تناولت العديد من المصادر الإعلاميّة اليوم الأحد 23 مارس/آذار 2014 خبر إستقالة الأمين العام لحركة النهضة الإسلاميّة في تونس ،و ان لم يؤكّد الجبالي نفسه أو ينفي هذا الخبر حتّى الآن ،فإنّ العديد من وسائل الإعلام نقلت عن قياديين من الحركة تأكيدهم لإستقالة أمينها العام بعد ثلاثين من العمل الحزبي و السياسي و الدّعوي قضى منها أكثر من 15 سنة في السجن منها 10 سنوات في الحبس الانفرادي.

و تحدثت بعض المصادر التي روجت الخبر أن حمادي الجبالي برّر استقالته من الأمانة العامة للحركة لأسباب شخصية و كذالك لعدم رضاه عن طريقة تسيير شؤون الحركة و مطالبته بتجديد و تشبيب الصف القيادي لمواجهة المرحلة الصعبة علي البلاد و الحركة .

و ذكرت "حقائق اون لاين" التونسية نقلا عن مصادر من داخل حركة النهضة أنّ حمادي الجبالي كان قد تقدّم باستقالته من الحركة منذ حوالي ثلاثة اسابيع. وقالت ذات المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها ان الامين العام للحركة قدم نسخا من استقالته لرئيس الحركة راشد الغنوشي وللمسؤول عن النظام الداخلي عبد الحميد الجلاصي و لرئيس مجلس شورى الحركة فتحي العيادي. والتزمت النهضة الى حد الان الصمت عن استقالة امينها العام.

 وعن صمت مؤسسات الحركة قالت ذات المصادر ان مؤسسات الحركة "ليس لها من خيار الا قبول استقالة حمادي الجبالي" بالنظر الى اصراره على الخروج من الهيكل التنظيمي للحركة في اتجاه امكانية الدخول في مغامرة سياسية وحيدا او في اطار هيكل حزبي جديد" وفق ما ذكرت الصحيفة .

من هو حمّادي الجبالي :

هو أحد قيادات حركة الاتجاه الإسلامي التي غيرت اسمها فيما بعد إلى حركة النهضة، ولد حمادي الجبالي في مدينة سوسة الساحلية بتونس سنة 1949 والتحق بكلية الهندسة في جامعة تونس ثم انتقل منها إلى جامعة باريس حتى بات مهندسا أولا في الطاقة الشمسية. تحصّل على شهادة الهندسة الميكانيكية من جامعة تونس، ثمّ على ماجستير في الطاقة الضوئية من باريس.

التحق بحركة النهضة التونسية ومجلس الشورى منذ بداية الثمانينات. طالته حملة الاعتقالات التي حصلت في عهد  الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ضد الإسلاميين في تونس، عُرف في الحياة السياسية التونسية بعد اعتقال القيادة التاريخية لـ«حركة الاتجاه الإسلامي» ومحاكمتها سنة 1981. وتم  انتخابه من قبل مجلس الشورى في سنة 1982 رئيسا للحركة.

 تولى رئاسة تحرير جريدة "الفجر" لسان حال الحركة قبل أن يحاكم إبان عهد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بتهمة نشر مقالات تنال من الدولة وتحرض على العصيان والانتماء لجمعية غير مرخصة ومحاولة قلب نظام الحكم فحكمت عليه المحكمة العسكرية سنة 1990 بالسجن ستة عشرا عاما نافذة قضى منها عشر سنوات في السجن الانفرادي قبل أن يضرب عن الطعام سنة 2002 ثم أفرج عنه في فبراير 2006.

وإثر الثورة التونسية التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في يناير/كانون الثاني 2011 أصبحت حركة النهضة حزبا قانونيا وتم تعيين الجبالي أمينا عاما للحركة.

وإثر فوز حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 أعلنت الحركة أنها تقترح حمادي الجبالي لرئاسة الحكومة المقرر تشكيلها بعد تولي المجلس التأسيسي مهامه حيث كلفه الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي رئيساً للوزراء في 13 ديسمبر 2011.

قدم حمادي الجبالي إستقالته يوم 19 فبراير 2013 من رئاسة الحكومة، بعد رفض الأغلبية المتمثلة في حركة النهضة و المؤتمر من أجل الجمهورية مبادرته بتشكيل حكومة تكنوقراط.

وحسب عديد المصادر تعود الاسباب الحقيقية لاستقالة حمادي الجبالي من حركة النهضة بعد ثلاثة عقود من العمل التنظيمي و الحزبي الى "تبرمه وعدم رضاه" عن الوضع الداخلي للحركة وهو ما يفسر عدم مباشرته لنشاطاته في الامانة العامة منذ خروجه من رئاسة الحكومة في حكومة الترويكا الاولى.

و يرأى بعض المطلعين على الشأن السياسي التونسي أنّ استقالة الجبالي قد تكون خطوة لانشاء حزب جديد يستقطب أطرافا من داخل الحركة و خارجها لخوض الانتخابات المقبلة.