عمدت عناصر من بوكو حرام إلى ذبح عشرات من المدنيين و إشعال النيران في عدد من البيوت في مدينة "فوتوكول" أقصى شمالي الكاميرون التي كانت أحكمت السيطرة عليها صبيحة إربعاء اليوم، بحسب مصادر عسكرية وأمنية كاميرونية للأناضول.

كما رجح المصدر ذاته أن يكون المهاجمون قد قاموا بإحراق مسجد المدينة الواقع على مقربة من الحدود مع نيجيريا.

من جانبه، بدأ التحالف التشادي الكاميروني منذ الساعة 12 من ظهر اليوم (11 تغ) محاولات لاستعادة السيطرة على المدينة، عبر قصف مواقع لبوكو حرام في فوتوكول انطلاقا من أطراف البلدة، بحسب مصادر أمنية للأناضول.

واندلع هجوم مقاتلي بوكو حرام على "فوتوكول انطلاقا من الساعة الخامسة من صباح اليوم (الساعة 4 غرينتش)، بعد فرارهم في وقت سابق من ذات اليوم من هجمات الجيش التشادي في "غامبورو" البلدة الواقعة شمالي نيجيريا التي لا يفصل بينها وبين "فوتوكول" سوى جسر.

وعقب المعارك الضارية التي دارت رحاها بين القوات التشادية والكاميرونية من جهة، وعناصر تنظيم بوكو حرام من جهة أخرى، تمكنت الأخيرة من السيطرة على الجسر الواقع على نهر "البايد" (فوتوكول، على الجانب الكاميروني) الذي يمثل خط الإمدادات الرئيس للقوات التشادية ما اجبر الأخيرة على التراجع من المدينة.

وفي أعقاب ذلك، ارتكبت عناصر تنظيم بوكو حرام صنوفا من الانتهاكات بحق السكان وقتلت من بينهم العشرات، كما عمدت إلى إحراق البيوت عقابا للأهالي على موقفهم المناهض لهم، بحسب مصدر أمني للأناضول، رجح أيضا إحراق المسجد الكبير بالبلدة، دون أن يؤكد ذلك بشكل قطعي.

وأوضحت ذات المصادر أن تراجع القوات التشادية والكاميرونية التكتيكي مرده انقطاع الذخيرة عنها كما أشار إلى مقتل 3 جنود كاميرونيين و 10 جنود تشاديين خلال المعارك.

وتابعت أنه "مع حوالي الساعة 11 (س 10 تغ)، أقلعت طائرات من ماروا (أكبر مدن الشمال الكاميروني) تحمل إمدادات من الذخيرة والقذائف معدة للتحميل في طائرة من دون طيار مهمتها قصف مواقع بوكو حرام، في محاولة لإخراجهم من فوتوكول".

وقال مصدر عسكري كااميروني مفسرا سيطرة بوكو حرام على المدينة أن بوكو حرام من المحتمل أنها استفادت من تعزيزات مصدرها الطوارق، ما سهل عملية الولوج و السيطرة على المدينة.

و بشأن ذلك، أشار المصدر: "من الواضح أن بوكو حرام لم تأت من نيجيريا في وضع فرار أو للجوء إلى فوتوكول، بل إنها قدمت للسيطرة على المدينة. لقد كانوا على أتم الاستعداد، وقد لاحظ رجالنا تواجد مقاتلين من ذوي البشرة الفاتحة في صفوف بوكو حرام.".

وأضاف: "لهجة هؤلاء الأشخاص، فضلا عن معلومات أخرى لديهم بحوزة الجيش الكاميروني، تشير إلى أن بوكو حرام قد استفادت من تعزيزات من المرتزقة، من المحتمل أنهم من الطوارق".

ولم يصدر عن الجانب الكاميروني أي رد فعل رسمي على الحادثة، إلى حدود الساعة 12 و 40 دقيقة بتوقيت غرينيتش.

وباحتساب ضحايا اليوم، ارتفع عدد القتلى من الجانب التشادي إلى 19 جنديا ، فيما بلغ عدد ضحايا الجنود الكاميرونيين إلى 3 ، بينما بلغ عدد القتلى في صفوف بوكو حرام 223 شخصا على الأقل، و ذلك منذ اندلاع المواجهات العنيفة الإربعاء الماضي، في حصيلة حصرية للأناضول مصدرها جهات أمنية وعسكرية كاميرونية.