حاز على جائزتي سبتيموس للعام 2020 عن أفضل برنامج تلفزيوني وكذلك جائزة الإنجاز وفي العام 2018 حاز على جائزة الريادة عن مجمل أعماله.. إنه الإعلامي عطية باني الذي استطاع أن يحفر اسمه بحروف من نور في مجال تقديم البرامج الثقافية والفنية.. بوابة إفريقيا الإخبارية أجرت معه حوارا حول رحلته المهنية وواقع الإعلام الليبي والسبيل لتحقيق النجاح.

إلى نص الحوار:

فزت بجائزة سبتيموس لأفضل برنامج تلفزيوني  وأيضا جائزة الإنجاز.. حدثنا عما هو خلف الكواليس عن الجهد والعمل وجمع المعلومات الذي أوصلكم لهذا النجاح؟

بالتأكيد فإن أي عمل بنية طيبة ومجهود وتعاضد وانسجام داخل الفريق المنتج سيحصد نجاح وهذا ما حدث معنا في برنامج القلب ما ينساكم حيث كان الفريق متجانس ففريق الإعداد يبحث عما يتماشى مع المجتمع فالمجتمعات تختلف في تقبلها للبرامج فهناك برامج تتناول موضوعات"فاضحة" مرفوضة في المجتمع الليبي ونحن حاولنا أن نقف في زاوية أخرى بالبحث في التراث فكان المفردة في كل الأساليب الحياتية تقدم بشكل جميل حتى يعرف المتلقي كيف كانت الحياة إلى أن وصلت ليومنها هذا كما تحصلت على جائزة أحسن إنجاز عن "المقام" عن حسن عريبي إنتاج عام 2020 والمقام محمد حسن إنتاج 2018 حيث لم ندخل التقييم ولكن تحصلت على جائزة الريادة في المقام "محمد حسن" و"حسن العريبي" والذي عرض في كل القنوات حتى المختلفة سياسيا  

هذه ليست الجائزة الأولى التي تحصل عليها ففي عام 2018 حصلت على جائزة الريادة .. أعطنا مزيد من التفاصيل عن هذا الأمر؟

جائزة الريادة عام 2018 كانت عن مجمل الأعمال التي قدمتها للتلفزيون والتي زادت عن 20 عمل جميعها في هذا الجانب.

تميزت بتقديم البرامج الثقافية والفنية والمنوعة لماذا اخترت هذا الجانب تحديدا وما الذي يميزه عن غيره؟

تخصصت في هذا الجانب فأنا منذ كنت بالمدرسة كنت منضم للمسرح وكذلك عندما كنت في الكشافة حيث كانت ميولي فنية ثقافية ولا أحبذ البرامج السياسية عموما لأنني أراها عديمة الفائدة وبها كذب وسجال لا يفيد كما أن البرامج السياسية لا تصلح لأن تعمر كثيرا لأنها وقتية مثل نشرات الأخبار لكن ما يعمر هو البرامج الثقافية والمنوعات الرصينة التي تحمل فكرة ومضون ليست وقتية وإنما تعيش طويلا فأعمالي التي قدمتها منذ 15سنة يمكن أن تعاد.

أول تجاربك التلفزيونية كانت عام 1988 بعنوان رحلة فنان حدثنا عنها؟

برنامج رحلة فنان هو برنامج توثيقي يغوص في أعماق الفنان وفيه شئ من المتعة والفائدة وللإسف فإنه ربما غير موجود الآن في أرشيف القناة مع أن أي أرشيف لأي قناة هو كنز ووثيقة تاريخية مهمة تساوي الملايين لكن للإسف قناة الجماهيرية قبل وبعد 2011 ضيعت كل هذا وأعتقد أن هذه التجارب كانت صعبة حيث كان الطموح كبير والتحدي أكبر وكانت هناك حرب نفسية من بعض الناس 

لو قارنا بين واقع العمل الإعلامي قبل 2011 وبعدها ..ما نقاط القوة والضعف؟

بعد 2011 انفلتت الأمور فلم يعد هناك ضبط وربط في القنوات التلفزيونية التي أصبحت تعرض كل شئ مهم أو غير مهم لكن قبل ذلك الراقبة لم تكن تمرر أي شئ يصدم المشاهد أو يقدم مضامين كره أو ضغينة علاوة على الإنتاج الكبير الذي أصبح مفتقد باستثناء قناة أو اثنين تحاولان أن تواكب التطور وتقدم أعمال وتحاول أن تنفق عليها 

باعتبارك تعمل في تقديم البرامج منذ أكثر من 3 عقود ما النصائح التي تقدمها للراغبين في خوض العمل الإعلامي؟

الآن لم يعد هناك التزام كبير بالشروط فمثلا في الراديو توجد أكثر من 500 قناة ما يعني أن حتى الغير مؤهلين أصبح بإمكانهم تقديم البرامج لكن في العموم من يرغب في التميز يجب أن يقرأ كثيرا ويركز على الموضوعات التي تتماشى مع المجتمع ولا يقفز على موضوعات غير مناسبة تحت مسمى التطور والانفتاح فالمجتمع الليبي يمكن أن يشاهد حفل رقص في أي قناة لكن لو قناة ليبية عملت هذا سوف يكرها المشاهد 

أين يقع الإعلام الليبي على خارطة وسائل الإعلام العربية وما الذي يحتاجه؟

الإعلام الليبي مقارنة بالإعلام العربي مازال ضعيفا جدا فالإعلام العربي يكلف إنتاج ضخم كما أنه يستعين بخبرات من جميع الدول كما أن هناك دول سبقت غيرها في الإنتاج مثل مصر التي لها باع طويل في الإنتاج السنمائي والتلفزيوني فالبهرجة والأضواء تصنع شئ من لا شئ فما بالك لو هناك عمل جيد مع هذه الموسيقي والأضواء والإخراج فبالتأكيد ستكون النتائج جيدة وأنا أرى أن العمل التلفزيوني دائما يحتاج لإنتاج فالذي ينتج فلم بـ10 آلاف يختلف عن فيلم آخر كلف ميزانية ضخمة مثل الرسالة وعمر المختار حيث تألف فريق العمل من خبرات عالمية من مختلف الدول كما أن قناة الليبية عندما تأسست استعانت بخبرات عربية واهتمت بالإضاءة والأفكار والبرامج والمذيعين فوجدت قبول من الشارع الليبي.

وفي العموم فإن الإعلام الليبي بحاجة لشخصيات واعية بالإدارة وعلم الإعلام للوصول بالإعلام الليبي إلى الوطن العربي فمثلا الآن وصلت الدراما السورية لكل الوطن العربي وقبلها كانت الدراما اللبنانية والأردنية والخليجية فنحن مثلا عرفنا جبران خليل جبران وفيروز ووديع الصافي قبل أن نعرف لبنان فقد عرفنا لبنان من خلالهم كما أننا عرفنا سوريا من فنانيها ومبدعيها ونحن كان لدينا محمد حسن الذي انطلق لبعض دول المغرب العربي لكنه لم ينتشر بشكل كبير في الخليج والشرق الأوسط ومثلا الأغنية التي لحنها لوردة "الغربة" لاحظت أن البعض يقول إنها مجهولة الملحن وفي العموم فإن الأغاني التي قدمها الليبيين للعرب لم تأخذ حقها كما أنني لاحظت مثلا أن "MBC" عملت قناة للمغرب العربي والعراق ومصر إلا ليبيا لا أعرف لماذا رغم أن ليبيا فيها مبدعين في مختلف المجالات 

ولابد من الإشارة إلى أن قصتنا مع الإعلام والتلفزيون بدأت منذ تبادل الحقائب مع  التلفزيونات الحكومية بمختلف الدول حيث كانوا يرسلون لنا إنتاجهم ونقوم بعرضه فيما لا نبادلهم بالحقائب  

كيف تنظر لمستقبل الإعلام الليبي؟

النجاح يحتاج إلى ورقة وقلم ومسطرة وأموال والعقلية الذكية المثقفة التي تجذب حولها العناصر الماهرة ومحاسبة من يصرفون الأموال فالتخطيط مهم وهو الأساس وفي كل الأحوال التفاؤل أفضل من البكاء والتقوقع حول أنفسنا.