يبدو أن العلاقة بين البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي لكرة القدم ولاعبه بول بوغبا بلغت من التوتر نقطة اللاعودة، بعد سحب صفة "القائد الثاني" للفريق من الفرنسي المتوج قبل شهرين بلقب مونديال 2018 مع منتخب بلاده.

الصدام الأخير بينهما أكده المدرب البرتغالي مساء الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 بعد الخروج المفاجئ لمانشستر يونايتد أمام دربي كاونتي بركلات الترجيح في كأس رابطة الأندية الإنكليزية، ويأتي بعد أشهر من توجيه مورينيو انتقادات لأداء لاعبه، وبعد أيام من انتقاد بوغبا لأسلوب اللعب الدفاعي للفريق.

وقد تابع بوغبا مباراة الأمس من المدرجات بعدما أبقاه المدرب خارج التشكيلة لسبب معلن هو إراحته، إلا أن مشاركة غالبية أساسي الفريق في مباراة الأمس، طرحت أيضا أسئلة عن وجود أسباب مضمرة لإبعاد اللاعب البالغ من العمر 25 عاما.

ويوم الأربعاء، نشرت قناة "سكاي سبورتس" البريطانية شريطا مصورا من التدريب الصباحي للنادي، بدت فيه الأجواء متوترة بين بوغبا والمدرب.

فبعيد وصول بوغبا إلى التمرين وتحيته الجهاز الفني، بدا أن مورينيو توجه إليه بالحديث، ليرمقه اللاعب بعدها بنظرات حادة وسط ارتسام معالم غضب على وجهه، قبل أن يبدأ بالرد على ما قاله مورينيو. وانضم بوغبا إلى زملائه في التمرين، من دون أن يتوقف عن الجدل أو يخف توتره.

وتعود بوادر التوتر بين مورينيو واللاعب الذي عاد إلى يونايتد في صيف 2016 من يوفنتوس الإيطالي مقابل 105 ملايين يورو (جعلت منه في حينها أغلى لاعب في العالم)، إلى أواخر الموسم الماضي، حين بقي لاعب خط الوسط على مقاعد البدلاء وغاب عن أكثر من مباراة.

إلا أن بوغبا بدأ هذا الموسم بتقديم أداء يبرر هذا المبلغ الذي دفع للتعاقد معه، وذلك بعد مشاركته الفاعلة في تتويج المنتخب الفرنسي في مونديال روسيا 2018، باللقب الثاني في تاريخه في نهائيات كأس العالم.

ومنح مورينيو بوغبا شارة القيادة أكثر من مرة في الموسم الجديد في غياب القائد الأساسي الإكوادوري أنطونيو فالنسيا، وأدلى بتصريحات إيجابية حياله، لاسيما لجهة الحديث عن انعكاس لقب كأس العالم على أدائه.

لكن يبدو أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت التصريحات التي أدلى بها بوغبا في نهاية الأسبوع الماضي بعد التعادل 1-1 مع ولفرهامبتون في المرحلة السادسة من الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ قال اللاعب "كنا نلعب على أرضنا وكان يتعين علينا أن نلعب بطريقة أفضل ضد ولفرهامبتون".

ونشرت صحيفة "تايمز" الإنكليزية أن مورينيو أبلغ بوغبا يوم الثلاثاء أمام زملائه، أنه لن يحمل شارة القيادة مجددا لأنه "لا يمثل ما يجب أن يكون عليه القائد، ومانشستر يونايتد هو أكبر من الجميع".

وأكد مورينيو جانبا من التقارير الصحافية التي تتالت ليس أمس، بقوله بعد المباراة ضد دربي كاونتي "الحقيقة الوحيدة هي أنني قررت عدم منح بول صفة القائد الثاني للفريق بعد الآن. أنا المدرب واتخذ هذه القرارات".

وشدد على أن "لا مشكلة على الإطلاق" مع اللاعب.

وخلافات مورينيو مع اللاعبين البارزين في الفرق التي يدربها ليست جديدة، إذ سبق أن حصل ذلك مع حارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس مع ريال مدريد، وفي تشلسي مع الإسباني خوان ماتا، لاعب يونايتد حاليا.

كما أن خلاف المدربين مع اللاعبين في "الشياطين الحمر" ليس جديدا، وحصل مرارا خلال العهد المديد للمدرب الأسكتلندي "السير" أليكس فيرغوسون، لاسيما مع النجم ديفيد بيكهام والهولندي رود فان نيستلروي.

الرحيل إلى برشلونة؟ 

في أعقاب الخلاف المستجد، أعادت الصحف الإنكليزية طرح الأسئلة حول احتمال رحيل أحد الطرفين عن النادي، لاسيما وأنها كانت قد أوردت في الأسابيع الماضية، تقارير عن رغبة بوغبا بالرحيل إلى برشلونة الإسباني، وحتى أن الأخير تقدم بعرض لضمه، قوبل بالرفض إنكليزيا.

إلا أن الأسئلة تطرح أيضا عن مصير مورينيو نفسه، في ظل البداية المتعثرة للنادي محليا هذا الموسم، إذ خرج بشكل مبكر من كأس الرابطة، ويجد نفسه في الدوري الممتاز في المركز السابع فقط بعد ست مراحل على انطلاق الموسم الجديد، بفارق ثماني نقاط عن المتصدر ليفربول.

وعلى رغم أن الانتقال في الشتاء إلى برشلونة قد يبدو خيارا منطقيا في حال عدم تحسن العلاقة، تشير الصحف إلى أن "عاملا حاسما" في هذه القضية قد يكون نائب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي إد ووردود، الإداري الصارم الذي يتحكم بمفاصل النادي المملوك من عائلة غلايزر الأميركية.

ونشرت الصحف الإنكليزية تقارير عدة عن اتجاهات إدارة النادي حاليا، ففي حين أشار بعضها إلى أن وودورد لا يحبذ التخلي عن أبرز نجوم الفريق، تحدث البعض الآخر عن دعم الإدارة لمورينيو في هذه القضية.

وفي تصريحاته بعد مباراة مساء الثلاثاء، قال مورينيو إن "(تقديم) 95 بالمئة لا يكفي عندما يقدم الآخرون 101 بالمئة"، ما فسر على أنه انتقاد لبوغبا.

وركزت مختلف وسائل الإعلام الرياضية يوم الأربعاء على احتمال رحيل بوغبا، وسط وجهة مرجحة هي النادي الكاتالوني.

وكتبت صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية ومقرها مدينة تورينو يوم الأربعاء أن "بوغبا متلهف للرحيل، واذا كان الأمر يعود اليه، لكان حزم حقائبه اليوم. بدأ العد العكسي. ما زال هناك 97 يوما لفترة الانتقالات الشتوية".