رأى المرشح الرئاسي سليمان البيوضي، أن ثمة رأي عام بين أبناء الشعب الليبي يدفع نحو إنهاء حالة الجمود السياسي والصدام المسلح والخروج نحو فضاءات أوسع تكون الديمقراطية فيها أساسا للتغيير.

وقال البيوضي في حواره مع "بوابة إفريقيا الإخبارية"، "لقد اختار الليبيون المسار السلمي وآن الأوان لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ليبيا بحاجة لمشروع للبناء والتحديث ووقف انزلاقها للقاع... وإلى نص الحوار:

-الليبيون اختاروا المسار السلمي وآن الأوان لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم.

-ليبيا بحاجة لمشروع للبناء والتحديث ووقف انزلاقها للقاع. 

-سيادة ليبيا واستقلالها ووحدتها خطوط حمراء. 

-تحقيق المصالحة في ليبيا ليس صعباً ويحتاج لقيادة رشيدة تستوعب الاختلافات.

-سنضرب بيد من حديد كل شبكات التهريب والجريمة المنظمة وسنقطع يدها. 

-الفساد كان السبب الرئيس في انهيار ليبيا وتدميرها.

-آن الأوان لليبيا جديدة.

بداية.. ما أسباب ودوافع ترشحكم للانتخابات الرئاسية؟

لا أعرف كيف أفسر كلمة أسباب أو دوافع فالعمل السياسي واقع متغير وله ديناميكياته المختلفة، والموقف فيه أو الحركة تحددها طبيعة وجودك السياسي وفريقك الذي تعمل معه، وهذه التحولات هي من تفتح المسارات أمامك لاختيار الموقع الملائم لتنفيذ رؤيتك، والسياسي يجب أن يستعد دائما للحظة، وأن يمتلك الإرادة الصلبة ويتحلى بروح المبادرة، ونحن كفريق نعتقد بأنه قد آن الأوان لنبدأ مرحلة جديدة.

98 مترشحاً للانتخابات الرئاسية، في أي سياق تقرأ هذا التنوع الكبير والضخم في أعداد المترشحين للرئاسة؟

هذه الكثافة في الترشح يقابلها كثافة في سحب البطاقات الانتخابية، إذا ثمة رأي عام يدفع نحو إنهاء حالة الجمود السياسي والصدام المسلح والخروج نحو فضاءات أوسع تكون الديمقراطية فيها أساسا للتغيير، لقد اختار الليبيون المسار السلمي وآن الأوان لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم.

بماذا يتميز "سليمان البيوضي" عن المرشحين الآخرين؟

لا يوجد شيء اسمه تميز، هناك مواصفات متباينة بين الأفراد ويجب أن نتوقف عن تقييم الحياة السياسية في ليبيا بالشخوص، وننتقل لتقييم المشاريع والرؤى ومدى جديتها وقدرتها على تعديل المسارات الوطنية، فليبيا بحاجة لمشروع للبناء والتحديث ووقف انزلاقها للقاع، ومن يملك المشروع الوطني الجامع يجب أن يمتلك الإرادة والحزم للتنفيذ. 

ماذا عن رؤيتكم أو برنامجكم الانتخابي لمعالجة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

لدينا المشروع المتكامل وسينشر في الوقت الذي يسمح فيه القانون ببدء الدعاية الانتخابية.

ما الثوابت التي يؤمن بها "سليمان البيوضي"؟

-التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة.

-الفساد والفاسدين أعداء الأمة الليبية. 

-سيادة ليبيا واستقلالها ووحدتها خطوط حمراء. 

-من حق الليبيين أن يتمتعوا بموارد ثروات بلدهم.

وفقاً لصلاحيات رئيس الدولة سيختار الرئيس المنتخب رئيسا للحكومة ونائبه من إقليمين مختلفين، كيف ستختارهم وما هي أوليات الحكومة؟

الخيار سيكون على أساس الكفاءة ونظافة اليد، والقدرة على تنفيذ مشروع الآلية الليبية لتوزيع موارد الثروات وتعزيز السلطة المحلية كبديل عن الإدارة المحلية.

وسيكون شعارنا "التعليم أولاً"، فصلاح الأمم في التعليم ونشر الوعي وأول ما نزل على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (اقرأ)، لذا فإن التعليم أولوية وسيكون العمل متزامنا مع بقية الملفات دون أدنى شك، فتحرير المواطن من الخنق الاقتصادي سيكون أساساً لتحقيق كل النجاحات الملهمة وواثقون من قدرتنا على الإنجاز.

في نقاط مختصرة.. ما مقترحاتكم لكل من الملفات التالية:

-تحقيق المصالحة الوطنية:

كنت رئيسا لمبادرة الحوار المجتمعي وصنع السلام في يناير 2015 وقد أقمنا هذا اللقاء الذي ضم قادة مجتمعين لأطراف القتال في ليبيا وقد نجحنا في تحقيق الكثير من المصالحات الأفقية وتبادل الأسرى وتحقيق هدنة ميدانية، رغم توقف المسار السياسي للحوار الأممي حينها، وهي تجربة وددت بالحديث عنها التأكيد بأن تحقيق المصالحة في ليبيا، ليس صعبا ويحتاج لقيادة رشيدة تستوعب الاختلافات وقادرة على تحقيق الحد الأدنى من المطالب المشروعة لدى المتضررين دون أن تمس بقيم الدولة وكيانها. 

-توحيد مؤسسات الدولة:

ذهاب الليبيات والليبيين لصناديق الاقتراع موحدين هو الشرعية الحقيقية لرغبتهم في توحيد المؤسسات ولن يستطيع أحد تعطيل المسار الوطني، وستكون كل المؤسسات موحدة.

-إجلاء القوات المرتزقة:

لا لجندي أو مرتزق أجنبي في ليبيا وعليهم أن يستعدوا للمغادرة لن تكون ليبيا أرضاً ملائمة لهم، فنحن أمة مقاومة. 

-إعادة بناء جيش موحد ودمج التشكيلات المسلحة:

هناك مسار عسكري يحقق منجزات مهمة وسندعم خطواتهم ونطبق رؤيتهم فأهل مكة أدرى بشعابها، وسنطلب منهم وضع الخطط الإستراتيجية لحماية حدودنا من خلال الجيش الوطني، ويجب أن تكون مدننا تحت حماية الأجهزة الأمنية والشرطية، مع وجود قوى رادعة لأي محاولات لإحداث الفوضى والإرباك، ولذا يجب ألا نحاول اختراع العجلة وأن ندفع بما تحقق ونعطيه المساحة لتحقيق الإنجاز. 

-ملف المهجرين والنازحين:

هذه قضية طال زمنها وآن الأوان لإنهاء المعاناة، ولدينا البدائل العملية والتي ستكون منشورة ضمن البرنامج الانتخابي.

-ملف الهجرة غير الشرعية:

هذا ملف شائك ويحتاج حزمة من الإجراءات، بداية نحن بحاجة لتوفير الأمان والرعاية اللازمة للمستضعفين منهم ومن يتعرضون لانتهاكات مرعبة وجسيمة، نحن بحاجة أيضا لوصول التنمية لداخل الدول المغلقة وما بعدها وأن تنخرط بشكل إيجابي في التنمية المستدامة وأن يتم توظيف إمكانياتها ضمن مشروع واسع يعزز الأمن والسلم والاستقرار الدولي. 

أما وطنيا فالحل يبدأ من الحدود وينتهي بحصر كل العمالة الوافدة والهجرة غير الشرعية، وإعادتهم لدولهم بشكل آمن ووفق خطة واضحة يشترك فيها الجميع لوجستياً فالتكلفة ستكون كبيرة، فملف الهجرة غير الشرعية يؤرق كل دول المنطقة، وليبيا كبلد عبور ومستقر تضررت كثيراً من هذا الوضع والمواطن الليبي يدفع ثمن بقاء الأجنبي على أرضه من قوت يومه، وما بين الحدود والحصر سنضرب بيد من حديد كل شبكات التهريب والجريمة المنظمة وسنقطع يدها. 

-إعادة الإعمار:

لدينا آلاف المشاريع المتوقفة في كل المجالات، ولدينا أزمة سكن للشباب والعائلات وآن الأوان لتفعيل المشاريع وإنهائها فوراً لتوزيعها على المواطنين، وسيكون هذا الملف مصحوباً بتنفيذ مشاريع إستراتيجية كبرى تتعلق بشبكات الطرق والبنية التحتية وخطوط النقل الجوي والبحري، فعشر سنوات من الانهيار والتردي كانت كفيلة بتدمير كل شيء وآن الأوان للعودة من جديد.

-ملف القضاء على الفساد الداخلي:

الفساد كان السبب الرئيس في انهيار ليبيا وتدميرها، وتحول الافتراس والنهب لجزء من الحياة اليومية، واختفت الطبقة الوسطى تقريباً ودمر المجتمع المحلي وهو يدفع الثمن باهظاً حيث تم تفقيره وتهميشه وسرقت مدخراته، وأغرق في وحل الصراعات على الغنيمة، وقد آن الأوان لإنهاء هذه الممارسات ولدينا الوسائل الممكنة.

-الأموال الليبية المجمدة بالخارج:

سنستعيدها بعد أن نسقط البند السابع عن ليبيا ونستعيد استقلالنا الوطني.

-ما رؤيتكم فيما يتعلق بسياسية ليبيا الخارجية المستقبلية وعلاقتها ببعض الدول التي تسببت في أزمتها خلال المرحلة الراهنة؟

ليس أمامنا إلا سياسة خارجية ملتزمة وصارمة تهدف بالمقام الأول لتحرير ليبيا من البند السابع، كل الدول التي ستسهم في هذه الخطوة هي شريكتنا للمستقبل بغض النظر عن تدخلاتها السابقة، فقد آن الأوان لليبيا جديدة.

في الختام.. ما رسالتكم للناخبين في هذه المرحلة؟

استعادة ليبيا وانطلاقتها تبدأ باستلام بطاقاتكم والذهاب للتصويت بكثافة، وعليكم أن تصوتوا لأنفسكم في اللحظة الحاسمة، فقد آن الأوان لليبيا جديدة ومعا نستطيع عبور المستحيل.