نشرت وكالة بلومبيرج للأنباء تقريرا حول الأوضاع في ليبيا من الناحيتين الاقتصادية والسياسية عبر سلسلة من الأسئلة والإجابات.

وقالت بلومبيرج مع إندلاع القتال في ليبيا على العاصمة طرابلس ارتفع خطر انقطاع إمدادات النفط من عضو أوبك، وسقطت البلاد في حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي وقتل في عام 2011. وارتفع إنتاج النفط في الأشهر الأخيرة مع استقرار السلام الهش، ولكن المعارك الأخيرة هي تذكير بأن التدفقات الخام الموثوقة تتطلب حلاً سياسياً لإنهاء ثماني سنوات من الصراع. قود يؤدي الانعكاس الواضح في الدعم الأمريكي للحكومة الليبية إلى جعل هذا الحل أقل احتمالًا.


1. لماذا اندلع القتال مرة أخرى؟

قام المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي -الذي استخدم السيطرة على موانئ النفط لممارسة ضغوط سياسية- ببتحريك جيشه غربًا نحو طرابلس قاعدة حكومة رئيس الوزراء فايز السراج المدعومة من الأمم المتحدة. بعد تشديد سيطرته في شرق ليبيا وضم الجنوب في يناير شنت قوات حفتر هجومًا مفاجئًا على طرابلس في 3 أبريل لتطهير ما يسميه الجماعات الإرهابية. وأثارت المصادمات المميتة بما في ذلك الضربات الجوية  نداءات من وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو والاتحاد الأوروبي لوقف الهجوم.


2. ما هو موقف الولايات المتحدة الآن؟


أشار الرئيس دونالد ترامب في مكالمة هاتفية مع حفتر الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة تدعم الآن هجومًا على طرابلس للإطاحة بالحكومة وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر. وتركت مكالمة سابقة من مستشار الأمن القومي جون بولتون حفتر مع انطباع بأن لديه ضوء أخضر أمريكي للتقدم في طرابلس وفقا للدبلوماسيين. وهذه الحسابات تتجاوز بيان البيت الأبيض حول مكالمة 15 أبريل بين ترامب وحفتر. وكشف البيان أن ترامب قد أضعف حكومة السراج من خلال الاعتراف ضمني بحفتر كزعيم ليبي.


3. هل يمكن لحفتر أن يسيطر على العاصمة؟


هذا غير واضح، إن قوات حفتر المتمركزة أفضل تنظيماً من المنافسين وسيطرت بسهولة على الجنوب  -بما في ذلك أكبر حقل نفط شرارة-  من خلال المفاوضات بدلاً من القتال. ومع ذلك فإن مقاومة حفتر تتعمق في طرابلس والميليشيات هناك أقوى من الجنوب. وقد تؤدي معركة السيطرة على طرابلس إلى بعض من أكثر المعارك دموية منذ الحرب الأهلية عام 2011. 


4. ماذا يعني فوز حفتر؟


ربما ليبيا موحدة تحت حكمه، ولا يسيطر حفتر بالفعل على أقوى قوة عسكرية في البلاد فحسب، بل يسيطر على أكثر من مليون برميل من النفط يومياً  -مصدر معظم دخل البلاد-. تقع مدينة الزاوية على بعد حوالي 50 كيلومتراً -31 ميلاً- غرب طرابلس، وهي موطن مصفاة تكرير رئيسية ومحطة لتصدير النفط. وإذا تولى حفتر زمام الأمور هناك فسوف يسيطر بشكل أساسي على صناعة النفط الليبية. 


5. هل تأثرت صادرات النفط؟


وحقول النفط ومحطات التصدير الرئيسية بعيدة كل البعد عن الاشتباكات. لكن التاريخ يبين أن النشاط العسكري في أي مكان في ليبيا يمكن أن يسبب تقلبات هائلة في الإنتاج. في يونيو 2018 تم تعليق شحنات ليبيا الخام لأسابيع بعد أن استحوذ حفتر على محطتي تصدير في شرق ليبيا من المؤسسة الوطنية للنفط الليبي  ومقرها طرابلس ونقلهما إلى هيئة نفط منافسة. وانخفضت الصادرات بمقدار 800 ألف برميل يوميًا، وخسرت ليبيا ما يقرب من مليار دولار قبل أن يعيد المحطات. ورفض المشترون الأجانب حتى الآن التعامل مع الشركة الشرقية وشراء النفط فقط من المؤسسة الوطنية للنفط الليبي ومقرها طرابلس.


6. كيف يؤثر هذا على أسواق الطاقة؟


ساعد الصراع المتصاعد في دفع أسعار النفط إلى ما فوق 70 دولارًا للبرميل. وكانت ليبيا تضخ 1.2 مليون برميل يوميا قبل اشتباكات طرابلس. انخفاض الإنتاج بمقدار نصف مليون برميل يوميًا علاوة على القيود المنسقة من قبل أعضاء أوبك الآخرين قد يتسبب في ارتفاع الأسعار إلى ما يزيد عن 80 دولارًا. ومصافي التكرير الأوروبيةهي أكبر مشتري النفط الليبي لذلك سيتعين عليها العثور على موردين جدد إذا تأثرت الصادرات.


7. ماذا عن الحل السياسي؟


كانت جهود الوساطة التابعة للأمم المتحدة متعثرة حتى قبل أن تغير الولايات المتحدة موقفها. واتهم السراج حفتر بالتراجع عن وعوده بالعمل على التوصل إلى حل وسط سياسي، وتعهدت الميليشيات الموالية لطرابلس بمواجهة هجوم حفتر. تسبب القتال في تأخير الأمم المتحدة إلى أجل غير مسمى مؤتمر سلام مخطط للتوفيق بين الفصائل المتناحرة.




*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة