أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، عن أن الهجوم الذي شنته جماعة بوكو حرام على داماساك، المدينة الواقعة شمال شرق نيجيريا، على الحدود مع النيجر، أجبر ثلاثة آلاف شخص على الفرار إلى النيجر بعد سقوط خمسين قتيلا.

وقال أدريان إدواردز، الناطق باسم المفوضية التي تتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقرا لها، إن “فريقنا في ديفا بالنيجر يقول إن الناس ما زالوا يصلون من نيجيريا”، وفقا لوكالة الصحافة الفـرنسية.

وأوضح أن معظم النازحين ينتظرون مراكب ليعبروا نهر “كامادوغو يوبي” الذي يفصل بين البلدين في حين يحاول بعضهم عبوره سباحة، مشيرا إلى أن السكان المحليين تحدثوا عن حصول حوادث غرق، على حد قوله.

ويتزامن هذا مع إعلان الجيش عن مقتل 35 شخصا بينهم 5 جنود، شمال البلاد، في انفجار ناتج عن عبوة ناسفة، مساء أمس الأول.

وكانت جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة قد استولت، الاثنين الماضي، على مدينة داماساك بعد أن تسلل مسلحوها إلى هذه المدينة الواقعة على بعد نحو مائة كلم من الضفة الغربية لبحيرة تشاد، متنكرين كتجار ويخفون أسلحتهم في حزم البضائع.

ولم تعلن أبوجا حينذاك حصيلة الهجوم بدقة لكن مسؤولين محليين في البلدة، قالوا إنه أوقع العديد من القتلى والجرحى.

ويشير مراقبون إلى أن، شمال نيجيريا، يشهد أزمة غير معهودة بسبب الأسلوب الذي تنتهجه هذه الحركة وربما يتفاقم الوضع أكثر ما قد يتسبب في كارثة إنسانية حقيقية مع تواصل غياب سيطرة سلطات البلاد على المناطق التي يتحكم فيها مسلحو بوكو حرام.

ومنذ مايو من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات بورنو ويوبي وأداماوا في شمال شرقي البلاد بهدف الحد من خطر بوكو حرام التي بات يتنامى في غياب استراتيجية واضحة من أبوجا لمكافحته.

وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت الجماعة التي بايعت زعيم “داعش” على العديد من البلدات والقرى في تلك الولايات معلنة إياها جزء ممّا تصفه بـ”أرض الخلافة الإسلامية”.

وجدير بالإشارة أن أكثر من ستة ملايين نيجيري على الأقل شرّدوا من مساكنهم منذ أن بدأت الجماعة حملتها العنيفة في العام 2009، وذلك وفقا لتقارير دولية.