دعا رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو إلى بدء عقد فــبــرايــر الثاني بالتصالح والتسامح والعمل والحوار والسمو عن سوابق الخصام إلى سوامق السلام.

وقال بعيو في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "فــبــرايــر الثانية..هل تُنجب دولة الإستقلال الثانية؟" "عشر سنوات من عمر فــبــرايــر، بكل ما لها وما عليها، وما بها وما فيها، أيّـاً تكن تسميتها وتوصيفها وتعريفها، وأيّـاً يكن الموقف منها، تأييدا أم رفضا أم حياداً، ثباتاً عن قناعة أو عناد، أم تقلبا في المواقف وفي البلاد" مضيفا "أيّـاً يكن ما حدث معها وفيها فقد حدث، والحادثات حوافز التاريخ، والتاريخ حافظها وليس صانعها، تستكتبه فيكتبها كما كانت هي، لا كما يريد هو".

وأضاف بعيو "مهما تكن التسميات والتوصيفات، والحوادث والمتغيرات، تبقى حقيقة فــبــرايــر الكبرى التي لا مِراء فيها، اعترف من اعترف، وأنكر من أنكر، أنها تغيير جذري جبري حاد، لواقع قام ثم ساد ثم باد" مردفا "تلك آية الله في الكون والخلائق، منذ الأزل البعيد، إلى الأبد القريب، أنه سبحانه يُغيّر ولا يتغيّر، فهو الثابت الراسخ الباقي، وكل ما عداه ومن عداه {سبحانه جلّ في عُلاه}، متحوّلٌ حائلٌ زائل، وتلك سُنّته الكونية التي قانونها التدافع، وتوصيفها النصي القرآني {دفعُ اللهِ الناسَ بعضَهم ببعض}".

وزاد بعيو "مثلما ترك الله لنا نحن البشر حرية التغيير المرتبطة بمسؤلية المصير، مُنزلاً إياها في نص دستوري علوي مقدس {إنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّروا مَا بِأنْفُسِهِمْ}، فقد برّأ سبحانه ذاته العليّة من المسؤولية عن أخطاء وأفعال البشر، بقدر ما ميز بين ما سبق في علمه مما هو مكتوب في اللوح المحفوظ، من الأقدار والأعمال والأرزاق والأعمار، وبين تحميل عباده من مقتضيات مسؤولية التكليف، مما سيحاسبهم به وعليه في الدارين، دار الممر ودار المستقر" وتابع "لا يجوز لأحدٍ الإفتئات على الله، بوصف حدثٍ بشري تدافعي تغييري مثل فــبــرايــر، بأنها ثورةٌ ربانية قاتلت فيها الملائكة مع صف دون صف، مثلما لا يجوز ولا يستقيم مع صحيح اليقين، وصفها المضاد بأنها غضبة أو نقمةٌ ربانية، على قرية كانت آمنةً مطمئنةً فكفرت بأنعُم الله، تعالى الله عما يصفون، أستغفره سبحانه عن هذا الزور، وزُخرف القول غُرورا، الذي يتبادله المتخاصمون جوراً وفجورا".

وتابع بعيو "عــشــر سنوات تمرُّ غداً على بركان فــبــرايــر الناسف، إعصار فــبــرايــر العاصف، جراحة فــبــرايــر القاسية، وجراحها الدامية، دفع الليبيون جميعهم [ما عدا قلة من الانتهازيين الثعالب والخائنين الكواذب] ثمن حِمم البركان، وعواصف الإعصار، وآلام الجراح، قسراً لا اختيارا، فما كان ذلك هو المُبتغى المقصود، ولا كان هذا هو المُنتهى المنشود، لكن هذا ما كان، وهذا ما يجب علينا وقبل فوات الأوان، أن نتركه حيث هو ذكرى وتذكِرة، وأن نذهب معاً إلى حيث حلُمنا أن نكون، وحيث يجب أن نكون، في متون الحياة والوجود، لا على هوامش الموت والعدم".

وأردف بعيو "نستقبل عام فــبــرايــر الحادي عشر، وبداية عشريتها الثانية، بأفضل وعوداً ومواعيد مما ودعنا به عشريتها الأولى، فقد تغير الليبيون كثيراً، وجنحوا إلى السلم جميعاً، وما بقي من قلة قليلة غليلة من غربان الخراب لا تأثير اليوم لها، إلاّ إذا ألقينا السمع إليها، وأسلمنا القياد لها، فتأخذنا بأحبارها وأشرارها إلى حيث نبكي بها حزناً، وتضحك علينا شماتة".

وختم بعيو "لقد كفانا ما بلانا، وعلينا وقد اكتفينا من بلاء الأحقاد أن نقول معاً {كـــفـــى}، ولنبدأ عقد فــبــرايــر الثاني بما هو خيرٌ لنا، وليس خيراً لنا في حيننا وعاقبة أمرنا، من أن نتصالح ونتسامح، ونأمل ونعمل، ونتحاور ونتزاور، ونعلو ونسمو عن سوابق الخصام إلى سوامق السلام".