أصبح من المؤكد الآن جواز القول باستحالة اقتراب الأزمة الليبية من الانفراج وذلك بسبب تناسل المشاكل .. ودخول بعض الجهات على خط الأزمة بدلا من أن يقرّبها من الحل، يقصيها أكثر . كما أصبح انتقال ما يسمى "عملية الكرامة" إلى طرابلس في حكم "العدم" بدليل ان اللواء المتفاعد خليفة حفتر الذي تسربت معلومات عن اعتزامه نقل عمليته الى طرابلس في الـ 20 من رمضان، للسيطرة عليها بعد مراوحتها في مكان واحد على تخوم بنغازي، لم يتجاوز انتقاله المشار اليه اكثر من إذاعة بيان متلفز ليلة الجمعة قال فيه "ان الجيش الوطني ليس طرفا في العملية السياسية". 
وكأن لسان حاله يقول "لكم السياسة .. ولي الجيش" ولم لا ؟ فإعادة بناء الجيش "هبرة" واي نسبة مائوية منها مهما تضاءلت تكفي وزيادة !!  
ورغم الاعلان في اليومين الماضيين عن التوصل الى تفاهمات بشأن انهاء الصراع على مطار طرابلس العالمي المهيمن عليه من بعض كتائب الزنتان منذ سقوط طرابلس في ايدي "الثائرين" على نظام العقيد الراحل معمر القذافي .. ومهاجمته (المطار) قبل اسبوع من مسلحين يقودهم عضو المؤتمر الوطني السابق صلاح بادي .. ورغم صدور بيان بتشكيل قوة من مختلف الجهات بقيادة عناصر من جادو لتسلم المطار الا ان شيئا من ذلك لم يكن سوى كلام في الهواء اذرته الرياح فقط . 
فليلة السبت / الاحد شهدت اطلاق صواريخ بصورة متقطعة في منطقة قصر بن غشير المحيطة بالمطار كانت سببا في ما عايشه سكان المنطقة من رعب وارهاب خصوصا وان عددا من القذائف الصاروخية تسقط بين الفينة والأخرى على البيوت وتقتل، وتحرق او تصيب بالجروح البليغة، الساكنين الذين ليسوا طرفا في الصراع الدائر بشأن الهيمنة على المطار . 
ووصل عدد االضحايا اليوم في منطقة قصر بن غشير، على الأقل الى خمسة قتلى مدنيين ، وعدد لا يحصى من الجرحى  نتيجة القصف العشوائي جنوب العاصمة طرابلس . وذلك بسبب انطلاق العمليات باتجاه المطار من عدة محاور، وكذلك اندلاع الاشتباكات في منطقة بوسليم، وحي الاكواخ ، بحسب ما أبلغنا به عبد الحكيم الحامّي احد الناشطين الميدانيين بطرابلس.  
وفيما قال احمد هدية المتحدث باسم "درع الوسطى: ان تعليمات صدرت لهم بوقف الادلاء بالتصريحات والمعلومات للصحافة. و نقلت المواقع الالكترونية عن مصادر مطلعة قولها : "لم يتسن إحصاء الجرحى بسبب الإرباك واستمرار الاشتباكات العنيفة التي بدت في أوج شراستها فجر امس الاحد". 
وأضافت المصادر : " أنّ عشرة منازل على الأقل أُحرِقت بالكامل، بينما تعرَّض كثيرٌ من المنازل الأخرى إلى سقوط أجزاء منها، جرّاء القصف المُكثَّف على المنطقة". 
شهود عيان من المطار قال : ان "احدى طائرات الخطوط الليبية الصغيرة من طراز "سي آر جاي" والمستخدمة للرحلات الداخلية للطيران السريع الرئاسي والحكومي، ويتم استخدامها للربط بين مطارات غدامس وغات  والكفرة جنوب شرق ليبيا في بعض الأحيان اندلعت فيها النيرات عندما اصابتها قذيفة من القصف العشوائي المتواصل وسط الفشل الذريع لكل المبادرات المطروحة لوقف اطلاق النار وحلحلة الأزمة" 
هذا في الوقت الذي أكد فيه أحمد الأمين الناطق باسم رئاسة الوزراء ان "الحكومة لا تزال تحاول بكل جهدها ، وعلى جميع المستويات لحل الازمة" 
ولكن ألم يئن الاوان لتحديد موعد الحل ؟ 
ام ان هذه هي الوضعية المناسبة لـ "أغنياء الفوضى الهلاّكة" أعداء "اليمقراطية النجسة" ؟!!