قال الكاتب الصحفي محمد بعيو "بين بكائيات الليبراليين وتمكين المتأسلمين.. لـمـاذا وإلـى مـتـى نـبـقـى ضــائـعـيـن؟"

وأضاف بعيو في تدوينة له بموقع "فيسبوك" "الصحفي الكبير الذي نحترمه، والذي كان معارضاً زمن سبتمبر، ثم صار وزيراً بعد فبراير لبضعة شهور، ثم غادر وطنه الذي وجده أقل مستوى من المنفى، عائداً إلى منفاه الذي كان بالنسبة إليه ولا يزال هو الوطن، وصار صاحب محطة تلفزيونية ممولة من دول أجنبية، يكتب اليوم في رثاء ناشط سياسي من بنغازي، وافاه الأجل، بأنه أضرب عن الطعام أثناء النظام السابق احتجاجاً على ممارسات اللجان الثورية".

وأضاف بعيو "رحمه الله فقد كان شجاعاً وأضرب عن الطعام في وطنه، لكنه وللتوضيح أقول لك أيها الصحفي الكبير، ليس دفاعاً عن المجرمين لا بالأمس ولا اليوم، ولكن كي لا تساهم من حيث تقصد أو لا تقصد في تشويه التاريخ وتزييف الحقائق إن السيد توفيق بن جميعة رحمه الله، أضرب عن الطعام يوم 12 أغسطس 2011، وكانت بنغازي يومذاك وقبل أسبوع واحد من السقوط النهائي للنظام مدينة [محررة] تحت حكم المجلس الوطني الإنتقالي برئاسة المستشار مصطفى عبدالجليل، ومجلسها المحلي، والمكتب التنفيذي برئاسة المرحوم الدكتور محمود جبريل، وهذا ما كتبه المرحوم بن جميعة على حسابه في الفيسبوك يوم 21 مارس 2014".

وتابع بعيو "ما حدث للسيد المرحوم توفيق بن جميعة وما شهده وعاشه بعد فبراير، وحتى وفاته بعد مرض عضال، هو أسوأ بكثير مما عاناه قبل فبراير، ولا يحق اليوم لمن لم يعانوا مع الليبيين أمس واليوم، أن يستغلوا أولئك المعذبين في تحقيق مآربهم وتصفية حساباتهم، ولا في التباكي بدموع التماسيح على المعذبين الذين يبكون بدموع من دماء، حزناً وألماً وكرهاً لما هو كائن ربما أكثر بكثير من كراهتهم لما قد كان"

وأردف بعيو "أيها الذين تعيشون في الخارج بعيدين عن عذاباتنا، نتمنى لكم رغد العيش، وطيب المقام حيث أنتم، ولا نحسدكم ولا نتمنى ربما لأننا لا نستطيع أن نكون مثلكم، أو لأننا لا نريد ذلك خاصةً نحن الكهول الذي صار مستقبلنا خلفنا، وصرنا أقرب للرحيل منّا إلى الوصول،  أقول لكمكفاكم نِكأً للجراح، واستدعاء للماضي لتخريب الحاضر أكثر وهو الخارب أصلاً، وكفاكم لطميات وبكائيات على ماضي وطنٍ غبتم عنه زمان، وعن حاضر غيّبتم عنه الوطن وشعبه وخربتموه ثم هجرتموه الآن، قولو خيراً أو أصمتوا، ووالله إن صمتكم خير، وستؤجرون عليه، أو يخفف الله عنكم بعض ما ابتلاكم به في خريف العمر، من بكاء على وطن ما كاد يحلم بالربيع  حتى طواه كابوس المصيبتين القاتلتين,..{الـتـمـسـكـيـن والـتـمـكـيـن} مشتركين فيهما معشر الليبراليين، وزمرة المتأسلمين".