اتهم رئيس المؤسسة الليبية للإعلام السابق محمد بعيو، رئيسي مجلسي النواب عقيلة صالح، والدولة خالد المشري، بتقديم مصالحهما الشخصية على المصلحة العليا للبلاد الليبية وشعبها، معتبرا أن اتفاقهما الأخير جاء لأجلهما وليس من أجل الوطن.

وقال بعيو، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، إن حقيقة الرجلين اللاعبين على مسرح العبث الليبي منذ سنين، والمناورين ببشاعة وليس ببراعة، والمتلاعبين بالمأساة الليبية بزيادة ودون هوادة، أنهما يقدمان مصالحهما الشخصية على المصلحة العليا للبلاد الليبية وشعبها، وليتهما يقولان ذلك بصراحة وبشجاعة لينالا احترامنا، فحتى الوقاحات المستفزة هي أجدر بالإحترام من المجاملات الكاذبة، لكنهما يزعمان مجتمعين ومنفردين حرصهما على بناء الدولة وتحقيق السلام والإستقرار وترسيخ السلم الأهلي وإنجاز الإنتخابات، لكن جميع مناوراتهم وتحركاتهم وممارساتهم تقول وتفعل عكس ذلك تماماً، {وهنا لا أحاكم النوايا فليس ذلك من حقي فالله وحده يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور وحاشا لله أن أفتئت على الله}، لكن نتائج أفعالهم ومآلات أوضاعنا، تُثبت أنهما ليسا كما يقولان من رقيق الكلام والتصريحات، بل إنهما تماماً كما يفعلان من سوء النتائج والمآلات وسيء الأحوال والمخرجات.

وأضاف بعيو، "المستشار عقيلة صالح قويدر، لا مطلب له اليوم ولا أمل ولا مسعى إلاّ تولي رئاسة مجلس رئاسي جديد، يكون القائدا الأعلى للقوات المسلحة {وهنا مربط الفرس وبيت القصيد}، ويختم به حياته السياسية والعملية، ويتخلص به من عبئين ثقيلين / العِبْ الأول هو عبء مجلس النواب الميت سريرياً، والذي روحه المستشار عقيلة، وإذا غادره سيصبح بين يومٍ وليلة مجرد هيكل فارغ، مثلما هو حال كل الهياكل الفارغة في لــيـبـيــا، التي هي إسمياً ورسمياً مجالس وهيئات وحكومات ومؤسسات، وعملياً وحقيقياً هي إقطاعيات فردية وممتلكات شخصية وعائلية لرؤسائها وقادتها.

العبء الثاني الذي يريد المستشار عقيلة صالح أن يتخلص منه، هو عبء بـرقـة الفريدة العنيدة، التي قيل فيها قديماً إنّ ظهرها لا يتسع لراكبين أو فارسين، وراكب ظهر برقة اليوم شخصٌ واحد هو ليس بالتأكيد المستشار عقيلة، الذي لا سيطرة له ولا وجود من أي نوع في بنغازي، التي هي عاصمة برقة ومركزها السياسي والإقتصادي {مع الإحترام بالطبع لكل أطرافها ومراكزها الشعبية والإجتماعية الأخرى في برقة البيضاء من الوادي الحمر حتى بنغازي وفي برقة الحمراء من الرجمة حتى طبرق}، وحتى مجلس النواب الذي انتقل إلى بنغازي لا يعمل منها، واكتفى من بنغازي بأن استولى دون وجه حق على أحد أجمل مبانيها {المجمع الإستثماري لجمعية الدعوة الإسلامية}، وصادره وعطله، ليعقد فيه كل يضعة أسابيع جلسة يتيمة ليوم أو يومين، يحضرها ربع عدد النواب يقضون في الثرثرة في ردهات المبنى والمقهى وقتاً أكثر مما يقضونه في الجلسات الفولكلورية، المصممة سلفاً لتمرير أشياء يريدها الأقوياء، ومعظم جلسات بنغازي يغيب عنها المستشار عقيلة، الذي نادراً ما يقضي يوماً كاملاً أو يبيت ليلة في بنغازي، حيث يعود بعد سويعات قليلة براً أو جواً إلى بوشمال، ولا لوم عليه فهناك المقر والمستقر والعيال، والجو الجميل والراحة بجميع مشتملاتها، ويترأس جلسات بنغازي عادةً النائب الأول للسيد الرئيس السيد فوزي النويري، الذي يحتاج هو الأخر لوصف مراوغاته ومساوماته وتقلباته وثعلبياته وثُعبانياته إلى كتيب صغير ربما من 20 صفحة، وليس كتاب كبير كالذي يحتاج إليه تحليل شخصية ومسيرة المستشار الرئيس."

