خلال زيارته لتونس ، اعترف الرئيس الفرنسي بمسؤولية بلاده في الفوضى اللتي تشهدها ليبيا اليوم. ولكن بعد بضعة أشهر من تمكنه من جمع شمل المشير خليفة حفتر وفايز السراج، تكافح الاستراتيجية الدبلوماسية الفرنسية من أجل جعل آثارها محسوسة.

وقال الرئيس الفرنسي في الأول من شباط / فبراير أمام البرلمان التونسي: "لقد أغرقنا بشكل جماعي ليبيا في مستنقع دون ان نتمكن من تسوية الوضعية" ، وهي إدانة صريحة لعمل نيكولا ساركوزي، الذي يقف وراء العمليات العسكرية الغربية ضد نظام القذافي.

 إيمانويل ماكرون ، المتشبع بأفكار ديغول وميتران ، حاول حتى أن يتولى دور الوساطة في الأزمة، جنبا إلى جنب مع أستاذه السابق للعلوم السياسية، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليبيا غسان سلامة

وبعد شهرين من انتخابه، في 25 يوليو 2017، تمكن من الجمع في باريس بين اثنين من أطراف الصراع، المشير خليفة حفتر، سيد الشرق، وفايز السراج، رئيس وزراء حكومة الوفاق المعترف بها من قبل المجتمع الدولي ، والتي مقرها طرابلس. وتوج هذا الجهد بالحصول من الطرفين على بيان مشترك غير مسبوق.

اتفاقيات تسوية مبطلة

تبنت فرنسا على عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند استراتيجية غامضة، فبينما كانت دبلوماسيته تدعم شرعية السراج كانت وزارة دفاعه تساعد سرا المشير حفتر. غير أن انتخاب ماكرون ومرور جان ايف لو دريان من وزارة الدفاع إلى وزارة الشؤون الخارجية، أفادا أولا حفتر الذي ينظر إليه كحصن ضد فوضى الميليشيات والإسلاميين.

ولم يخف حفتر موقفه في 16 ديسمبر 2017 أنه مع ماكرون، :"الأمور أصبحت أكثر وضوحا، وأن موقفه مهم لتطوير العملية السياسية".

ولكن بإعلانه غداة ذلك عن بطلان اتفاقية المصالحة الموقعة عام 2015 في الصخيرات، أغضب حفتر أفضل حليف له في غرب البلاد. وفي 21 ديسمبر، طار لو دريان إلى مقر حفتر لـ "تفسير قوي" بعد أن أكد على "التوافق التام" مع السراج الذي التقاه بدوره.

اجتماع سري بين السراج ولودريان

وفي خضم مغامرة حفتر التي من المحتمل أن تضر بخطة الأمم المتحدة، التي تدعمها فرنسا، تمكن سلامة من إقناع باريس بالاقتراب من سلطات طرابلس.

وفي 31 كانون الثاني / يناير، كرس الاجتماع السري الذي عقد في تونس بين السراج ولودريان، الذي كان يرافق رئيسه في زيارة رسمية، إعادة التوازن نحو الغرب.

وأصبح الوجود الدبلوماسي الفرنسي مكفولا بشكل دائم الآن انطلاقا، من تونس، عبر السفيرة (المعروفة بتأييدها للسراج) وعبر الملحق العسكري وملحق الأمن الداخلي.

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة