد الوضع.

والتقى الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، قائد الجيش الليبي في مدينة بنغازي (شرق). كما عقد كل من غوتيريش والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، اجتماعا مع رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، في طبرق (شرق)، بحسب وسائل إعلام محلية.

وقال المستشار الإعلامي لرئاسة البرلمان فتحي المريمي، إن صالح ناقش مع غوتيريش التصعيد العسكري في طرابلس، إلى جانب الاستفتاء على الدستور وتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية بموجب القوانين الصادرة عن البرلمان.

وكتب غوتيريش في تغريدة على تويتر عقب لقاء حفتر “أغادر ليبيا وأنا أشعر بحزن بالغ وقلق كبير وآمل بتفادي مواجهات دامية في طرابلس”، ما يوحي بأنه لم ينجح في إقناع قائد الجيش بوقف تقدم قواته.

وتوقف تقدم الجيش لساعات قليلة لفسح المجال أمام مساعي الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك مبعوثه إلى ليبيا، قبل أن تعود مساء لتنذر بتطورات متسارعة، وسط أنباء عن اشتباكات عنيفة قرب مطار طرابلس الدولي وأن قوات الجيش تمكنت من دخوله. كما تمكنت من السيطرة على قصر بني غشير ووادي الربيع جنوب العاصمة.

كما سيطرت على قرية سوق الخميس التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي طرابلس، وأن تلك السيطرة تمت بعد اشتباكات مع ميليشيات متحالفة مع حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج.

وسيطرت قوات الجيش قبل ذلك على مدينة غريان التي تبعد نحو 80 كيلومترا جنوبي طرابلس بعد مناوشات محدودة.




عن العرب اللندنية