قال ممثّلون عن منظمات المجتمع المدني في بوروندي، إنّ المظاهرات التي اندلعت صبيحة اليوم الأحد، احتجاجا على ترشّح الرئيس بيير نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة وصفوها بـ "غير دستورية"، ستستأنف يوم غد الإثنين، وستمتدّ على كامل الأيام المقبلة، إلى حين سحب ترشّح الرئيس المغادر.

وفي تصريح للأناضول، قال فيتال نشيميريمانا، الممثل القانوني لـ "منتدى تعزيز المجتمع المدني" (يضم منظمات المجتمع المدني في بوروندي)،  إنّ "الاحتجاجات توقّفت في حوالي منتصف نهار اليوم الأحد (تغ)، غير أنها ستستأنف يوم غد الاثنين، وكامل الأيام المقبلة، إلى حين يقرّر السيد نكورونزيزا سحب ترشّحه للإنتخابات الرئاسية المقبلة".

وأضاف: " أدعو جميع الآباء البورونديين إلى عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس يوم غد، لأنّه سيكون يوم التعبئة الحاشدة"، معربا عن تعاطفه "مع عائلات الضحايا والجرحى".

ووفقا للمعارضة البوروندية، فإنّ المواجهات التي جدّت اليوم، في العديد من ضواحي العاصمة بوجمبورا، بين المحتجيّن وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة عشرات آخرين بجروح، فيما تحدّثت مصادر أخرى من المجتمع المدني عن حصيلة بـ 3 قتلى، بينما لم تفصح السلطات البوروندية عن أي حصيلة حتى الساعة (18 تغ).

وفي سياق متصل، أكّد الأمين العام لحزب "القوى الوطنية للتحرير" المعارض، أدولف بانييكوا، للأناضول، نبأ اختطاف فرانسوا بيزيمانا، وهو أحد الناطقين باسم التحالف السياسي المستقل "أمل البورونديين"، من "قبل مجهولين".

وعلاوة على ذلك، انقطع البثّ على 3 محطات إذاعية خاصة هي "بونيشا أف. أم"، و"راديو إيسانغانيرو"، و"الإذاعة الإفريقية العامة"، وذلك بقرار حظر من السلطات، بحسب ما أفاد به المسؤولون عنها في تصريحات متفرّقة للأناضول.

وأعلنت قوى معارضة ومنظمات المجتمع المدني في بوروندي، أمس السبت، أنّها ستنزل إلى الشوارع، احتجاجا على الإعلان الرسمي لترشح الرئيس البوروندي لولاية رئاسية ثالثة، وهو ما حصل، حيث أفاقت العاصمة البوروندية، اليوم الأحد، على مظاهرات حاشدة شملت العديد من الأحياء، بحسب شهود عيان للأناضول.

ويأتي ترشّح نكورونزيزا لولاية ثالثة، في خضم سياق سياسي بالغ التوتر، ينذر بتصعيد محتمل، خصوصا في ظلّ الاحتجاجات المناهضة لولاية ثالثة للرئيس الحالي، والتهديد بانفجار الوضع من قبل المجتمع المدني، حيث أكّد بيير كلافر مبونيمبا، وهو إحدى الوجوه البارزة والناشطة ضمن المجتمع المدني البوروندي، في تصريح للأناضول بوقت سابق، إنّه "بمجرّد أن يعلن نفسه (الرئيس) مرشّحا، فسننزل إلى الشوارع، وستكون بداية حرب عامة في بوروندي".

ويفصل بوروندي، شهران عن تنظيم انتخاباتها الرئاسية (مقررة في يونيو/ حزيران المقبل)، وهي فترة انتظار ستبدو طويلة على الرئيس نكورونزيزا الذي يحكم البلاد منذ 10 سنوات، ويتهدده غضب شعبي بعد أن توعدت أطياف كبيرة من المجتمع المدني بالنزول إلى الشارع.