أعلن رئيس المؤسسة الليبية للإعلام،محمد بعيو،إنطلاق تأسيس مركز درنة للذاكرة الوطنية،برعاية الليبية للإعلام، واهتمام ودعم الحكومة الليبية برئاسة اسامة حماد.

جاء ذلك،عقب زيارة قام بها بعيو رفقة وفد من المؤسسة الليبية للإعلام،الى مدينة درنة حيث إلتقى نخبة درناوية من الأعلام المثقفين والإعلاميين،وناقش الاجتماع الشروع في تنفيذ قرار إنشاء مركز درنة للذاكرة الوطنية وتحديد المقر المناسب لتجهيزه وإعداده.

وكان بعيو،اصدر منتصف نوفمبر الماضي،قراراً بإنشاء مركز درنة للذاكرة الوطنية،ونص القرار رقم 63 لسنة 2023 أن يكون المقر الرئيسي بمدينة درنة وله أن ينشئ مواقع أو مكاتب عمل تابعة له حيثما اقتضت الضرورة.

ونشر بعيو تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"،اوضح فيها تفاصيل زيارته إلى مدينة درنة:

 درنـة..لقاء الـ 90 دقيقة في اليوم التسعين للطوفان 

تشرفت اليوم بزيارة درنة الحبيبة مدينة الحياة التي لو أتى سيل الموت الذي أتاها صبيحة 11 سبتمبر إلى غيرها من المدائن لاختفت من الوجود وصارت أثراً بعد عين كأنها لم تكن ذات زمن من عيون الزمان، لكنها درنة الرقيقة مثل أجنحة الفراشات، الصلبة مثل الجبال الراسيات، درنة المولودة من رحم التلاقي والتلاقح بين عزائم الإنسان وعجائب المكان وتدافع الزمان، اختارها الله لعظيم الإبتلاء لأنه يعلم وهو سبحانه العليم أنها ستقبل قدر الله بيقين الموقنين، وستقدر متوكلةً على الله أن تخلق من محنة الابتلاء بجميل العطاء منحة البقاء.

ضُحى اليوم التسعين لكارثة الطوفان وصلتُ إلى درنة صحبة رفاق من المؤسسة الليبية للإعلام، للقاء موعود تحدد موعده وكان مكانه جامعة درنة المتميزة مع نخبة درناوية أصيلة من الأعلام المثقفين الإعلاميين والإعلاميين المثقفين لا أستثني في مقام التميز والريادة منهم أحد، لكن كان على رأسهم كبيرهم وكبيرنا جميعاً أبداعاً وقيمةً ومقاماً الشاعر الكبير الأستاذ (عبدالحميد بطاو) وما أدراك ما ومن عبدالحميد بطاو بديعاً وإبداعاً وحضوراً وشموخاً وكبرياء، يناهز عقده التاسع من عمره المديد فهو في الثانية والثمانين بحماسةٍ وحميّة وتلك شيمة الشعراء أن لا تُرهقهم السنون من أمرهم عُسرا، ويرون العمر مسيرة عطاءٍ وحنين وأنين لا عدّاد أيام وشهورٍ وسنين. 

كانت مناسبة الزيارة وزيارة درنة ولقاء مبدعيها لا تحتاج مناسبة فهي المناسبة بعينها، هي الشروع في تنفيذ قرار إنشاء مركز درنة للذاكرة الوطنية بحثاً عن المقر المناسب لتجهيزه وإعداده، وعن القيادات  الدرناوية القادرة على تحويل هذا المشروع الطموح إلى واقع ملموس، وهذا ما جرى حوله نقاش جميل وإذا لم يكن الجمال درناوياً فماذا يكون، فكانت ساعة ونصف 90 دقيقة من أجمل الأوقات وأكثرها دفئاً وحميمية وصدقاً وأكثرها نتاجاً.

على الله توكلنا لينطلق بتوفيق الله ورعاية المؤسسة الليبية للإعلام، واهتمام ودعم الحكومة الليبية ورئيسها، تأسيس مركز درنة للذاكرة الوطنية ليكون بمشيئة الله منارةً حضارية مشرقة على الوطن كله، تشع من درنة الزاهرة الصابرة التي مثلما جمعت في محنتها الوطن كله ستجمعه من جديد في انبثاقها الجديد من ركام الآلام إلى ذُرى الوجود منارة وحضارة ومقصداً لكل من يريد أن يرى الفينيق حقيقةً درناويةً ليبية وليس أُسطورةً خياليةً إغريقية.