في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي استهدف المتحف الوطني بباردو بتونس،قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش أن عدم الاستقرار في ليبيا يشكل أرضًا لتفريخ الإرهاب في تونس، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك لتشكيل حكومة وحدة في هذا البلد.الخطاب الرسمي التونسي،يسقط كل العمليات الإرهابية على الأوضاع في ليبيا ،غير أن الوقائع تثبت أن أغلب العمليات الانتحارية التي تستهدف المدنيين و قوات الجيش الليبي في بنغازي و طرابلس كانت من تنفيذ عناصر تونسية.و تشير تقديرات إلى أن الجنسية التونسية هي الأكثر تواجدا في الساحة الليبية من بين كل المقاتلين الأجانب.

أخر العمليات التي نفذها شباب تونسيون في ليبيا،كانت هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة،أسفرت عن مقتل ستة وإصابة 12 شخصًا،و استهدفت تمركزًا لقوات الجيش بمنطقة الليثي في مدينة بنغازي يوم 24 مارس الحالي، و نفذها شاب تونسي يكني "بأبي يقين التونسي" ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية – داعش. و قبله نفذ العشرات من التونسيين عمليات انتحارية في المدن الليبية. كان أخرها عملية فندق " كورينثيا" في العاصمة طرابلس في 28 يناير /كانون الثاني الماضي،التي نفذها عناصر من "داعش" بينهم شاب تونسي يكنى بأبي إبراهيم التونسي،نشر فرع تنظيم الدولة الإسلامية في طرابلس صورة له.و منتصف الشهر الحالي،أعلنت مواقع مقربة من التيار الجهادي الليبي،على شبكات التواصل الاجتماعي،مقتل أحمد الرويسي الجهادي التونسي المتهم باغتيال المعارضان،شكري بلعيد و محمد البراهمي ،في معارك بين قوات "فجر ليبيا" و "تنظيم الدولة الإسلامية – داعش"،دون وجود أي تأكيدات رسمية.

في يناير الماضي،نشر حساب تابع لتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية برقةعلى تويتر،صوراً لشبان تونسيين أسماهم "استشهاديو الخلافة في ملاحم بنغازى" و قال إنهم قتلوا خلال عمليات انتحارية في مدينة بنغازي ،شرقي ليبيا.و هم : أبو إبراهيم التونسي ، أبو أسوة التونسي ،أبو حفص التونسي قام بالعملية الانتحارية التي استهدفت معسكر كتيبة 36 التابع لقوات الصاعقة الليبية، أبو طلحة التونسي منفذ عملية انتحارية على مطار بنينا العسكري ، أبو مسلم التونسي. و في أكتوبر/تشرين الأول 2014 الماضي،سقط أكثر من عشرة شبان تونسيين ،ينتمون لتنظيم أنصار الشريعة الليبي قتلى في معارك مختلفة في بنغازي.بينهم خمسة شبان من مدينة الرمادة التابعة لولاية تطاوين،أقصى الجنوب الشرقي التونسي.و في نفس الفترة،منتصف شهر أكتوبر،سقط الشاب التونسي،بلال السعدي (23 سنة) ينحدر من مدينة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان ( وسط )في حادث انفجار سيارة مفخخة بمدينة بنغازي.

و في السياق ذاته،لقي الشاب التونسي، عبد الناصر السعداوي ،المتحدر من بلدة "الورسنية" إحدى ضواحي مدينة بنقردان الحدودية،حتفه في يوليو 2014 الماضي في مدينة درنة شرق ليبيا خلال قصف جوي شنته طائرات الجيش الليبي. ففي بداية أكتوبر 2014 الماضي،قتل الشاب التونسي،علاء العبار (19 سنة) في عملية انتحارية استهدفت مطار بنينا في مدينة بنغازي،و كان العبار يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" و يكني "أبو طلحة التونسي".بشير مرساني (24 سنة) أصيلة مدينة ماطر التابعة لمحافظة بنزرت.تونسي اخر قتل في معارك مع قوة درع ليبيا الوسطى،التابعة لقوات فجر ليبيا.في بلدة العامرة قرب النوفلية.ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية –داعش ،يعتقد أنه قتل في نفس المعركة التي قتل فيها أحمد الرويسي.

و في أغسطس 2013،نشر الناشط الليبي ، معاوية الورفلي، على الفيسبوك، مقطعي فيديو لتونسيين احتجزهما السكان المحليون في منطقة درنة وكانا قد خضعا للاستجواب لاحقاً. و يوفر مقطعا الفيديو معلومات مذهلة حول «أنصار الشريعة في ليبيا» وأنشطتها غير المعلنة إلى جانب شبكات التيسير المرتبطة بالحرب في سوريا. ، يرجح أنهما صُوِّرا في أواخر ربيع أو أوائل صيف 2012 الأمر الذي يبرز أن جماعة «أنصار الشريعة في ليبيا» كانت نشطة جداً في تلك المرحلة في تدريب المقاتلين للقتال في سوريا، وفق تقرير نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في وقت سابق.