لاتزال الحقائق حول وجود مقاتلين إرهابيين في صفوف القوات التابعة لحكومة الوفاق تتكشف يوما بعد يوم مع استمرار المعارك في طرابلس في وقت تتسارع فيه تحركات الجيش الوطني الليبي نحو حسم معركة تحرير المدينة التي أطلقها منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي بهدف انهاء سيرة المليشيات المسلحة على مؤسسات الدولة واعادة الأمن والاستقرار.

وفي تطور جديد،أعلنت شعبة الإعلام الحربي رصد أحد الإرهابيين البارزين والمطلوب لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية يقاتل في صفوف قوات حكومة الوفاق.وبينت شعبة الإعلام الحربي عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" أن سعد الطيره كان ظهر في وقت سابق في إصدارات مصورة تتبع الجماعات الإرهابية وهو يتوعد قوات الجيش.

ويعد الطيرة أحد الإرهابيين البارزين والمطلوب لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية، وسبق وأن ظهر في إصدارات مُصوّرة تتبع الجماعات الإرهابية متوعدا من خلالها القوات المُسلحة.والطيرة المكنى بـ "أبو الزبير" من سكان حي الساحل بدرنة ويتبع لكتيبة أبوسليم الإرهابية وهو عضو بارز وقائد ميداني لدى الكتيبة.

وشارك الطيره مع سرايا بنغازي ومجلس شورى إجدابيا في محاولة تقدمهم على مشروع النهر، كما شارك في المعارك ضد القوات المسلحة في درنة وبنغازي.كما يعد من مؤسسي مجلس مجاهدي درنة في ديسمبر 2014، وعضو مجلس شورى داخل الكتيبة المشكل من خمسة أعضاء، وفر خارج مدينة درنة في أواخر عام 2015، وتم تكليفه آمرا لسرية عسكرية بها العديد من الإرهابيين الفارين من مدن درنة وبنغازي وإجدابيا.

وفرت العديد من العناصر الارهابية من درنة وبنغازي بعد خسائرها ضد الجيش الليبي للالتحاق ببقية العناصر الارهابية غرب البلاد.وأكدت شعبة الإعلام الحربي أنه عندما أعلن الجيش عن عمليات تحرير طرابلس كان على درايةٍ تامةٍ بأن كُل مقاتلي التنظيمات الإرهابية المُلاحقين من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية في بنغازي ودرنة وباقي المناطق التي تم تحريرها من قبل الجيش قد فرّوا إلى العاصمة.

ومنذ أسبوعين، ظهر الإرهابي المدعو زياد بلعم القيادي المؤسس لما يسمى مجلس شورى بنغازي الإرهابي في أحد محاور القتال بالعاصمة طرابلس ضمن صفوف مجموعات الوفاق المسلحة.وأكد آمر محور عين زارة التابع لقوات الجيش، اللواء فوزي المنصوري، ظهور زياد بلعم،بأحد محاور قتال جنوب طرابلس.

وأضاف المنصوري بحسب ما نقل موقع "ارم نيوز" الاخباري،لا يعنينا ذلك في شيء، فهو إرهابي سيصار إلى محاسبته وغيره وتقديمهم إلى العدالة في المستقبل القريب، ما يعنينا هو تنفيذ المهمة التي باتت على وشك الانتهاء.

ومع توافد المعلومات اليومية حول سير المعارك في طرابلس التي اندلعت مطلع أبريل الماضي، ظهر العديد من المقاتلين المرتبطين بالإرهاب، بمن فيهم المدرجون في قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهم يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق وعلى رأسهم المطلوب دوليا وقائد لواء الصمود صلاح بادي، والإرهابي "محمد بن دردف" المطلوب دوليا ومحليا، والقيادي في تنظيم داعش عبد السلام بورزيزة.

وتزيد هذه الدلائل على الأرض من احراج حكومة الوفاق التي تتمسك بنفي وجود عناصر مطلوبة ضمن قواتها،وأكد رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج،في ابريل الماضي عدم وجود مقاتلين ينتمون لتنظيمات إرهابية بين صفوف القوات التابعة له، مؤكدا أن حكومة الوفاق كانت ولا زالت تحارب الإرهاب وتلاحق فلوله،وفق قوله.لكن الظهور المتكرر للعناصر الارهابية فند هذا النفي وكشف تورط حكومة السراج في تحالفات مشبوهة.

وفي غضون ذلك،تتواصل المعارك على أشدها في محاور العاصمة طرابلس،وأعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش صد هجوم مسلح لقوات حكومة الوفاق على  اللواء 73 مشاة في محور الأحياء البرية والكزيرما جنوب العاصمة طرابلس. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن منذر الخرطوش عضو شعبة الإعلام الحربيقوله إن "قوات الجيش الوطني الليبي قامت بصد هجوم مسلح في محاولة يائسة  من قوات الوفاق للتقدم على نقاط تمركز اللواء 73 مشاة في كل من محور كاريزما والإحياء البرية"، مشيرا إلى أن "الرد كان قوي من قبل وحدات اللواء 73 مشاة نتج عنه عدد من القتلى في صفوف أفراد العدو وغنم آلية مصفحة.

