مدينة زواره إحدى المدن التي لها تاريخ قديم حافل بالمورث الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، حيث هناك مظاهر تتجدر في هذه الأرض منذ مئات السنين وأكثر. 

مراسل "بوابة افريقيا الإخبارية" بمدينة زوارة أجرى استطلاعا هذه المرة عن الجانب الاقتصادي وما كان يميز مدينة زواره (كأساس) منذ زمن بعيد، حيث كانت تعرف بتجارة الملح وكذلك صيد الأسماك والعيش عليهما.

وبحسب المراسل، فلم تتوقف هذه التجارة إلى يومنا هذا فرغم التطور الاقتصادي الذي ظهر في كل مدن ليبيا ومدينة زواره من ضمنها، مشيرا الى أن تجارة الملح او مايعرف بـ (سوق انتيسنت) استمرت حتى الان بنفس الطريقة اليدوية سواء في جمع الملح أو بيعه، حيث لا مكان للتقنية أو الآلة في جمع الملح من موقعه، وان هذه الطريقة كما هي منذ تواجد هذه التجارة بالمدينة، ويبدأ موسمها بعد هطول الأمطار لتكون الملاحة جاهزة وهنا يكون الإبداع بحسب ما افاد به شعيلى فنص الذي له في هذا العمل أكثر من عشرين عاما.

حيث قال فنص في معرض حديثه لمراسل "بوابة افريقيا الإخبارية" اه أي احد لا يستطيع أن يقوم بجمع الملح لأنه يحتاج إلى جهد وفن وصبر وتحمل.

وأضاف "فنص" نحن نعلم انه يتم جمع الملح في فصل الصيف حيث تكون دراجات الحرارة مرتفعة ولساعات يكون الشخص تحت حر الشمس وملوحة شديدة فوق الأرض التي يقف عليها، فيكون من الصعب على أي شخص كان أن يقوم بذلك، وخاصة ان يكون الملح نظيفا وخاليا من الشوائب والأتربة وهنا يكمن سر جمع الملح من الملاحة. 

وأضاف شعيلي فنص في حديثه، أن مدينة زواره منذ نشأتها كانت تعتمد على بيع الملح وهي تجارة قديمة جدا، وبحسب قوله ان هذا الموقع المتهالك على الطريق الساحلي معروف في ليبيا عامة ، حيث يعتبر سوقا للفواكه الموسمية التي تنتجها مزارع مدينة زواره، مثل العنب والكرم والزيتون واللوز، مضيفا ان كل ما ينتج من مزارع زواره يكون مكانه في هذا السوق وعندما ينتهي الموسم نبقى نحن نبيع الملح، وأيضا زيت الملح.

وعن أهم استخدامات الملح وزيت الملح قال شعيلى فنص ان الملح يستخدم للطعام، ومطلوب لدى الناس لكونه طبيعيا، وأيضا يستخدم للحيوانات من خلال خلطه بالأعلاف والسبب في ذلك جعل الحيوانات تعطش لتشرب كي تصح.

كما اوضح " فنص" ان هناك استخدامات كثيرة للملح، وأيضا زيت الملح يستخدم لعلاج أمراض الروماتيزم وعدة أمراض أخرى عدة لها علاقة بالعظام، مشيرا الى أن هناك نوعا خاصا للملح ويسمى ذكر الملح، وهو يكون مثل الحجارة متماسكا ومتحجرا واستخدامه قليل جدا وخاصة فيما يتعلق ببعض الأمراض ومنها الجانب النفسي. 

ودعا شعيلي فنص الجهات المختصة في مدينة زواره، إلى ضرورة الاهتمام بهذا السوق الذي يعتبر مكانا عاما ومعروفا لجميع مستخدمي الطريق الساحلي.

وقال "فنص" في ختام حديثه لـ"بوابة افريقيا الإخبارية"، ان كثيرا من العائلات تعيش من هذا السوق وعلى مدى العام، متمنيا أن يكون المكان لائق وبه مرافق صحية، ومظهره العام جيد ويليق بمدينة مثل زواره.