سيطر مسلحون من جماعة "بوكو حرام"، على بلدة جديدة بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، إثر هجوم أمس الأثنين، أسفر عن سقوط عدد من القتلى ونزوح جماعي، بحسب شهود عيان.

وأفاد سكان محليون في بلدة "داماساك" الواقعة في ولاية "بورنو"، إن البلدة سقطت في أيدي مسلحي "بوكو حرام" الذين اجتاحوا المنطقة صباح أمس الإثنين.

وفي حديث لوكالة الأناضول في أعقاب الهجوم، قال إدريسا بابو، الذي كان من بين مئات السكان الذين فروا من البلدة: "سقطت داماساك في أيدي المسلحين بعد أن تنكروا في هيئة تجار ودخلوا السوق".

وأضاف: "عندما تسللوا إلى السوق بدأوا في إطلاق النار في الهواء، ما أدى لمقتل العديد من أبناء شعبنا، وفرار الكثيرين"، مشيرا إلى أن السكان الفارين انتشروا في اتجاهات مختلفة عندما جاء المهاجمون.

من جهته، أكد "داودا نالاه"، وهو عضو في لجنة حماية مدنية أهلية، وقوع الهجوم على داماساك، التي قال، إنها سقطت بسبب غياب تعزيزات الجيش.

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول أن : "عدد قليل من الجنود وبعض من رجالنا صدوا المهاجمين يوم الجمعة الماضي عندما هاجموا داماساك للمرة الأولى، وقتلنا حوالي 10 منهم".

وأشار إلى أن أعداد قوات الجيش وعناصر لجان حماية المتحالفة معها لا تضاهي قوة نيران المسلحين.

وتابع نالاه : "جاءوا أمس الإثنين بأعداد ضخمة، لكننا لم ندرك حتى أنهم قد تسللوا إلى البلدة من خلال السوق".

ومضى قائلا: "في حين أطلق بعضهم النار في السوق، انشغلنا بالاشتباك معهم، قبل أن يصل فجأة تعزيزات من المسلحين بأعداد كبيرة، ما أدى إلى تغير قواعد اللعبة في صالحهم".

ووفقا لنالاه، قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في هجوم الإثنين، "معظمهم من القرويين الذين كانوا في مرمى النيران".

و"داماساك"، وهي بلدة صيد صغيرة قرب الحدود التي يسهل اختراقها مع دولة النيجر، وتعد أحدث بلدة تسقط في يد "بوكو حرام" في المنطقة الشمالية الشرقية على الرغم من أن الجيش استعاد السيطرة تدريجيا على بعض الأراضي التي استولت عليها الجماعة في وقت سابق.

وما زالت "بوكو حرام" تمثل تهديدا أمنيا كبيرا لنيجيريا، التي تستعد لإجراء الانتخابات العامة المقررة في فبراير/ شباط عام 2015، وسط شكوك بشأن إمكانية إجراء الانتخابات في بعض المناطق المضطربة في ظل تهديد هجمات المتشددين.

ولم يصدر تعقيب فوري من جانب السلطات النيجيرية بشأن ما ذكرته المصادر حول الهجوم على البلدة الذي يأتي في وقت يسعى فيه الرئيس غودلاك جوناثان لتمديد حالة الطوارئ في ولايات "بورنو"، و"أداماوا"، و"ويوبي"، شمال شرق البلاد التي تعد الأكثر تضررا من تمرد "بوكو حرام".

ومن المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) النيجيري على طلب الرئيس في وقت لاحق اليوم، على الرغم من أن مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) قد سبق ورفض طلب الرئيس نشر قوات لقتال الجماعة المسلحة.