يبدو أن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على جماعة "بوكو حرام" معقّدة وليست سهلة، إذ يصعب تعقب أنشطة هذه الجماعة خصوصاً وأنها تعمل خارج النظام المصرفي، وتستخدم أفراداً في نقل الأموال وتعتمد على مصادر تمويل محلية في غياب تام للعلاقات المالية الدولية.

ولهذا السبب، لم يسفر التعاون المشترك بين الولايات المتحدة ونيجيريا في إطار جمع المعلومات عن أي نتيجة، الأمر الذي حدّ من إمكان اتخاذ وزارة الخزانة الأميركية إجراءات تضعف الجماعة مثل العقوبات المالية. 

وعلى الرغم من أن وزارة الخزانة الأميركية رصدت أدلّة على تلقي "بوكو حرام" دعماً مالياً من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب  العربي"، إلا أن مسؤولين على معرفة عميقة بمصادر هذه الجماعة المالية، يقللون من أهمية الدعم ويعتبرونه "محدوداً وغير مهم".

وتجني " بوكو حرام"  ملايين الدولارات من عمليات  خطف شخصيات بارزة، فهي تتلقى مبلغ مليون دولار مقابل إطلاق سراح كل ثري نيجيري تخطفه. وتقول مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية ليندا توماس غرينفيلد إن " بوكو حرام" تعيش على أنشطة إجرامية مربحة جدا تشمل عمليات الخطف."

بالإضافة إلى الخطف، ترجّح الأوساط النيجيرية أن "بوكو حرام" تتلقى الدعم من المتعاطفين معها دينياً داخل البلاد ومنهم بعض المهنيين الأثرياء وبعض سكان شمال البلاد الذين يبغضون الحكومة على الرغم من الإفتقار إلى الأدلة التي تثبت هذا الزعم.

هذا من جهة التمويل ، أما من جهة الأسلحة المستخدمة فإن الجماعة المتشددة التي أصبحت أغنى من أي وقت مضى، فتستخدم أسلحة تقليدية خفيفة وبالتالي هي لا تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة، الأمر الذي يجعل عمليات التعقب ورصد أموال المجموعة، إن نجحت، لا طائل منها وفق ما يؤكد مسؤولون أميركيون ونيجيريون حاليون وسابقون.

ولا يقتصر الأمر على صعوبة التعقب والرصد ولا على استخدام أسلحة خفيفة بل يتعداه إلى وسائل الإتصال، إذ يؤكد مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن القيادة الداخلية لـ"بوكو حرام" تتمتع بالدهاء الأمني ليس فقط في طريقة نقلها الأموال لكن أيضا في اتصالاتها واعتمادها على التواصل وجها لوجه تفادياً لإمكان اعتراض الرسائل أو المكالمات المتبادلة.

 

*نقلا عن الحياة