وبين الكاتب والمسؤول الإعلامي السابق، أن عقيلة صالح تعرض لصدمتين في شهر واحد، أثبتتا له استحالة استمرار نفوذه وتأثيره بل وربما وجوده على رأس السلطة التشريعية، وضرورة أن يبحث عن مخرج كي لا أقول مهرب، مما هو فيه، إلى ما يحفظ له ماء وجهه وبعض مكانته

الصدمة الأولى / هي عملية الطرد البشع واللا أخلاقي التي تعرض لها السيد علي الحبري، محافظ مجلس النواب للمصرف المركزي، ورئيس وممول اللجنة {التي عليها ألف علامة استفهام بل وألف شك وشبهة} والمسماة لجنة استقرار بنغازي، وربيبتها الصغيرة لجنة استقرار درنة، بعدما وعده المستشار عقيلة أنه لن يتم إعفاؤه، بل ومنعه من تقديم استقالته وطلب إعفائه ليحافظ على كرامته، لكن القوة القاهرة والجبارة في بنغازي أرادت غير ذلك، فطردت الحبري شر طردة عبر جلسة منقولة على الهواء، غير سليمة النصاب لمجلس النواب، بل وشكلت لجنة للتحقيق معه بعض أعضائها سماسرة معروفين اختلفوا مع الحبري بدوافع شخصية، وأحالته إلى النائب العام، وقد نفّذ تلك الطعنة النجلاء الموجهة إلى كرامة سيادة المستشار الرئيس عقيلة قيصر، نائبه بروتوس النويري.

لم يكد المستشار الثلب الدهقان، يقوم من طعنة إزاحة الحبري، حتى وجد نفسه يبرك من جديد، ليقبل بإذعان ما كان يرفضه بإصرار، وهو تكليف الشاب العجيب {حاتم العريبي} رئيساً للجنة استقرار بنغازي، التي تنفق المليارات دون حسيب ولا رقيب، فما كان من المستشار المصارع إلاّ أن يوقع في القاهرة مع السيد خالد المشري، وثيقةً ملتبسةً غامضة، يعرف كِلاهما أنها لن تنجح ولن تبقى، لكن لكل منهما حساباته، وحسابات المستشار عقيلة صالح ودوافعه التي حاولت أن أشرحها في السطور السابقة، تتمثل في أحد خيارين / إمّا تشكيل سلطةٍ تنفيذية جديدة، يكون فيها رئيساً للمجلس الرئاسي الجديد، الذي ربما يبقى بضع سنين، وإمّا أن يقلب الطاولة على الجميع، بمنطق هدم المعبد عليه وعلى أعدائه، وربما لا يصح وصف العدو لمنافس المستشار عقيلة الأكبر في برقة، وهو المشير خليفة حفتر وأولاده، لكن الخلاف بينهما لم يعد ممكناً إخفاؤه، وهنا يمكن القول إن المستشار الجريح لا يريد أن يتحول إلى المستشار الذبيح، {ليس بفعل القتل لا سمح الله} بل بفعل ذبحة صدرية أو شيء من هذا القبيل، نتيجة توالي الصدمات على الشيخ الصبور الهصور الذي يقترب من عامه الثمانين، والذي لابد من الإعتراف أنه {ثِـلِـب} بكل معنى الكلمة، والثلب هو الجمل العجوز الذي يستطيع الصبر على الأحمال والأثقال، رغم طول المسير وأثقال السنين، ولا يستطيع أحدٌ أن يسمع منه رغم كل الألم صراخاً أو أنين.

واختتم بعيو منشوره، بالقول: "هذا ما سمح به طول المقال وضيق المقام وخوف الإثقال من سطور بالنسبة للسيد المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، أما المقال والمقام المخصص للسيد خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة فسيكون غداً بمشيئة الله إن لم تسبق المنيّة."