وتزامن ذلك مع تواصل الضربات الجوية للجيش الليبي حيث أعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أن سلاح الجو الليبي استهدف معسكر شهوب بين رقدالين وزليطن.وكان المركز الإعلامي أعلن، في بيان له الجمعة، أن القوات الجوية نفذت 16 ضربة جوية مباشرة على مواقع المليشيات في عين زارة والمشروع وكوبري الفروسية.

وقال الجيش الليبي في البيان: إن القوات الجوية نفذت غارات على مواقع متفرقة بالكلية الجوية بمصراتة، دمّر خلالها قاعدة تستخدم في تجهيز وتخزين الطائرات المسيرة التابعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق والمدعومة من تركيا.ويسعى الجيش الليبي لاستهداف الدعم التركي في محاولة لتحييد سلاح الطائرات المسيرة التركية الذي شكل عائقا أمام سير العمليات العسكرية كما شكل خطرا على المدنيين.

وانخرطت تركيا في الصراع الليبي منذ سنوات،ولكن معركة طرابلس التي انطلقت في الرابع من ابريل/نيسان الماضي كشفت بوضوح حقيقة الدور المشبوه الذي تلعبه أنقرة في دعم المليشيات.فمن تدفق سفن الموت المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية،مرورا بنقل العناصر الارهابية من سوريا والعراق نحو الأراضي الليبية،وصولا الى الطائرات المسيرة التي تسفك دماء الليبيين وتدمر بلادهم.

ويتهم الجيش الليبي، دولة تركيا، بقيادة المعارك في المنطقة الغربية لصالح الميليشيات المسلّحة المدعومة من حكومة الوفاق، عن طريق دعمها بالأسلحة والمعدات العسكرية وكذلك الطائرات المسيّرة، وأكد الجيش الليبي أن تركيا وفّرت غطاءً جوياً لميليشيا الوفاق خلال اقتحام مدينة غريان، وكان نقطة تحوّل أمالت الكفّة لصالح هذه المليشيات.

ومع اقتراب نهاية الشهر السابع لانطلاق العمليات العسكرية في طرابلس،تتزايد تأكيدات المسؤولين العسكريين حول قرب حسم معركة التحرير.ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مسؤول بارز في الجيش الوطني الليبي،قوله أنه "مع فقدان هذه الميلشيات قدرتها على مقاومة الجيش في المعارك، خصوصاً في محاور الضواحي الجنوبية بالمدينة، واستنزاف أسلحتها وعناصرها البشرية، فإن قوات الجيش تسعى لتقليص المدة الزمنية للقضاء على هذه الميلشيات، تمهيداً لإعلان تحرير العاصمة".

وأضاف المسؤول ذاته:"نتحدث عن بضعة أسابيع فقط، وربما أقل. وضع قواتنا ممتاز ميدانياً، والجيش يقترب من تحقيق هدف (عملية الكرامة)، التي أطلقها المشير حفتر في الرابع من شهر أبريل (نيسان) الماضي"، معتبراً أن الهدوء النسبي الذي شهدته محاور القتال على مدى اليومين الماضيين "يعكس عدم قدرة الميلشيات على شن أي هجوم مضاد، أو إحباط تقدم الجيش على الأرض". وتابع موضحاً:"نأمل أن نحقق هدفنا قبل المؤتمر الدولي، الذي تخطط البعثة الأممية وألمانيا لعقده في وقت لاحق".

وفي وقت سابق،أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية استمرار العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية واستهداف أي موقع ترد حوله معلومات باستخدامه لأغراض عسكرية، وخاصة تلك المواقع التي يستخدمها مرتزقة أجانب من أتراك وغيرهم، موضحة أن هذا يدخل ضمن إطار الأمن الوطني الليبي وهو غير قابل للتفاوض أو التنازل.

ويسعى الجيش الليبي لدخول العاصمة طرابلس وانهاء نفوذ المليشيات المسلحة فيها واستعادة مؤسسات الدولة.ويرى مراقبون أن دخول الجيش للمدينة من شأنه أن يسرع عملية التسوية في البلاد حيث سيساهم بشكل كبير فى تعزيز الحل السياسى الذى ترفضه التشكيلات المسلحة التى تسيطر على مؤسسات الدولة فى طرابلس، وتفرض القرارات بما يخدم مصالحها وأجنداتها.ويأمل الليبيون في انهاء الفوضى واعادة بناء بلادهم بما يعيد اشعاعها في المنطقة والعالم.