تعد التنظيمات الارهابية إحدى أهم أسباب الأزمة التي تعصف بليبيا منذ سنوات.وقد فتحت الانقسامات  السياسية منذ العام 2011،الباب أمام الفوضي العارمة والانفلات الامني وانتشار السلاح وهو ما ساهم في تنامي هذه الجماعات التي إستغلت غياب السلطات في هذا البلد الغني بالنفط لتدخله في أتون صراع مسلح متواصل.

وتعاني الدولة الليبية من تحديات أمنية جمة خلال الفترة الأخيرة،في ظل تواصل وجود بقابا الجماعات الإرهابية المنتشرة فى عدة مناطق من البلاد،ما يشكل تهديدا صريحا على الأمن القومى الليبى،خاصة مع إستمرار الهجمات التي تقوم بها هذه الجماعات مستهدفة اجهاض محاولات الاستقرار وإطالة أمد الفوضى في البلاد.

هجوم جديد

إلى ذلك،هاجمت عناصر ارهابية موقع حقل آبار السرير، بمنظومة السرير سرت بنغازي فى ليبيا فجر الاثنين 13 أغسطس 2018.وقالت الإدارة العامة لجهاز النهر الصناعي في بيان ، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن الهجوم الذي قامت به مجموعة إرهابية، شمل السطو على سيارات وتموين الموقع، مضيفاً أنه لم تسجل أي إصابات تذكر بين المستخدمين.

وأشارت إلى أن "استمرار الاعتداءات على حقول آبار المياه بموقع الحساونه دون ردع، ينذر بكارثة تهدد الإمداد والأمن المائي بالدولة ، ويتسبب في معاناة للسكان بالمدن والمناطق التي تتغذي منها"، مؤكدة أن منظومة الحساونه ستواجه عجزاً في الإيفاء بإنتاج المطلوب لتغذية المستهلكين.

ويأتي الهجوم بعد اثنين من الهجمات نفذها مسلحون الشهر الماضي، عندما قاموا باختطاف اربعة أجانب (ثلاثة مهندسين فيلبينيين ورابع كوري جنوبي) يعملون في موقع مياه "الحساونة" جنوب غرب البلاد.كما تعرض حقل آبار مياه بموقع "تازربو" جنوب شرق ليبيا، إلى هجوم إرهابي خلف قتيلين واختطاف اثنين من رجال الأمن.

يذكر أن مواقع حقول آبار المياه التابعة لجهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي تتعرض من حين لآخر إلى اعتداءات وهجوم مسلح وإيقاف متعمد بسبب الاحتجاجات وتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.وكان جهاز إدارة وتنفيذ النهر الصناعي، أعلن في مايو الماضي أن تكرار هذه الاعتداءات تهدد بوقف الإمداد المائي إلى أكثر من مدينة يجري إمدادها بالمياه.

يشار إلى أن موقع آبار السرير يغذي المنطقة الممتدة من الواحات جنوبا مرور بإجدابيا وبنغازي شمالا إلى سرت غربا.ورجحت مصادر مطلعة أن المهاجمين قد يكونوا تابعين لتنظيم الدولة الإرهابية "داعش" أو المليشيات الإسلامية بعد أن تقطعت بهم السبل وعجزوا عن توفير المواد الأساسية من غذاء وماء ووقود إضافة الى السلاح والذخائر فعمدت إلى شن هذا الهجوم وغيره لتوفير ماينقصها.

وكان تنظيم "داعش" هدد في يناير من العام 2016 بشن هجمات على منشآت نفطية ليبية عقب هجوم قرب ميناء رأس لانوف حيث اشتعلت النيران في اثنين على الأقل من صهاريج التخزين التابعة لشركة الهروج للعمليات النفطية.

وفي مارس 2016 تعرض موقع النهر الصناعي في منطقة السرير والذي يعتبر الشريان الوحيد الذي يغذي أكبر مدن الشرق الليبي بالمياه لهجوم إرهابي من قبل مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي.

فلول داعش

على صعيد آخر،يواصل الجيش الوطني الليبي،إستهداف فلول "داعش"،حيث تمكن من القضاء على عدد من العناصر الإرهابية في الطريق الرابط بين إجدابيا وطبرق.ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ باسم ﻔﺮﻉ ﺟﻬﺎﺯ ﺣﺮﺱ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ النفطية ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻠﻲ، في تصريح خاص لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية"، أنه بعد هروب مجموعة من دواعش درنة إلى طريق الصحراوي اجدابيا _ طبرق خرجت عناصر الكتيبة 21 والكتيبة 101، حيث تم القضاء عليهم بالكامل.

من جهته،أكد آمر الكتيبة 101 مشاة التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية نقيب محمد أبسيط،أنه تم إعداد كمين محكم بعد رصد تحركات للجماعات الإرهابية على الطريق الصحراوي. وذكر أنه تم تضييق الخناق على الجماعات الإرهابية محاصرتها من كافات الجهات ولم يتمكن أحد منهم من الفرار. 

وأشار إلى أنه تم نقل كافة الجثث للجماعات الإرهابية إلى مستشفى الشهيد امحمد المقريف، لافتاً إلى أن القوات المسلحة مازالت تطارد بقايا فلول الجماعات الإرهابية في المنطقة وتمشيطها بالكامل.بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية.

يشار إلى أن الكتيبة 101 التي يقودها النقيب محمد ابسيط خاضت معارك تحرير درنة، ومن ثم عادت إلى اجدابيا بعد انتهاء مهمتها.فيما تواصل الغرفة الأمنية في مدينة درنة خوض مواجهات ضد عدد من الخلايا النائمة في المدينة.

ومازالت الاشتباكات تدور بين قوات الجيش الليبي وعناصر من مجلس شورى درنة وهم خلايا نائمة في منطقة المغار وسط مدينة درنة.وكانت قيادة الجيش الليبي قد أعطت مهلة للجماعات الإرهابية المتطرفة المتحصنين في حي المغار، بمدينة درنة، شرقي البلاد، ممرا آمنا للخروج من تلك المنطقة تحت إشراف الهلال الأحمر الليبي.وأشار مصدر عسكري لوكالة "سبوتنيك"،إلى أن "القيادة العامة للجيش الليبي تعهدت بعلاج الجرحى والمرضى من المقاتلين الذين يخرجون علي حساب القوات المسلحة الليبية".

وبالرغم من الانتصارات الكبيرة التى حققها الجيش الوطنى الليبى فى شرق البلاد وتطهير مدن كاملة من الإرهابيين،يرى مراقبون،أن القرار الدولى بحظر تسليح الجيش الليبى يشكل تقويضا واضحا لاستكمال القوات المسلحة الليبية مهامها لتطهير كافة أنحاء ليبيا من الإرهاب والحفاظ على استقرار ووحدة البلاد من خطر التنظيمات الإرهابية التي تسعى لإعادة التمدد وتنظيم الصفوف.