أعلن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، الموافقة على صفقة استحواذ شركة توتال الفرنسية للطاقة على حصة شركة ماراثون أويل الامريكية التي تمثل 16.33% من امتيازات الواحة والتي ستستثمر بموجبها الشركة الفرنسية أكثر من مليار دولار في حوض سرت الدي يحتوي على 80% تقريبا من اجمالي احتياطيات النفط في البلاد.

وكانت شركة توتال أعلنت قبل 21 شهرا وتحديدا في مارس 2018 شراء حصة شركة ماراثون في امتيازات الواحة من خلال الاستحواذ على شركة ماراثون أويل ليبيا بقيمة 450 مليون دولار، ورفضت المؤسسة الوطنية للنفط آنداك  الموافقة على الصفقة بداعي أنها تمت دون مشاورتها، وظلت تماطل طيلة تلك الفترة حتى أعلنت موافقتها اليوم.

وقال رئيس مجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله إن المؤسسة وافقت الآن على الصفقة بعد مفاوضات ناجحة مع توتال ، والحصول على الموافقات الحكومية، ودراسة الصفقة ومراجعتها وتقييمها من مختلف الجوانب القانونية والتعاقدية والمالية والاستثمارية.

وأضاف أن صنع الله أن المؤسسة درست إمكانية وجدوى استحواذ المؤسسة أو جهات ليبية أخرى على تلك الحصة، ونظرت فيما يمكن أن تضيفه شركة توتال فنيا للامتيازات، وتنمويا واجتماعيا للمناطق المجاورة لها.
 
وكشف صنع الله أن توتال التزمت باستثمار 650 مليون دولار في مشاريع تطوير امتيازات الواحة، وزيادة حجم الإنتاج من خلال مشروعين رئيسيين هما حقل شمال جالو والقطعة م.ن 98، الأمر الذي سيسهم في زيادة القدرة الإنتاجية بنحو 180 ألف برميل يوميا.

وأضاف أن الشركة الفرنسية ستوفر التقنيات والخبرات اللازمة للتمكن من تحقيق هذه المستهدفات، ولهذا السبب تعتبر المؤسسة الوطنية للنفط أن شركة توتال في موقع يؤهلها أكثر من غيرها للحصول على حصة ماراثون من امتيازات الواحة؛ مشيرا إلى أن المؤسسة لا تزال تملك 59.18% من امتيازات الواحة.

وأشار إلى أن المؤسسة اشترطت على توتال منحة توقيع بمبلغ قدره 150 مليون دولار تخصص لدعم برامج ومشاريع المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، وذلك إيمانا منا بأهمية تنفيذ مشاريع تنموية ملموسة تشرف عليها المؤسسة الوطنية للنفط بشكل مباشر بما يتماشى مع المعايير والقيم التي تتبناها في دعمها المناطق المجاورة لعملياتها. 

وأوضح صنع الله أنه سيتم دفع المبالغ المخصصة لبرامج ومشاريع المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة من قبل شركة توتال كمصاريف غير مستردة على مراحل مرتبطة بتطوير الامتيازات، 
حيث سيتم دفع 70 مليون دولار مع بدء سريان الاتفاقية، و30 مليون دولار بعد 21 يوما من الإنتاج المتواصل بحقل شمال جالو (منطقة 6 ي)، و30 مليون دولار بعد 21 يوما من الإنتاج المتواصل بالقطعة م.ن 98. بالإضافة إلى ما يقارب 20 مليون دولار سيتم دفعها خلال السنوات الأربع القادمة وسيتم إعلان المزيد من المعلومات بعد توقيع اتفاق مفصل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. 

وكانت شركة الطاقة الفرنسية توتال، أعلنت في مارس العام الماضي، أنها اشترت حصة 16.33% في امتياز الواحة الليبي من "ماراثون أويل"، في صفقة قيمتها 450 مليون دولار.

وقالت توتال إن شركة الواحة للنفط، الوحدة التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية المملوكة للدولة، تنتج حاليا 300 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا، ومن المتوقع أن تزيد الكمية إلى 400 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا بنهاية العقد.

الشركة أوضحت في بيان، أن الصفقة ستمنح توتال قدرة على النفاذ إلى احتياطيات وموارد تتجاوز 500 مليون برميل من المكافئ النفطي، مع إنتاج فوري لنحو 50 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا و"إمكانية كبيرة للاستكشاف" في امتيازات بحوض سرت.

وقال باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لتوتال: "يتماشى هذا الاستحواذ مع استراتيجية توتال الهادفة إلى دعم محفظتها بأصول عالية الجودة ومنخفضة الكلفة من الناحية الفنية، بينما نعزز قوتنا التاريخية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

ومن بين مساهمي "الواحة" الآخرين، المؤسسة الوطنية للنفط بحصة 59.18%، و"كونوكو فيليبس"، بحصة 16.33% و"هيس" بحصة 8.16%.

وتعمل "توتال" بالفعل في ليبيا، إذ بلغت حصتها الإنتاجية 31 ألفا و500 برميل من المكافئ النفطي يوميا في 2017 من امتيازات في حقل الجرف البحري وحقل الشرارة البري. وشهد قطاع النفط في ليبيا، العضو في "أوبك"، تعافيا جزئيا، بعدما تضرر بسبب عمليات حصار وصراع مسلح بعد احداث فبراير 2011.
 
والواحة أحد أنواع خام التصدير الرئيسية في ليبيا، ويتم شحنه من ميناء السدر الواقع في شرق البلاد والذي أغلقه فصيل مسلح في الفترة بين 2014 و2016. ويسيطر الجيش الوطني الليبي على السدرة وموانئ أخرى في منطقة الهلال النفطي بليبيا، ما سمح للمؤسسة الوطنية للنفط بإعادة فتحها في أواخر 2016.

ويمثل بيع ماراثون لحصتها تخارجا كاملا من ليبيا، وهو تحرك ظلت الشركة تدرسه منذ منتصف عام 2013 على الأقل. لكن مؤسسة النفط الوطنية الليبية منعتها من القيام به. وقال الرئيس التنفيذي لماراثون، ونلي تيلمان: "قادنا تركيزنا الشديد على إدارة محفظة الشركة إلى تخارجات من سبع دول منذ عام 2013 حققت عائدات تزيد عن 4 مليارات دولار فقط في السنتين الماضيتين".

وفي إفصاح تنظيمي عام 2011، قدّرت ماراثون أصول الواحة عند 761 مليون دولار. وفي ذلك الوقت كانت أسعار النفط تبلغ المثلين تقريبا بالمقارنة مع مستواها اليوم.

وقالت إن توتال "أكثر قدرة على الأرجح على التعامل مع المخاطر الجيوسياسية لقاعدة واسعة من العمليات في أنحاء الشرق الأوسط". ويمثل بيع ماراثون لحصتها ثاني عملية تخارج لشركة أميركية من ليبيا في السنوات الأخيرة. وباعت أوكسيدنتال بتروليوم حصة قدرها 7% في حقل النافورة النفطي إلى أو.إم.في النمساوية أواخر 2016.