قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة يوم الأربعاء إن مؤتمرًا تأخر طويلًا للتوفيق بين الفصائل الليبية المتناحرة وتمهيد الطريق للانتخابات سيعقد الشهر المقبل، معربًا عن تفاؤله بأن الاجتماع قد يساعد الدولة العضوة في منظمة الدول المصدر للنفط أوبك على إيجاد الاستقرار بعد سنوات من الاضطرابات.

وأضاف سلامة أن الاجتماع سيعقد في الفترة من 14 إلى 16 أبريل في واحة مدينة غدامس، ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من الدبلوماسية المكوكية بينما تسعى القوى العالمية إلى تجنب حرب شاملة بين الرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر ومؤيدي الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس.

ويجب أن يحدد الاجتماع موعدًا لإجراء انتخابات جديدة في الدولة صاحبت أكبر احتياطي نفطي مؤكد في إفريقيا والاتفاق على خريطة طريق سياسية لإعادة توحيد البلاد وتحقيق الاستقرار فيها.

وقال سلامة في مؤتمر صحفي بالعاصمة الليبية طرابلس "سوف ندعو جميع القوى السياسية الليبية دون استثناء"، مضيفا "ستكون هذه بداية لطريق جديد للبلاد سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار".

وكان مسؤول ليبي كبير قال في وقت سابق إن المؤتمر سيصدق أيضا على اتفاق بين المشير خليفة حفتر ورئيس الوزراء فايز السراج الذي تم التوصل إليه في أواخر فبراير والذي يتضمن وضع الجيش تحت السيطرة المدنية وربما حكومة انتقالية للوحدة الوطنية.

وبالرغم من أن الجهود السابقة التي بذلتها الأمم المتحدة وغيرها لسد الفجوات بين الحكومات المتنافسة في ليبيا وكذلك الميليشيات المتناحرة قد فشلت إلى حد كبير. لكن سلام قال إنه واثق من أن الجهد الأخير  -ثمرة أكثر من عام من المشاورات الشاملة في جميع أنحاء البلاد- سينجح ، مؤكدًا أن الليبيين هم الذين سيحددون مصيرهم.

الضغط الدولي

وعلى الرغم من أن سلامة قال إن جميع الفصائل السياسية ستتم دعوتها، إلا أن هناك بعض الدلائل على أن بعض الليبيين سيقاطعون التجمع ، بينما يشكك آخرون في شرعية أي قرارات سيتوصل إليها.

وأشار حفتر الذي سيطرت قواته على الجنوب هذا العام وأصبح أكبر حقل نفطي في البلاد خاضع له إلى أنه يعتزم السير نحو  طرابلس، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى معركة دامية القوى الدولية يائسة لتجنب.

كما يمكن أن تهز المواجهة العسكرية أسواق النفط العالمية وتزرع المزيد من الفوضى في بلد يكافح بالفعل لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي  ووقف تدفق المهاجرين من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا في بيان إن السفير الأمريكي بيتر بودي و قائد القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال توماس فالهاوز التقيا في اجتماع يوم الثلاثاء مع السراج في طرابلس قائلين إنهما "لن يتسامحا مع المفسدين في العملية السياسية".

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في ليبيا أيضًا هذا الأسبوع ، حيث التقى كل من السراج وحفتر الذي يتلقى جيشه الوطني الليبي دعمًا من باريس.

استبعاد الحل العسكري 

إن التغلب على سنوات العداء والتنافس على السلطة لن يكون سهلاً.

وتم تقسيم البلاد بين الميليشيات المتنافسة والحكومات بعد فترة وجيزة من إطاحة حملة عسكرية لحلف الشمال الأطلسي الناتو بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي في عام 2011. وأدى اتفاق سياسي مدعوم من الأمم المتحدة إلى إنشاء حكومة السراج في عام 2015 ، لكن رئيس الوزراء لم يحكم سوى عدد قليل من القوات ويسيطر على جزء متضائل من البلاد.

وحتى حكومة السراج نقسها تشهد أنقسامات، وفقط يوم الأربعاء وافق على ميزانية أولية بقيمة 46.8 مليار دينار بعد شهور من الجدل مع البنك المركزي.

ويسيطر حفتر –قائد الجيش الوطني الليبي أفضل قوة قتالية منظمة في ليبيا- معظم حقول النفط ومحطات التصدير. وأعطته حملته الجنوبية اليد العليا في المفاوضات مع حكومة سراج. لكنه يواجه معارضة قوية من بعض الميليشيات في طرابلس ومصراتة في الشمال الغربي.

وقال سلامة للصحفيين "لا نعتقد أن هناك حلا عسكريا في ليبيا".





*"بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة