القاهرة – اشرف محمد

بالتزامن مع شن اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ يوم الجمعة هجوما عسكريا على المجموعات الإسلامية المسلحة في بنغازي وشرق ليبيا، أشارت تقارير إلى أن عملية "كرامة ليبيا" انطوت على قوة مبدئية تقدر بحوالي 8 آلاف جندي من القوات البري بالجيش الليبي، إلى جانب دعم جوي، وقد أسفرت عن مقتل العشرات من الأشخاص.

ولفت بهذا الخصوص موقع "فايس نيوز" الإلكتروني إلى أن اللواء حفتر تصرف بشكل منفرد، دون الحصول على موافقة من الحكومة، ما أدى لصدور إدانات قوية وواسعة من جانب الحكومة في طرابلس.وأضاف الموقع أن رئيس الوزراء الليبي المكلف، عبد الله الثني، ظهر على شاشات التلفزيون ليدين العملية التي قام بها حفتر، من منطلق أنها تشكل اعتداءاً على شرعية الحكومة. فيما دعا مسؤولون آخرون، من بينهم عبد السلام جاد الله، الميليشيات الإسلامية غير النظامية في بنغازي بمحاربة قوات حفتر، مشيراً للميليشيات باعتبارها الجيش الوطني.

ورغم الدعم الشعبي الكبير الذي حظيت به تحركات حفتر، إلا أن كثيرين من العاملين في حكومة طرابلس أبدوا تخوفهم من نواياه، لدرجة أن بعضهم مضوا لتشبيهه بالمشير المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بحكم جماعة الإخوان المسلمين في القاهرة الصيف الماضي وبات على مقربة الآن من الفوز بانتخابات الرئاسة المقبلة.وأشار الموقع من جانبه إلى أن حفتر يمتلك الطموح بكل تأكيد. فقد ظهر في خطاب مصور سبق أن تم عرضه له مطلع العام الجاري وهو يعلن اعتزامه الإطاحة بالبرلمان الليبي.

وإلى الآن، لم يظهر دليل على أن حفتر سيحيد عن نواياه التي سبق أن أفصح عنها والمتعلقة بتفكيك الميليشيات الإسلامية التي فشل المؤتمر الوطني العام بالفعل في مواجهتها والتصدي لها.ويبدو أنه قد بدأ يتصرف الآن نظرا لقيام الإسلاميين بحملة اغتيالات ضد أفراد الجيش، المخابرات والقضاء. وسبق أن شدد حفتر من قبل على حقيقة ضعف وعجز المؤتمر الوطني العام في مواجهة عنف الميليشيات وألمح إلى الحاجة للقيام بإجراءات حاسمة من أجل فرض النظام بالبلاد. ويبدو أن الميليشيات وحكومة طرابلس سيتعين عليهم الآن أن يتعاملوا مع التحركات التي يقوم بها حفتر بصورة جادة للغاية.

ومضى الموقع يشير لتاريخ حفتر الذي سبق له أن كان ضابطاً مرموقاً بالجيش إبان فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافي وأنه كان أيضاً قائداًَ كبيراً خلال فترة حرب ليبيا مع تشاد في ثمانينات القرن الماضي. وبعد اعتقاله من قبل تشاد، ذهب إلى المنفى بالولايات المتحدة عام 1987، حيث التحق بجبهة الإنقاذ الوطني لليبيا، التي تتألف من مغتربين ليبيين قضوا فترات طويلة من ثمانينات وتسعينات القرن الماضي في محاولة لقتل القذافي.

ثم أشار الموقع إلى أن حفتر عاد إلى ليبيا عام 2011 من أجل دعم ومساندة الثورة، وتم تعيينه رئيساً لأركان الكولونيل عبد الفتاح يونس، قائد القوى الثورية للمجلس الوطني الانتقالي.وأعقب الموقع بلفته إلى أن أعمال القتال التي شهدتها ليبيا قبل 3 أيام ما هي إلا الفصل الأخير في صراع القوى بين التيارات الإسلامية والعلمانية التي تمخضت عن ثورة عام 2011 والتي ما تزال قائمة منذ الأيام الأولى للانتفاضة التي نشبت ضد نظام حكم القذافي.

وقال الموقع إن من الأشياء التي تميز الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية هي أنها تضم عناصر من مجموعة كبيرة من التيارات الإسلامية. وعادت لتجثم فكرة محاربة تلك الجماعة في وقت ذروة الثورة، خلال شهر تموز/ يوليو عام 2011، حين تم اختطاف يونس من جانب أفراد كتيبة شهداء السابع عشر من شباط/ فبراير، وقيل إنه قُتِل رمياً بالرصاص لسابق دوره في قمع الجماعة الإسلامية المقاتلة قبل 15 عاماً. ثم ألقي بجثمانه المحروق، واثنين من مرافقيه، في وقت لاحق على مشارف بنغازي.

كما نوه الموقع إلى أن عملية "كرامة ليبيا" الأخيرة جاءت بعد أيام قليلة من واقعة اغتيال مدير المخابرات الليبية إبراهيم السنوسي، الذي سبق له أن كشف في لقاء تلفزيوني مباشر أن هناك مؤامرة إسلامية كبرى لا تنطوي فحسب على ميليشيات ليبية، بل تنطوي كذلك على أفراد من الحكومة الليبية، الجيش، الشرطة وأجهزة مخابرات أجنبية، وشدد في نفس المقابلة على أن الحل الوحيد لليبيين هو التوحد ضد الإسلاميين وإخراجهم من بنغازي. وختم الموقع بتأكيده على أن ضعف البرلمان الليبي وحالة الفوضى التي تعيشها البلاد سيتركون الباب مفتوحاً أمام احتمال عدم توقف طموحات حفتر عند خطوة تفكيك الميليشيات الإسلامية.