أعرب الحكم الدولي الجزائري جمال حيمودي عن "سعادته البالغة" لاختياره ضمن طاقم تحكيم مونديال البرازيل ليكون الحكم الجزائري الأول الذي يحضر المونديال بعد بلعيد لكارن (الرئيس الحالي للجنة التحكيم باتحاد الكرة الجزائري) بمونديال اسبانيا 1982.

وهو الاختيار الذي يأتي أياما قليلة فقط بعد اختياره أفضل حكم بأفريقيا لعام 2013 للعام الثاني على التوالي.

وفي حوار مع الصحافة الجزائرية  اعتبر حيمودي  ما بلغه ثمرة جهود وتضحيات طيلة 27 سنة ورد الفضل، بعد الله، إلى دعم ومساعدة الصحافة وخبراء التحكيم وأيضا اتحاد الكرة بقيادة رئيسه محمد روراوة لكنه أبدى انزعاجا مما اسماه بثقافة تقبل الهزيمة لدى بعض الجزائريين ما يصعب من مأموريته شخصيا والحكام الجزائريين بالدوري المحلي.

وأوضح في البداية معلقا على اختياره ضمن حكام مونديال البرازيل قائلا:"  بانه جاء ثمرة عمل وجهد كبيرين وتضحيات جبارة بذلتها طيلة 27 سنة من ممارستي للتحكيم.  واضاف : أعتقد أن النجاح وإن كان شخصيا إلا أنه في النهاية يمثل نتاج مؤهلات وإمكانات يتمتع بها الحكم، فلا يمكن لحكم بلوغ النجاح إن لم يكن يمتلك مؤهلات وإمكانات شخصية يبرهن عليها في إدارته للمباريات بالتوازي مع توافر الإمكانات التي وفرها اتحاد الكرة بقيادة الرئيس محمد روراوة مع دعم خبراء التحكيم ومدربي اللياقة البدنية والصحافة أيضا سواء إيجابا أو سلبا إذ أن انتقادها لي كثيرا ما حفزني على بذل جهد مضاعف وتجنب الأخطاء المرتكبة".

وعن سؤال حول الأسباب التي جعلت التحكيم الجزائري يغيب عن المونديال منذ مشاركة مونديال اسبانيا 1982، رد حيمودي قائلا" عدم ملاءمة السياسة التحكيمية التي كان ينتهجها اتحاد الكرة خلال هذه الفترة بما يسمح للحكام الجزائريين بالبروز والظهور دوليا".

وأضاف:" السياسة المتبعة خلال السنوات السابقة على مستوى اتحاد الكرة الجزائري لم تكن تسمح للحكام الجزائريين بالظهور دوليا لأسباب مختلفة. بيد أنه منذ عشر سنوات تقريبا سعى اتحاد الكرة بقيادة الحاج محمد روراوة إلى انتهاج سياسة مغايرة في التسيير والإدارة أتت بثمارها على أكثر من صعيد، ومكنت ليس فقط التحكيم الجزائري من العودة إلى الساحة القارية بقوة بل أيضا بتألق منتخب كرة القدم والدليل تأهله للمرة الثانية على التوالي للمونديال، وهي ثمرة سياسة ناجحة وبداية تألق سيتواصل إن شاء الله".

وتابع:" وأعتقد أن تألق التحكيم الجزائري قاريا سيشكل حافزا قويا للحكام الشباب بالسير على هذا النهج ومواصلة التألق قاريا ولم لا حضور مونديالي 2018 و2022 ، وأرى أن هناك العديد من الحكام الشباب الجزائريين من يمتلك القدرة على البروز دوليا ولا ينقصه سوى التأطير والدعم والأخذ بيدهم".

وبسؤاله عن أسباب تألق التحكيم الجزائري قاريا ودوليا دون أن يرافقه ذلك محليا ، رد حيمودي السبب إلى غياب ثقافة الإعتراف وتقبل الهزيمة لدى بعض الجزائريين ما يسبب ضغوطات كبيرة يدفع ثمنها في أغلب الأحيان الحكام الشباب على حد تعبيره.

وأضاف:" للأسف الشديد نحن الحكام ندير مباريات الدوري الجزائري وسط ضغوط كبيرة بسبب غياب ثقافة الاعتراف بالهزيمة والفشل لدى الكثير من المنتسبين للوسط الكروي. وبالتالي فإن رفض و عدم تقبل هؤلاء للهزيمة أو بأخطائهم التي أدت للهزيمة يدفعهم لفرض ضغوط كبيرة على الحكام خصوصا الشباب الذين يدفعون، للأسف الشديد، في أغلب الأحيان ثمن ذلك. والحمد لله فإن خبرتي الطويلة في الميدان وقتني من الوقوع بهذا الفخ وسمحت لي بالصمود بوجه هذه الضغوطات وتأدية المباريات بسلاسة كبيرة غير آبه بتلك الضغوط".

ونفى حيمودي وجود أي تبعات على المستوى الشخصي للأحداث التي أعقبت مباراة اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل بالدور 32 لكأس الجزائر بإقصاء الفريق الأول ومحاولة بعض مشجعيه الإعتداء عليه قائلا :" لم أتأثر بتلك الأحداث بل أنني طيلة مشواري التحكيمي لم أدع أيا كان أن يؤثر علي .. والحمد لله".

وعن سؤال حول خلفيات قراره بالاعتزال بعد المونديال، أوضح حيمودي في حواره لموقع "كووورة":" أحمد الله أن مكنني

من حضور أغلب المسابقات الدولية، ولم يكن ينقصني سوى الحضور بمسابقة كبيرة بحجم المونديال. الآن وقد تم اختياري ضمن طاقم تحكيم مونديال البرازيل فإن هاجسي الأول هو أداء مباريات في المستوى وتشريف التحكيم الجزائري والعربي والأفريقي.. وحتى لا أكون أنانيا فإن همي بعد ذلك هو العمل على فسح المجال للحكام الجزائريين الشباب والأخذ بيدهم نحو البروز والتألق من خلال مرافقتهم وتأطيرهم.

وردا حول ما إن كان سيتجه لتحليل المباريات بالفضائيات أو البقاء بالهيئة التحكيمية لاتحاد الكرة، رد حيمودي بالقول إنه يمتلك برنامجا في هذا الخصوص سيجعله بخدمة التحكيم الجزائري بما لديه من خبرة على المستوى القاري والدولي لكن المرحلة الحالية تتطلب مني التركيز والإعداد الجيد للمونديال لأداء مباريات في المستوى وأن أكون في مستوى الثقة التي وضعت في، وبعدها لكل حادث حديث.